البريق الكبير الذي يحظي به المقعد الرئاسي في شتي بقاع الأرض يجعل المتقدمين له يبذولون الغالي والنفيس من أجل الفوز به واعتلائه فهو بلاشك المنصب الأعظم والمكانة المرموقة بين العالميين. من هنا نجد قبيل خوض غمار هذه المنافسة الشرسة كل طرف يعد أسلحته المشروعة وغير المشروعة من أجل الفوز بهذا السباق الاسطوري ظنا منه أن حصوله علي المقعد الرئاسي سوف يمنحه مستقبلا الصك الذي يحقق من خلاله كل الأماني.. ولكن التفكير بمثل هذه الطريقة الأكثر بدائية لن يعد بحال من الأحوال موافقاً لما آل إليه حال البشر في هذا الزمن فالتطورات التي تجري من حولنا تأبي أن يكون هذا سلوك أي مرشح رئاسي. أقول هذا بمناسبة الحدث الجلل الذي نعيشه كمصريين هذه الأيام والسباق المحموم بل والمحتدم بين جناحي المنافسة علي المقعد الرئاسي في مصر المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي وما يصدر عن حملة كل واحد منهما.. زخم عاشه الشعب المصري قبل أكثر من عام مضي ولكنه هذه المرة يختلف كلياً وجزئياً عن سابقه فنحن اليوم أمام مرشحين اثنين لا ثالث لهما وهما بالنسبة لأبناء شعب مصر كتاب مفتوح كل صفحاته مقروءة ومعروفة وليس هناك ما يمكن اخفاؤه عن المصريين ومن ثم فكل شيء واضح وضوح الشمس ومن ثم فالكرة الآن في ملاعب الجميع رجالا ونساء شباباً وشيوخاً يجب علي الكل أن ينزل ليدلو بدلوه في هذا المعترك ليكون صوته ورأيه هو عامل الحسم والترجيح في هذا السباق. والمتابع - عزيزي القارئ - لما يجري علي الساحة المصرية بعد إغلاق باب الترشيحات الرئاسية يلاحظ الاحاديث الكثيرة والتصريحات المتعددة التي تصدر من حملة المرشح حمدين صباحي بل وعن صباحي نفسه في العديد من البرامج الحوارية التي كان هو ضيفها علي مدار الأيام الماضية فهناك اتهامات بصورة مباشرة لبعض أجهزة الدولة بانحيازها للمشير السيسي وهناك ما هو أخطر من ذلك وهو التصريح الخاص بأن معظم من تضمهم حملة السيسي هم أنفسهم من رموز الرئيس المخلوع حسني مبارك وبالتالي فهناك عودة أكيدة لهذا النظام الفاسد الذي ثار عليه الشعب في 25 يناير 2011 ودلل علي كلامه بأن هناك العديد من رموز الحزب الوطني المنحل بدأت دعاية للسيسي من خلال بعض اللافتات التي بدأت تنتشر في بعض الأماكن. ولكن يمكنني من خلال هذه الزاوية "الحاضر والمستقبل" أن أؤكد ان عودة النظام السابق تكون مستحيلة ومستحيلة جداً وذلك لأن فريق حملة السيسي بل والسيسي نفسه بعيدون تماماً عن كل ما يثيره المرشح الآخر وحملته كما أن المشير السيسي يدرك تمام الإدراك أن نظاماً مثل نظام مبارك لا يمكن له بحال من الاحوال أن يعود إلي الساحة السياسية مرة أخري. وأكبر دليل علي ما أقول المحاكمات التي مازالت تجري لرموز هذا النظام بل ولرأس النظام نفسه في المحاكم المصرية التي يمثل فيها مبارك ورموزه كمتهمين يحاكمون علي ما اقترفوه في حق هذا الوطن إذا أي عودة تلك التي يدعونها.. حتي أن الحزب الوطني ذاته قد تم حله بعد المكاسب الكثيرة التي ارتكبها بعض رموزه.. فهل بعد كل هذا يمكن لإنسان يملك حداً أدني من العقلانية أن يتصور عودة رموز مبارك مرة أخري إنها عودة مستحيلة ومستحلية جداً. أيضا مصر بعد ثورتين عظيمتين لا يمكن لها أن تعود إلي الوراء فالشعب كل الشعب يضع آمالا كباراً علي الرئيس القادم وينحاز بصورة كبيرة لرمز "الشمس" المشير السيسي لعل هذا الرمز يكون فألا حسنا وتشرق علي مصر شمس الحرية والديمقراطية والتقدم في مناحي الحياة وحسناً فعلت حملة السيسي بعدم الرد عما يثار حاليا فالوقت وقت عمل وجد وليس وقت مهارات المهم أن يقود سفينة الوطن مصر من يحسن القيادة ليصل بها إلي بر الأمان. كلمة أخيرة: همسة في أذن المشير عبدالفتاح السيسي أقرب إلي النصيحة بأن يخرج إلي الجماهير العريضة المؤيدة له ويتحدث إليهم مباشرة دون وسيط ليذيل أي لبس قد يكون حدث جراء ما وصل إلي الجماهير خلال التصريحات المختلفة من منافسيه وأعتقد أن هذا ليس بالأمر العسير. فهل يفعلها السيسي ويخرج للجماهير؟ الأيام القادمة هي التي يمكنها الاجابة عن هذا التساؤل.