تترقب الأوساط الأمريكية باهتمام شديد زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لواشنطن وأشار المراقبون أن الزيارة تم التمهيد لها بشكل إيجابي بعد أن أدارت القاهرة علاقاتها مع واشنطن علي مدار الشهور العشر الماضية بطريقة عقلانية أعطت الوقت الكافي للطرف الآخر لفهم ما جري ويجري من مستجدات كانت عصية علي فهمه.. تغير واقع العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة بين ليلة وضحاها وتحول المؤشر في اتجاه الخروج من المنطقة السلبية بعد المحاولات الأمريكية المتتالية لفهم مستجدات الواقع المصري والحفاظ علي مصالحها ومصالح صغيرتها المدللة إسرائيل في المنطقة بقرار واشنطن رفع حظر المساعدات العسكرية الذي فرضته العام الماضي جزئياً وتسليم القاهرة 10 مروحيات من طراز "آباتشي". وكان رد القاهرة علي ذلك بزيارة نبيل فهمي لواشنطن لشرح الخطوات العملية التي قطعتها مصر لتنفيذ خريطة الطريق المصرية متضمناً إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة.. وتداول أنباء عن اتجاه الإدارة الأمريكية إلي تعيين سفير جديد في القاهرة بعد شهور من خلو المنصب. وبعد اطلاع وفود الكونجرس علي حقيقة الوضع في مصر قال وزير الخارجية الأمريكي إنه سيؤكد للكونجرس أن مصر تعزز العلاقة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة بمحاربة التهديدات العابرة للقارات وانتشار الأسلحة. وأنها ملتزمة بواجباتها في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. واعتبر أن مصر "تبقي كما كانت لعقود شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة. وفي الوقت الذي سعت فيه مصر لتنويع مصادر سلاحها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الولاياتالمتحدة قررت رفع حظر علي تسليم 10 مروحيات "آباتشي" هجومية إلي مصر كانت فرضته العام الماضي. وقال الناطق باسم الوزارة الأميرال جون كيربي. إن وزير الدفاع تشاك هاجل أبلغ نظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي بالقرار في اتصال هاتفي. أن "هذه المروحيات الجديدة ستساعد الحكومة المصرية في التصدي للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأمريكي والمصري والإسرائيلي". في أول إشارة إلي "الأمن الأمريكي" في الحديث عن الوضع في مصر. وبعد أيام من إدراج واشنطن تنظيم "أنصار بيت المقدس" علي لائحة المنظمات الإرهابية. لكن رفع الحظر عن المساعدات العسكرية لم يشمل طائرات من طراز "إف 16" ودبابات من طراز "إم 1 إيه 1" التي أعلنت واشنطن وقف تصديرها إلي مصر مع مروحيات "آباتشي" ومع تزايد الرفض الشعبي لمحاولات التدخل الأمريكية المتتالية في الشأن المصري تتجه واشنطن إلي تعيين سفيرها الحالي في العراق روبرت ستيفن بيكروفت سفيراً جديداً لدي القاهرة. بعد أشهر من خلول المنصب. ونقل وسائل الإعلام عن مصادر في الإدارة الأمريكية أنها ستسمي بيكروفت قريباً. ومن ثم يبت الكونجرس في ترشيحه. ويأتي ترشيح بيكروفت بعد شهور من مغادرة السفيرة السابقة آن باترسون وتولي ديفيد ساترفيلد مهام القائم بالأعمال. وكانت الإدارة تنوي تعيين السفير السابق لدي سورية روبرت فورد في المنصب. غير أن اعتراض الجانب المصري أدي إلي سحب اسمه من التداول. ويعتبر بيكروفت من الدبلوماسيين المخضرمين في المنطقة وكان شغل مناصب عدة في سفارات واشنطن في الرياض ودمشق وعمان.