ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمة افتتاحية اليوم في بداية جلسة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وتحدث البابا في كلمته عن مسئوليات الراعي والفارق بينه وبين الأجير، وقال إن هناك 7 نقاط تميز الراعي عن الأجير. وفيما يلي نص الكلمة: "هذا المثل يمكن أن نسميه "قانون الراعى الصالح".. السيد المسيح في هذا المثل وصف نفسه بأنه "راعى".. وأكثر صورتين فى زمن المسيح كانتا معروفين هما الراعى والعريس لذا تكلم عنهما كثيرًا. صورة الراعى هى التى تحتل قلب الراعي الصالح وهو القلب الرقيق واللطيف والصديق والمحب والمرشد والناصح والذي يحمي ويغذي. وسأحدثكم في 7 نقاط صغيرة تحكم قانون الراعي الصالح: 1. دافع الحب: الراعي يعمل بدافع الحب فقط، فما يحرك خدمتنا والتكريس والرهبنة الدافع أولاً وأخيراً حتى آخر العمر محبة الله والناس. 2. يحوى القطيع فى قلبه: الأجير بلا قلب!! الراعي يحوى كل القطيع فى قلبه.. الصغير والكبير.. والبعيد والقريب. 3. يضع حياته من أجل القطيع: مواجهة الضيقات على المستوى الفردى (أولادنا).. وعلى المستوى الجماعي (الرعية)، فهو يضع حياته من أجل القطيع.. الراعي لسان حاله يقول: ليس لى أن أقدم لك شئ إلا العرق (الجهد).. والدموع (الصلاة).. والدم (الشهادة). 4. يخدم بأمانة: فضمير الإنسان بمشورة أبيه الروحى يكون مخلصاً.. الأجير غير مخلص لسيدة ومن الممكن أن يبيعه مثل يهوذا.. تستطيع أن تشترى يهوذا في كل زمان بثمن بخس وكل زمان فيه يهوذا!!.. الراعي الحقيقي الصالح أحد مكونات أمانته هو خدمته لسيده ربنا يسوع المسيح بامانة 5. مسئول عن تغذية القطيع: وهى كلمة عامة كبيرة.. والمقصود هنا أن التغذية تكون تغذية روحية ونفسية وعقلية وجسدية.. أما الأجير فلا يهمه سوى تغذية نفسه.. ولا يهتم بإطعام القطيع، أنانى، مقصر في العمل.. الأطفال نرضعهم لبنا، الكبار نعطيهم طعامًا قويًا، الضعفاء نسندهم. ويجب أن يكون هناك تنوع في الغذاء، هو يغذي القطيع بصفة عامة.. وحينما يقول الكتاب: "هلك شعبى لعدم المعرفة"، وذلك لأن الراعى لم يقدم المعرفة لشعبه وأرجو ملاحظة أن التوعية أحد وسائل التغذية. 6. يقود القطيع بروية وحكمة وتعقل: أحد الأمور الفائبة في العالم هي الحكمة، العالم يفتقد الحكمة والتعقل.. أنت مسئول عن كل فرد.. وشعبنا القبطى رائع هو ترمومتر واضح للأب الكاهن والأسقف وكل من يقود العمل كل فى مكانه.. أما الأجير فإنه يقود بلا رحمة ولا شفقة وتسيطر عليه فكرة الرئاسة والراعى يكسب كل يوم ويحاول أن لا يخسر إنساناً. 7. الراعى يفرح قطيعه بالاهتمام الدائم: الراعى سبب فرح دائم.. بالابتسامة والتشجيع والكلمة الحلوة والإبداع فى مجالات خدمته.. والراعى الصالح ايضا هو الذى يفرح قلب المسيح.. سئل أحد الأشخاص هل كان المسيح يبتسم؟!!.. أجاب لم يذكر عنه سوى مرة واحدة أن بكى.. معنى ذلك أن باقى الوقت كان مبتسم وحلو فهو دوما مفرح القلوب . الخلاصة: الراعي الصالح يعمل بدافع الحب، ويحوي القطيع فى قلبه، ويضع حياته من أجل القطيع، ويخدم بأمانه كبيرة، ومسئول عن تغذية القطيع، ويفرح قطيعه على الدوام".