شيعت أمس جنازة شيخ التربويين المصريين الدكتور حامد عمار أستاذ علوم التربية بجامعة عين شمس المولود في قرية "سلوا" بمحافظة أسوان في 25 فبراير شباط 1921 بعد مسيرة علمية طويلة ألف خلالها 49 كتاباً عالجت قضايا قومية مثل "من القدس يبدأ السلام" و"الحادي عشر من سبتمبر وتداعياته التربوية والثقافية" و"مواجهة العولمة في التعليم والثقافة" و"ثقافة الحرية والديمقراطية" و"الجامعة بين المؤسسة والرسالة". كان الراحل له آراء ثاقبة في علاج القصور في العملية التعليمية وتطوير المناهج الدراسية من بينها مطالبته المجلس الأعلي للتعليم قبل الجامعي بإلغاء اللغة الأجنبية الثانية والاكتفاء بلغة أجنبية واحدة واستمرارها في الكليات بالجامعة لاجادتها حتي يمكن الاستفادة من هذه اللغة والتعامل معها. وبذلك لا تصبح اللغة الأجنبية ميزة في الجامعات الخاصة. ووضع شيخ التربويين رأيه في إصلاح العملية التعليمية من خلال إطالة مدة العام الدراسي لأنه من أقل الفترات في العالم وإتاحة الفرصة للمناقشة والحوار بين الطلاب والأساتذة وإتاحة الفرصة لممارسة الأنشطة الفنية والاجتماعية والرياضية. وهذه الأنشطة مجددة لعقل الطلاب والأساتذة كما تتيح مجالاً للتعامل مع المكتبة والقراءات الحرة ويتجلي هذا فيما نسميه بعشق القراءة لأن القراءة ضرورة من ضروريات مجتمع المعرفة. مطلوب من وزارة التربية والتعليم وخبراء التعليم قبل وضع الاستراتيجية الجديدة لتطوير التعليم النظر لآراء ومقترحات الراحل الدكتور حامد عمار للتطوير والإصلاح إذا كنا بالفعل ننوي هدم كل السياسات التعليمية الحالية. وأقترح أن تقوم جامعة عين شمس بتكريم الراحل باحتفال يليق بتاريخه وقيمته العلمية واطلاق اسمه علي قاعة الاحتفالات الرئيسية للجامعة أو أحد منشآتها في المقر الجامعي الجديد بالعبور.