بمناسبة لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سلفاكير والذي تمخض عن توقيع بروتوكولات للتعاون بين البلدين ومنها إنشاء هيئة مشتركة للري وضم جوبا لشبكة الربط الكهربائي والاتفاق علي دراسة جدوي لانشاء سد "واو" علي بحر "واو" كلها أمور تبشر بالأمل والخير. أري ان الاتجاه إلي الاشقاء في الجنوب أمر بات ضرورياً وحتمياً وخاصة شمال وجنوب السودان وهما العمق الاستراتيجي لمصر في الجهة الجنوبية بالاضافة إلي توافر الرقعة الزراعية ووفرة المياه بهما وهذا أمر يساعد علي تنمية هذه البلاد الثلاثة مجتمعة. دولة جنوب السودان وهي الوليدة والتي تنعم بموارد النفط مما يجعلها دولة متقدمة في السنوات القادمة بالتأكيد لنا مصالح مشتركة مع جنوب وشمال السودان علي الأقل في مشروعات حيوية مشتركة علي نهر النيل اذا قدرت كمية الفاقد من نهر النيل بثلاثين مليار متر مكعب سنوياً.. فلماذا لا تفكر مصر بهذه المناسبة في إرسال كراكات عملاقة لتطهير مجري نهر النيل في جنوب السودان وهذا يوفر لمصر وشمال السودان كميات كبيرة من المياه حيث ان أكبر كمية من فاقد مياه النهر تضيع في أرض دولة الجنوب بسبب الجزر والأشجار المتساقطة في النهر والحيوانات النافقة. لماذا لا يسافر رجال الأعمال المصريون إلي جوبا للاستثمار هناك لان أمريكا والصين خاصة وفرنسا والمانيا كلهم يتوجهون إلي هناك بكثرة من أجل الاستيلاء علي الكعكة من البترول والمعادن فهذه الدول تعمر في جنوب السودان مقابل الحصول علي النفط والموارد الطبيعية المستخلصة من أرض دولة جنوب السودان الواعدة. هل بامكان مصر احياء مشروع قناة جونجلي الذي يهدف إلي زيادة ايراد مياه النهر من أجل التوسع الزراعي في مصر وشمال السودان مع تقليل الفاقد من مياه النيل من مستنقعات بحار الجبل والزراف والغزال ونهر السوباط والتي توفر كمية مياه تقدر ب 7.4 مليار متر مكعب عند ملكال أو مايعادلها 8.3 مليار عند أسوان. الاتجاه إلي دولتي شمال وجنوب السودان في هذا الوقت بالذات بات ضرورياً وأمراً ملحاً من أجل التنمية ورفاهية شعوب هذه البلدان التي تربطها علاقات وطيدة تمتد في أعماق التاريخ حيث يربطها شريان واحد وهو شريان الحياة وسر الوجود انه نهر النيل العظيم ليتنا نسرع للعمل مع دول الجنوب مجتمعة حتي دول أعالي النيل وهي "دول الحوض".