في كافة القطاعات عندما يتم ضخ سلعة جديدة تحدث انفراجة كبيرة بعد زيادة المعروض إلا هيئة النقل العام اختفت اتوبيساتها رغم مضاعفة أعدادها خلال العامين الماضيين مما أصاب القاهرة الكبري بحالة من الارتباك ووضع الطلاب والموظفين والعمال في مأزق. أصحاب السيارات الأجرة استغلوا حاجة المواطنين فرفعوا الأجرة وقسموا المسافات وفرضوا سيطرتهم علي المواقف وتربحوا علي حساب الغلابة ورغم ذلك يتردد أن الهيئة تعمل بنصف أسطولها فقط لنقص الوقود وقطع الغيار. سماح عبدالله محاسبة تقول: انتظر الأتوبيس لفترات طويلة نظرا لأن عدد السيارات التي تعمل علي الخط الواحد قليلة للغاية مما يرهق ميزانيتنا لاننا نضطر لركوب الميني باص أو الميكروباص بالرغم من ارتفاع أسعارها. يضيف ناصر جلال أعمال حرة نعاني أشد المعاناة من عدم وجود أتوبيسات نقل عام من فيصل إلي رمسيس مباشرة لذا استقل عدة مواصلات للوصول إلي عملي مطالبا المسئولين بالاهتمام بالجيزة أسوة بالقاهرة وان تدرج ضمن خطة التطوير الحالية. يشير رجب فنجري مدير عام أنه يلجأ للميكروباصات لسرعتها وتقارب سعر التعريفة بينها وبين الأتوبيس قائلا: انه يمكنني الجلوس بالميكروباص بينما الاتوبيسات اذا توافرت تكون شديدة الازدحام لدرجة انني أقف علي قدم واحدة طوال الطريق. محمود عيد موظف من القليوبية يؤكد انه عاني أشد المعاناة أثناء الاضراب خاصة ان سائقي الميكروباص استغلوا الموقف وقاموا بتقطيع المسافات للحصول علي التعريفة أكثر من مرة في ظل قلة خطوط القليوبية فلا يوجد عدد كاف من خطي 920. 32 مما يضطرنا للوقوف بالساعات في انتظارهما. يضيف محمد عبدالمنعم موظف من مسطرد بالرغم من معرفتنا بطرح عدد 40 أتوبيسا جديدا بالشارع الا اننا نعاني الأمرين في الذهاب والعودة من العمل يتساءل: لماذا يهتم المسئولون دائما بالاحياء الراقية وينسون الغلابة خاصة مناطق الخصوص ودار السلام ومسطرد. يقول أسامة السعيد موظف من الأميرية ان المشكلة أصبحت في الازدحام الشديد بالشوارع وعدم التواجد المروري بصفة دائمة فنري الميكروباصات تقف بنهر الطريق لتحميل وتنزيل الركاب ولايهتمون بتعطيل الشارع عكس أتوبيسات النقل العام التي تلتزم بالمحطات. معوض رمضان أعمال حرة من مدينة نصر يؤكد أن المشكلة لم تحل بطرح هذه الاتوبيسات الجديدة المكيفة لأن سعر التذكرة 2 جنيه والمواطن يحتاج مساعدة في الظروف الحالية وخاصة عمال اليومية الذين يضطرون للانتظار بالساعات علي محطة الأتوبيس لركوب مواصلة رخيصة. يضيف محمد محمود محاسب من الشروق عندما قررت الاقامة في مدينة بعيدة عن القاهرة كنت علي امل ان يكون هناك مواصلات ولكن لم أجد أدني اهتمام من المسئولين بالمدن الجديدة فلايوجد مواصلات نقل عام مما يضطرنا لاستقلال السيارة الأجرة التي تستنزف أموالنا. محمد أحمد معاش من المسلة يشير إلي ان طبيعة عمله تفرض عليه استخدام سيارته الخاصة ولكن عند تعطلها اضطر لاستقلال الميني باص لتوافره بالرغم من ارتفاع تذكرته التي تصل إلي 2.5 جنيه واذا رغبت في ركوب أحد اتوبيسات النقل العام أجد صعوبة لوجود عدد كبير من الأتوبيسات علي خط واحد بينما الخطوط الأخري غير موجودة بالمرة وأحيانا يرفض السائق التحميل بحجة انه في وقت الراحة علي خلاف الحقيقة لذا يطالب المسئولين بالهيئة بضخ عدد من الأتوبيسات علي جميع الخطوط والالتزام بمواعيد الراحة. يوافقه