منذ اللحظة الأولي التي اندلعت فيها أحداث الخامس والعشرين من يناير. اعترف العالم بقدرة المصريين علي التغيير وقوة إرادتهم. فقالت ¢الإندبندنت¢. ¢سيعُرف هذا الحدث في التاريخ باسم ثورة 25 يناير. وسيؤرخ علي أنه اليوم الذي هب فيه شعب مصر¢. أما ¢الجارديان¢ وصفت الأحداث بأنها ¢انتهاء ثلاثين عامًا من الديكتاتورية في مصر خلال ثلاثين ثانية¢» فبعد 18 يومًا من الاحتجاجات المتواصلة. استطاع الشعب المصري أن يوصل صوته في النهاية. مضيفةً. أنه مهما حصل بعد الآن. فإن ما حصل بالفعل يعد لحظة تاريخية مهمة أعادت ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي. كما لفتت ¢الجارديان¢ الأنظار إلي الروح الوطنية التي سادت الثورة. حيث كان المسلمون والمسيحيون يقفون فيها جنبًا إلي جنب ولم يرفع فيها إلا العلم الوطني. فقد أظهروا معًا أن بإمكانهم قهر الخوف لديهم وبمقدورهم أن يطيحوا بأعتي الديكتاتوريين. وفي سياق متصل قالت الجارديان. إن مصير مبارك لن يمر مرور الكرام علي جميع الديكتاتوريين الآخرين في العالم العربي وخارجه. واعتبرت ¢وول ستريت جورنال¢ أن ¢مصر الجديدة¢ هي أفضل فرصة تأتي منذ سبتمبر 2001 لتغيير العالم العربي المتحجر. وعلي المصريون وأصدقاؤهم انتهزها. ووصفت ¢التايمز¢ الأحداث بسقوط جدار برلين لهذا الجيل» فمصر والشرق الأوسط. والسياسية في العالم العربي تغيرت إلي الأبد. وقالت ¢التايمز¢ أيضًا. إن سقوط مبارك يجلب الفرح والأمل والحرية إلي مصر. لكنه يجلب أيضًا الشك والتغيير إلي منطقة متقلبة. وفي ¢الديلي تليجراف¢ اعُتبر سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك. كرئيس أقوي دولة من حيث عدد السكان في العالم العربي حدثًا مهمًا جدًا. لكن عواقبه علي بلد كان يعيش في ظل نظام طوارئ منذ عام 1981 من الصعب فهمها. وأن الإطاحة بمستبد طال حكمه. تعني أن الذعر سيتنامي في عواصم المنطقة ومنها تل أبيب. في غياب معارضة تتمتع بالشرعية. فإن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يمثل المؤسسة الوحيدة القادرة علي ملء الفراغ. ولا شك بأن ما يهلَّل له باعتباره نصرًا لقوة الشعب. ما هو في الجوهر سوي استيلاء للجيش علي السلطة. هذا ما قالته ¢الديلي تليجراف¢. هكذا وصفت ¢الإندبندنت¢ الرئيس السابق. وأوضحته ¢الديلي تليجراف¢ في قولها إن ما حدث قد يكون بداية لأزمة تعيشها مصر وليس نهاية لها. فهناك آمال في مصر نفسها بأن تؤدي استقالة الرئيس مبارك إلي انتقال سلس إلي الديموقراطية ولكن حتي لو كان الانتقال سلسًا. فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون سريعًا. أما ¢التايمز¢. فبالرغم من توقعها بألا تسقط كل أحجار الدومينو. إلا أنها قالت إن كثيرا من الحكومات ستهرع الآن لتجنب ظروف مماثلة لتلك التي أدت إلي الثورة المصرية. في نفس اليوم بعد عام كامل. أعاد تشابه الأحداث ذكريات العام السابق من الوصول إلي الميدان عبر كوبري قصر النيل. وقنابل الغاز. وآلاف من قوات الأمن. إلا أن مجلة ¢فورين بوليسي¢ قالت. أنه لا يوجد أحد يعُد يعتبر 25 يناير عيدًا للشرطة. لأنه أصبح يوم الثورة التي أنهت 30 عامًا من حكم مبارك. وأشارت ¢فروين بوليسي¢ إلي أن إعلان المشير طنطاوي بإلغاء الطوارئ كان أحد المطالب الرئيسية للمحتجين في 25 يناير الماضي. إلا أن استثناء حالات البلطجة مقلق.