كشفت إصابة مريض أسيوط بالايدز بعد نقل دم ملوث له عن كارثة انتشار مراكز بيع الدم البشري الخاصة.. حيث تجمع تلك المراكز الفصائل وتخزنها في أكياس دون المرور علي أي معامل حكومية للتحليل معتمدين علي معامل خاصة وتطرحها للبيع بأسعار خيالية ناشرة فيروسات الايدز وسي. هذا ما يؤكده سعودي رمضان من سكان الجيزة قائلاً: تجوب سيارات الاسعاف الخاصة قريتنا تطالب الفلاحين الغلابة التبرع بالدم وذلك بالضغط عليهم بمبدأ الاجر والثواب والالحاح الشديد الذي يصل لجذبهم لسيارة التبرع ولكننا اصبحنا نشك في وصول هذا الدم لمستشفيات وزارة الصحة خاصة بعد حادثة القبض علي ممرض يبيع الدم بمنزله!! تضيف جميلة محمد إبراهيم عند اجرائي لعملية زرع مفصل بأحد المستشفيات الحكومية اصرت إدارة المستشفي علي ضرورة توفير أكياس دم قبل إجراء الجراحة فقام أبنائي الثلاثة بالتبرع رغم إنني لم أحتج إلي نقل الدم لتوافر كميات كبيرة من الدم ومع ذلك يطالب المستشفي البعض بشرائه بأسعار مرتفعة والبحث عنه بالمستشفيات والمراكز الخاصة. ويشاركها الرأي مصطفي حامد- بائع- مؤكداً علي إصرار المستشفيات علي وجود متبرعين لأي مريض يحتاج إلي جراحة أو حتي الولادة القيصرية حيث فوجئت برفض طوارئ مستشفي حكومي اسعاف أخي إلا بعد الحصول علي تبرع من أربعة أشخاص رغم ان منهم مريض سكر وضغط مما جعلني أتساءل ماذا يفعلون بكل هذا الدم وكيف يحللونه؟! ويقول أحمد حسين أصيب والدي بالكبد ودوالي المرئ وكان ينزف باستمرار فقمت بشراء بعض أكياس البلازما من المراكز الخاصة لعدم توافرها بالمستشفي كما استعنت ببعض محترفي التبرع ممن يجلسون علي المقاهي مقابل 100 جنيه للفرد. الدكتور هشام عطا رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة يقول بعد اصابة مريض بأسيوط بالايدز تم إغلاق المعمل وجاري اجراء التحريات من قبل النيابة للعثور علي المتبرع المصاب وهناك حملات طبية من وزارة الصحة علي المراكز والمعامل الخاصة للتأكد من صلاحية الدم وخلوه من الامراض مثل الايدز وفيروس سي. ويؤكد الدكتور كامل حماد رئيس المعامل بمستشفي السيد جلال علي افتقاد معامل التحاليل بالمستشفيات الجامعية والمعامل الخاصة للدقة والتقنية الحديثة فهناك أمراض لا تظهر في دم المتبرع إلا بعد نقله للمتلقي بفترة طويلة وقد سبق وناشدت وزارة الصحة لعمل بنوك دم مجمعة تتوافر فيها الاجهزة الحديثة القادرة علي إكتشاف الامراض الدقيقة خلال فترة حضانتها خاصة أن بنوك الدم غير مرتبطة ببعضها البعض ولا يوجد تنسيق كاف بين المستشفيات لتوفير أكياس الدم بفصائل معينة في حالات العمليات الحرجة ومن المفروض أن يعدم الدم بعد 35 يوماً من عدم الاستعمال بمحارق المستشفيات وغالباً لا يحدث ذلك بسبب ندرة الاكياس. ويري الدكتور شريف فتحي مدير بنك الدم بقصر العيني الفرنساوي أن جميع الفيروسات لها فترة حضانة يمكن ألا تظهر بصفة عامة علي المريض فمثلاً تحليل الالتهاب الكبدي سي فترة حضانته من شهر إلي 55 يوماً وبالتالي لا يظهر في تحليل الدم ولذلك لابد من عمل تحليل الحمض النووي d.n.a لتوضيح فترة حضانة المرض خلال خمسة أيام فقط ولكن هذا التحليل غير إلزامي رغم وجوده بعدة أماكن مثل بنك الدم القومي ومستشفي الدمرداش وهناك توصيات لتعميمه لزيادة درجة الامان. بينما تؤكد الدكتورة سهام الباز مدير عام بنك الدم بالهلال الاحمر أن جميع بنوك الدم بالمستشفيات الحكومية خاضعة لإشراف وزارة الصحة التي تقوم باستمرار بسحب عينات للتأكد من خلوها من الامراض وتؤكد أنه في حالة الشك في عينة دم أو اكتشاف مرض كالايدز أو فيروس سي نقوم بإرسالها لوزارة الصحة التي تقوم بدورها بإبلاغ المريض واتخاذ الاجراءات اللازمة. ويوضح الدكتور أحمد كامل طبيب مقيم ببنك الدم بمستشفي المنيرة العام أن نقل العدوي من خلال أكياس الدم الملوثة بالمستشفيات الحكومية أمر صعب جداً وذلك لخضوع العينات للتحاليل في أماكن رفيعة المستوي أما بالنسبة للبنوك الخاصة فلا نعلم أين تتم التحاليل أو نوعية الاجهزة.