سيطر مسلحو جماعة أنصار الله ¢الحوثيين¢. علي مقر أمني في العاصمة اليمنية صنعاء. وذلك غداة المواجهات الدامية مع الحرس الرئاسي. نجح المسلحين في السيطرة علي مقر جهاز الأمن السياسي في صنعاء التي تشهد توترا رغم الهدنة. كانت ميليشيات عبدالملك الحوثي قد خاضت معارك بالمدفعية مع الجيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء. وحاصرت مقر إقامة رئيس الوزراء. وعقب المواجهات. التي سفرت عن مقتل قرابة 10أشخاص. تحدث مستشار رئيس الجمهورية اليمنية عن التوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار. في غضون ذلك .وجهت الحكومة اليمنية دعوة للقوي السياسية الموقعة علي اتفاق السلم والشراكة إلي لقاء عاجل برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي. رغم ما أكد الناطق باسم الحكومة أن الحوثيين يحاصرون رئيس الوزراء خالد بحاح بعد محاصرتهم القصر الجمهوري. من جانبه قال عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين محمد البخيتي إن ما حدث في صنعاء من اشتباكات ليس محاولة انقلاب وإنما جاء ردا علي ما سماه العدوان الذي قامت به الحماية الرئاسية. وأضاف أن الرئيس هادي يتعرض لضغوط من قبل أطرافي لا تريد تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية. يذكر ان التوتر تصاعد فجأة في صنعاء منذ خطف مدير مكتب الرئيس اليمني من قبل الحوثيين. لكن وزيرة الإعلام أكدت أن أحمد عوض بن مبارك في صحة جيدة وسيتم إطلاق سراحه. في غضون ذلك . أعلنت مصادر تابعة للحوثيين أنها ضبطت وثائق مع الدكتور أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني تحت عنوان ¢مشروع الاستراتيجية الأمنية ¢ تستهدف العديد من القوي السياسية في اليمن. قالت المصادر ان هذه الاستراتيجية تتضمن العمل علي اثارة العصبيات العرقية والطائفية بين أنصار الله لتفتيتهم من الداخل واستغلال قرار مجلس الامن الدولي 2140 وتكثيف الضغط المحلي والخارجي لتسليم أسلحتهم. وبدأت الاشتباكات عندما نشر الحوثيون الكثير من مسلحي ما يسمونها ¢اللجان الشعبية¢ التابعة لهم علي طول شارع الستين المطل علي دار الرئاسة ومنزل الرئيس. وهو ما دفع الرئيس هادي لعقد اجتماع استثنائي للمجلس الوطني للدفاع. الذي أقر خطة أمنية لاستعادة الأمن في العاصمة. وكان مصدر في قوات الحماية الرئاسية اتهم الحوثيين بنشر مسلحين وآليات عسكرية في العاصمة واستحداث نقاط عسكرية. مضيفا أن مسلحين حوثيين رفضوا الانسحاب من بعض النقاط وأطلقوا النار علي الجنود. وأن قوات الحماية ردت عليهم. في مقابل ذلك. أكد عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي أن القوات الحكومية هي من بدأت بالهجوم علي نقطة تفتيش للمسلحين الحوثيين. وحمّل الرئيس اليمني مسئولية الأحداث. ووصف ما يجري بأنه معركة حقيقية يسعي كل طرف فيها إلي حسمها لصالحه. وتطالب الرئاسة الحوثيين بالإفراج الفوري عن مدير مكتب الرئيس. في حين يطالب الحوثيون الرئيس بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة. وخرج آلاف الحوثيين في صعدة رفضا لما سموه الانقلاب علي الاتفاق. وفي تطور آخر للأحداث. هددت قبائل مأرب بقطع إمدادات النفظ والكهرباء من المحافظة إذا تعرض الرئيس اليمني لمكروه. وأوقفت شركات للنفط والغاز في جنوب البلاد أعمالها تحت ضغط من قبائل المنطقة التي تريد الضغط علي جماعة الحوثي ودفعها للإفراج عن مدير مكتب الرئيس. كما أغلقت عدة سفارات أبوابها جراء الاشتباكات بصنعاء. وتشهد عدن انتشارا أمنيا غير مسبوق واستحداثا لنقاط تفتيش جديدة في الشوارع. يذكر ان جماعة الحوثيين طرحت قائمة شروط موجهة للحكومة مقابل وقف عملية التصعيد العسكري. أبرزها إقامة حذف الفقرات التي ترفضه من مسودة الدستور. وأشارت مصادر إلي أن اللجنة. التي شكلت لاحتواء المواجهات. وضعت خريطة طريق لحل الأزمة الأخيرة. تقضي بتعديل قوام الهيئة الوطنية ومسودة الدستور. وتهدف مسودة للدستور طرحت رسميا السبت الماضي إلي حل الخلافات السياسية والطائفية والإقليمية الكبيرة في اليمن. من خلال توزيع السلطة علي المناطق.