عبدالوهاب عليوة عامل ان ندرة الأتوبيسات تظهر بصورة واضحة من الساعة الواحدة ظهرا وحتي الثالثة عصرا أي فترة تغيير الوردية مع العلم بأن هذا التوقيت هو موعد خروج الموظفين من أعمالهم مما يعني غياب التنسيق. مصطفي محمد سائق بهيئة النقل العام يؤكد ان الأتوبيسات الجديدة لن تحقق عائداً مادياً للسائقين لتقديمه أفضل بكثير لأننا نحصل علي نسبة عالية من الايرادات ويطالب المسئولين بالهيئة باعادة صيانة الأتوبيسات الموجودة حتي لا نرهق ميزانية الدولة بصفقات جديدة. يؤيده سائق رفض ذكر اسمه بأن أتوبيسات النقل الجماعي أصبحت تزاحمنا في الرزق لذا يجب عدم ادراجها بوسط البلد لتخفيف العبء عن الطرق وتساعد علي السيولة المرورية ويطالب المسئولين بتوزيع الأتوبيسات الجديدة بالطرق السريعة مثل الدائري والمدن الجديدة حتي لا تتهالك بسرعة. محمدين علي سائق بالهيئة يقول نحن كسائقين نعاني من عدم توافر أتوبيسات نعمل عليها علاوة علي عدم وجود قطع غيار للسيارات مما يؤثر بالسلب علي دخولنا لاننا نعتمد علي الحافز المرتبط بالانتاج كما ان السيارات الحديثة التي تم ادخالها للهيئة تم توزيع معظمها علي فرعي فتح ونصر وهم جراجان لهما دائما نصيب الأسد فأين باقي الفروع؟ مجدي حسن المتحدث باسم النقابة المستقلة يقول للأسف الهيئة تعاني من قلة الامكانيات فعدد السيارات التي تعمل بالفعل لا تتعدي 1200 سيارة من اجمالي 4500 سيارة لأنه تم تخريد الباقي لذا طالبنا المسئولين بتوفير سيارات لتحقيق دعم مادي للعمال والسائقين لأن الحافز مرتبط بالانتاج لذا يلجأون للاضرابات من أجل النواحي المادية قد شكل محافظ القاهرة ورئيس الهيئة لجنة من العمال والسائقين لايجاد حلول وسط لأرضاء العمال ماديا. بمواجهة اللواء هشام عطية رئيس هيئة النقل العام أفاد بأن الهيئة تعاني من قلة عدد الأتوبيسات حيث ظلت لسنوات طويلة بدون جديدة مما أدي إلي تهالك العديد منها وفي الفترة الأخري تم تخريد عدد كبير لمرور أكثر من 20 سنة علي تشغيلها وحاليا نجد تعاون كبير من محافظ القاهرة في توفير سيارات جديدة تضاف إلي أسطول الهيئة لتحقيق أقصي درجات الراحة للمواطنين ومؤخرا تم اضافة 40 سيارة حديثة من اجمالي 200 أتوبيس تم التعاقد عليهم بالفعل وهي مجهزة بأحدث التقنيات من اذاعة داخلية وشاشة عرض من اجمالي 200 أتوبيس سيتم اضافتهم تصل تكلفة الأتوبيس الواحد إلي مليون و200 ألف جنيه وهي سيارات تسير لمسافات طويلة بتذكرة 2 جنيه الخط الأول رقم 1001 من التجمع الأول بالقاهرة الجديدة وحتي عبدالمنعم رياض بطول 36 كيلو بزمن تقاطر 15 دقيقة ويعمل حاليا 10 سيارات وسيتم زيادتها والخط الثاني 1002 من مساكن عين شمس إلي المطبعة بدار السلام بطول 36 كيلو والتقاطر من 15 إلي 20 دقيقة والخط الثالث 1003 من مطار القاهرة إلي الساحل بطول 30 كيلو والتقاطر من 10 إلي 15 دقيقة والخط الرابع 1004 من مدينة السلام إلي النزهة الجديدة مرورا بصلاح سالم والبعوث والعتبة بطول 35 كيلو والتقاطر من 15 إلي 20 دقيقة وسيتم اضافة خطوط أخري لراحة الركاب علاوة علي اضافة 600 أتوبيس بمنحة اماراتية .. وبالنسبة لمشاكل العمال والسائقين المادية قمنا بتشكيل لجنة من كافة الفروع لبحث مشاكلهم والتوصل للحلول خاصة ان الهيئة تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الاضرابات بلغت مليون جنيه عن كل يوم توقف عن العمل.