في يوم الأربعاء الماضي تساءل المواطنون هل نحتفل هذا العام بثورة 25 يناير أم أن ثورة 30 يونيو هي الثورة التي تجب كل الثورات. في 25 يناير خرجت جموع الشعب المصري في الميادين الكبري وفي مقدمتهم ميدان التحرير لمساندة تلك الثورة التي أسقطت حكم مبارك وأولاده. بعد تجاهل هذه الثورة التي أسقطت حكم مبارك وأولاده نجد من يدعي ان 30 يونيو هي الثورة الحقيقية متناسين ان الثورة الأم هي ثورة 25 يناير ولكن ستظل ثورة 25 يناير 2011 هي الثورة الحقيقية والتي بقيت في ضمير كل المصريين بكل فئاتهم. في الأسبوع الماضي خرجت مسيرة نظمها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وانطلقت هذه المسيرة من المقر الرئيسي بشارع هدي شعراوي في وسط القاهرة باتجاه ميدان التحرير لوضع أكاليل الزهور حول النصب التذكاري لميدان التحرير الذي ظل موقعاً ممهداً لكل من يعيش في مصر. بعد أن اتجهت المسيرة إلي ميدان طلعت حرب فوجئ المتظاهرون بهجوم قوات الأمن المتواجدة في ميدان طلعت حرب ورمي القنابل المسيلة للدموع إلي جانب تصويب الخرطوش نحو المتظاهرين. أمين عام الحزب طلعت فهمي توجه إلي قائد القوة الأمنية المرتكزة في ميدان طلعت حرب لإبلاغه ان هدف المسيرة ليس اثارة الفوضي والشغب وإنما ذلك لوضع أكاليل الزهور أمام النصب التذكاري بميدان التحرير. رغم ذلك قام قائد القوة البوليسية بإلقاء القبض علي الأمين العام للحزب بالإضافة إلي خمسة أعضاء من نفس الحزب. وفجأة أطلقت قوات الأمن طلقات الخرطوش علي المسيرة مما أصاب عدداً من أعضاء الحزب وفي مقدمتهم شيماء الصباغ أمينة العمل الجماهيري التي أصيبت بثلاث طلقات خرطوش قتلتها علي الفور. من قتل شيماء حزب التجمع وعدد من أعضاء الأحزاب طالبوا بمعرفة المسئول عن اصدار الأمر المباشر لإطلاق الخرطوش علي المسيرة السلمية لقيادات الحزب وأعضائه الذين يشكلون وفداً لوضع الزهور علي النصب التذكاري بميدان التحرير سلمياً ولا يحملون قنابل أو حتي طوبة واحدة ان شيماء الصباغ ضحية للقوانين الجديدة لم يكن في ذهنها ان مصر يمكن أن تتخلي عن أبناءها وأن تقتل علي أيدي رجال الأمن الذين هم يحمون أبناء الوطن. ان قانون التظاهر الجديد لابد أن يختفي لأنه يكمم أفواه كل المصريين. شيماء الصباغ ليست إرهابية وليست من الإخوان المسلمين ولكنها ماتت بثلاثة خراطيش من الداخلية. اننا لابد أن نراجع قانون التظاهر الذي أدي إلي مقتل العديد من أبناء الوطن دون سبب معقول ان قرار براءة مبارك والأولاد ليعودوا إلي أماكنهم وأموالهم وقصورهم خارجين ألسنتهم لكل مصر وأبناء مصر. قانون التظاهر ان مصر تعيش مرحلة خطيرة لأن قانون التظاهر أصبح طوقاً في رقبة كل مصري يعيش في مصر.. لقد ماتت شيماء الصباغ دون ذنب.. لم تكن يوماً من الأيام من الإخوان ولم تكن ضد أي فرد في مصر ولكن خراطيش الداخلية قتلتها في الحال. السجون اكتظت بالشباب الذي لا ذنب لهم ولا جريرة.. ولكن قانون التظاهر ألقي بهم في السجون. ان الشعب المصري لم يقتل من رصاص الانجليز في المظاهرات.. ولكن رجال الداخلية قتلوا شيماء الصباغ بلا ذنب لأنها أرادت أن تشارك في الاحتفال بثورة 25 يناير. شيماء لم تحمل مسدساً ولا بندقية ولكنها حملت باقة من الزهور سقطت بعد اختراق الخرطوش في جسدها.