يبدو أن الحزبين الرئيسيين في الساحة التونسية نداء تونس والنهضة عقدا اتفاقاً سريا فيما بينهما لحسم الجولة الانتخابية الرئاسية الثانية التي تنطلق الأحد القادم بمشاركة أكثر من 5 ملايين تونسي لصالح المرشح البارز القائد السبسي. رغم إعلان نداء تونس الذي يتزعمه السبسي عن عدم تشكيل حكومة وحدة مع حزب النهضة الاخواني في تشكيل الحكومة الجديدة قرأها البعض علي أنها محاولة لتبديد المخاوف من هذا التحالف إلا أن المتابعين للشأن السياسي الداخلي في تونس يرون أن الحزبين يتحالفان بالفعل بعد ان اتضحت بوادر هذا الأمر خلال جلسة البرلمان الاولي لدي مختلف الاطراف البرلمانية. يري المراقبون أن فكرة التحالف ظهرت جلية بين النهضة والنداء بعد اختيار محمد الناصر رئيسا للبرلمان من حزب نداء تونس بجملة 176 صوتاً وعبد الفتاح مورو من حزب النهضة كنائب أول وحصل علي 157 صوتاً في الوقت الذي يبلغ اجمالي أصوات الحزبين 155 نائباً. الالتزام والتوافق النتيجة تظهر بوضوح أن أغلبية نواب الحزبين التزموا بالتوافق الذي حصل بين قياداتهما بعد نتائج الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية التي أظهرت اخفاق المرشحين في الحصول علي نسبة الخمسين في المائة زائد واحد اللازمة للفوز من الجولة الأولي التي جرت في 23 نوفمبرالماضي والتي جاء فيها السبسي في المركز الأول بعد حصوله علي 39.46 % من الأصوات يليه المرزوقي بنسبة 33.4. يري المراقبون أيضاً أن هذا التحالف سيظهر تأثيره علي نتائج الجولة الثانية للانتخات الرئاسية خاصة ان حزب الاتحاد الوطني الحر ثالث قوة برلمانية في تونس أعلن دعمه للباجي قائد السبسي في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية ما يعني أن النتائج باتت شبه محسومة. قال مراقبون إن دعم هذا الحزب للسبسي في الانتخابات الرئاسية يقوي من حظوظه في اعتلاء سدة الحكم ويضعف من حظوظ المرزوقي الذي اهتزت صورته بسبب مواقفه المضطربة وسياسة التبعية لحركة النهضة الإسلامية. يؤكد المراقبون أن 90% من الاصوات التي حصدها المنصف المرزوقي من أنصار حركة النهضة الا ان تحالف النهضة الجديد مع حزب نداء تونس يفرض عليها تخليها عن المرزوقي حتي لا تفقد القدرة علي المساومة عند تشكيل الحكومة في حالة فوز السبسي. الخبراء يرون ان النتائج التي افرزها صندوق الانتخابات التشريعية وضع الاطراف السياسية ذات الاغلبية أمام خيارين حتميين وهما اما التحالف والتوافق لقيادة البلاد الي مرحلة من الاستقرار او التنافر وتواصل التوتر السياسي في البرلمان وخارجه خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يزيد من الضغط علي كل منهما فالتنافر بينهما سيقود الطرفين الي فشل ذريع سواء كان في السلطة او في المعارضة. ومن هنا رات حركة النهضة انه لا يوجد اي اهمية لها في ايصال المرزوقي الي كرسي قرطاج مرة اخري خاصة ان عدداً من قيادات حركة النهضة يري ان المرزوقي قد يخرج عن سيطرتها في اي وقت مثلما حصل عندما تقدم بمجموعة من الطعون في الانتخابات الرئاسية وان مشاركتها في الحكومة وفي مجلس نواب الشعب سيجنبها مخاطر الدخول في صراعات مع حزب الاغلبية ان ظلت في المعارضة والمرزوقي رئيس. يرجع الخبراء دعم حركة النهضة غير المعلن للرئيس المؤقت المنصف المرزوقي في السباق الانتخابي خلال الدور الاول كان بسبب عدم التوصل الي اتفاق مع حزب الاغلبية حول امكانية التحالف لكن اليوم أصبح التحالف يسير في اتجاه واضح نحو النجاح اذن يمكن ان نلخص ما سبق في ان حركة النهضة توصلت الي اتفاق حول تحالفها مع نداء تونس بل وتم وضع خارطة زمنية لتنفيذ الالتزامات التي تعهد بها كل طرف وهو ما يشير الي ان الانتخابات الرئاسية بدأت تحسم لحليف الحركة الجديد الباجي قائد السبسي.