البابا تواضروس في افتتاح جلسات المجمع المقدس:

الراعي والعريس.. صورتان محببتان للسيد المسيح

عقد المجمع المقدس جلساته العامة الأحد الماضي برئاسة البابا تواضروس الثاني وبحضور اعضاء المجمع في نهاية دورة نوفمبر 2014 واستمرت جلسات الاجتماعات الفرعية لمدة 4 أيام.
بدأ البابا: شعبنا القبطي رائع إنه ترمومتر للأسقف والكاهن
في عبارات موجزة لخص قداسة البابا في كلمته التي ألقاها في بداية جلسة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مسئوليات الراعي والفارق بينه وبين الأجير. وذلك من خلال مثل "الراعي الصالح" الوارد في الأصحاح العاشر من إنجيل القديس يوحنا. حيث أشار إلي 7 نقاط يتمايز فيها الراعي عن الأجير.
هذا المثل يمكن أن نسميه "قانون الراعي الصالح".. السيد المسيح في هذا المثل وصف نفسه بأنه "راعي".. وأكثر صورتين في زمن المسيح كانتا معروفتين هما الراعي والعريس لذا تكلم عنهما كثيراً. صورة الراعي هي التي تحتل قلب الراعي الصالح وهو القلب الرقيق واللطيف والصديق والمحب والمرشد والناصح والذي يحمي ويغذي.
وسأحدثكم في 7 نقاط صغيرة تحكم قانون الراعي الصالح:
1 دافع الحب: الراعي يعمل بدافع الحب فقط. فما يحرك خدمتنا والتكريس والرهبنة الدافع أولاً وأخيراً حتي آخر العمر محبة الله والناس.
2 يحوي القطيع في قلبه: الأجير بلا قلب.. الراعي يحوي كل القطيع في قلبه.. الصغير والكبير.. والبعيد والقريب.
3 يضع حياته من أجل القطيع: مواجهة الضيقات علي المستوي الفردي "أولادنا".. وعلي المستوي الجماعي "الرعية". فهو يضع حياته من أجل القطيع.. الراعي لسان حاله يقول: ليس لي أن أقدم لك شيئاً إلا العرق "الجهد".. والدموع "الصلاة".. والدم "الشهادة".
4 يخدم بأمانة: فضمير الإنسان بمشورة أبيه الروحي يكون مخلصاً.. الأجير غير مخلص لسيده ومن الممكن أن يبيعه مثل يهوذا.. تستطيع أن تشتري يهوذا في كل زمان بثمن بخس وكل زمان فيه يهوذا..!!. الراعي الحقيقي الصالح أحد مكونات أمانته هو خدمته لسيده ربنا يسوع المسيح بامانة.
5 مسئول عن تغذية القطيع: وهي كلمة عامة كبيرة.. والمقصود هنا أن التغذية تكون تغذية روحية ونفسية وعقلية وجسدية.. أما الأجير فلا يهمه سوي تغذية نفسه.. ولا يهتم باطعام القطيع. أناني مقصر في العمل.. الأطفال نرضعهم لبنا. الكبار نعطيهم طعاما قويا. الضعفاء نسندهم.. ويجب أن يكون هناك تنوع في الغذاء. هو يغذي القطيع بصفة عامة.. وحينما يقول الكتاب: "هلك شعبي لعدم المعرفة" وذلك لأن الراعي لم يقدم المعرفة لشعبه وارجو ملاحظة أن التوعية إحدي وسائل التغذية.
6 يقود القطيع بروية وحكمة وتعقل: أحد الأمور الغائبة في العالم هي الحكمة. العالم يفتقد الحكمة والتعقل.. أنت مسئول عن كل فرد.. وشعبنا القبطي رائع هو ترمومتر واضح للأب الكاهن والأسقف وكل من يقود العمل كل في مكانه.. أما الأجير فإنه يقود بلا رحمة ولا شفقة وتسيطر عليه فكرة الرئاسة والراعي يكسب كل يوم ويحاول ألا يخسر إنساناً.
7 الراعي يفرح قطيعه بالاهتمام الدائم: الراعي سبب فرح دائم.. بالابتسامة والتشجيع والكلمة الحلوة والإبداع في مجالات خدمته.. والراعي الصالح ايضا هو الذي يفرح قلب المسيح.. سئل أحد الاشخاص هل كان المسيح يبتسم؟!!.. أجاب لم يذكر عنه سوي مرة واحدة أن بكي يسوع.. معني ذلك أن باقي الوقت كان مبتسماً وحلواً فهو دوما مفرح القلوب.
الخلاصة: الراعي الصالح يعمل بدافع الحب. ويحوي القطيع في قلبه. ويضع حياته من أجل القطيع. ويخدم بأمانه كبيرة. ومسئول عن تغذية القطيع. ويفرح قطيعه علي الدوام.
بعد انتهاء الجلسة الختامية للسيمينار صدرت قرارات وتوصيات هامة للمجمع المقدس بحضور 106 من أعضاء المجمع المقدس البالغ عددهم 119 وألقي قداسة البابا محاضرة بعنوان "قانون الراعي الصالح".. وقد ناقش المجمع المقترحات والموضوعات المقدمة من اللجان الفرعية وتوصل إلي عدة قرارات هامة بخصوص الأديرة والرهبنة واللوائح الجديدة والألحان وبعض القضايا الأخري.
طالب المجتمعون بالاعتراف بعودة الحياة الرهبانية بدير الأنبا بيجول والأنبا بشاي سوهاج "الدير الأحمر" ودير الملاك ميخائيل بنقادة وتشكيل لجنة لدراسة أوضاع دير الأنبا موسي بالعلمين وتعديل قراءات 26 أبيب بالقطمارس السنوي. والذي يوافق عيد نياحة القديس يوسف النجار. لتكون قراءات 24 بشنس والذي يوافق عيد دخول السيد المسيح إلي أرض مصر.
اكد المجمع امكانية أن تقال طلبة "نعم نسألك أيها المسيح إلهنا ثبت أساس الكنيسة.. إلخ" في طقس وضع حجر أساس الكنائس.
وتم اعتماد لائحة أكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية أكد المجمع المقدس أهمية: تشكيل لجان للعلاقات العامة بالإيبارشيات تهتم بالمجاملات والعلاقات الإنسانية مع القيادات المحلية وتتكون من كهنة وعلمانيين.
علي أن تقوم كل إيبارشية بعمل دراسات للمقبلين علي الزواج بحيث تدريجيا تكون شرطاً للتصريح للزواج.
طالب الاعضاء بالإضافة إلي الكشف الطبي السابق للزواج الكشف عن إدمان المخدرات منعاً للأضرار الجسيمة التي تنشأ عن الإدمان.
اعتمدت لجنة الرعاية والخدمة "دليل تنظيم الخدمة" الذي ينظم الخدمة والتربية الكنيسة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وانتهت اللجنة الفرعية للألحان من الاتفاق علي مصادر موحدة لالحان شهر كيهك واعتماد خطة تدريب قيادات الخدمة في الإيبارشيات "كهنة أمناء رؤساء وأعضاء مجالس" علي مهارات القيادة "القيادة المسيحية الرؤية التخطيط التفويض التحفيز .." المقترحة من اللجنة الفنية المعاونة لسكرتارية المجمع المقدس بتكليف من قداسة البابا.