رغم تصريحات المسئولين بحل أزمة النقل العام وإدخال أتوبيسات جديدة للخدمة إلا أنها مجرد وعود لم تتحقق علي أرض الواقع فأتوبيسات الهيئة أصبحت كالعملة النادرة وإن وجدت تكون معطلة أو في غير خط سيرها. أحمد غانم من سكان دار السلام يقول نعاني بشدة من عدم توافر المواصلات العامة بالمنطقة مما يضطرنا للجوء للتاكسيات والميكروباصات التي تقوم بتقسيم مسافة خط السير إلي مراحل مما يرهقنا مادياً وجسدياً. سامي رجائي من الحي العاشر يضيف ننتظر الأتوبيس لساعات وإذا جاء يقوم السائق بنزع اللوحة الخاصة بالأتوبيس ويخبرنا أن الأتوبيس معطل ثم نفاجأ بالكمساري يقوم بالمناداة علي الركاب المتجهين إلي طريق آخر عكس خط سيره تماماً. ويتساءل محمد عبدالعزيز مقيم في مدينة نصر أين دور الحكومة في توفير وسيلة مواصلات آدمية وبأسعار مناسبة فلا يوجد سوي خط أتوبيس رقم 969 فقط بمنطقة الطوب الرملي ولا يأتي إلا نادراً فأحياناً لا نستطيع الذهاب إلي أعمالنا. عثمان محمد من العبور يصرخ قائلاً: اتجهنا للمدن الجديدة للابتعاد عن زحام القاهرة ولكننا نعاني بشدة من عدم توفير الخدمات بالمدن فلا يوجد سوي خط أتوبيس واحد رقم 344 من العبور للمرج ورغم ذلك يتلاعب سائقو هذا الخط بالمواطنين فمن المفترض وصول أول أتوبيس في السادسة صباحاً ولكنه يصل في السابعة علاوة علي عدم التزام بعض السائقين بالمحطات أو خط السير وإذا عاتبهم أحد الركاب يتلفظوا بألفاظ غير لائقة. أما فتحية سعيد من هضبة الأهرام فتقول: لم يحدث أن ركبت أتوبيس ولم يعطل فدائماً نفاجأ بتعطله بعد منتصف الطريق تقريباً ونضطر للنزول والوقوف لمدة طويلة في انتظار الأتوبيس القادم وعادة ما يرفض السائق الوقوف لنا بحجة أن السيارة مكتظة بالركاب. "م-ن" سائق بهيئة النقل العام يعترف بتهالك السيارات وقلة قطع الغيار وإذا وجدت تكون غير أصلية وتتلف بعد عدة أيام من تركيبها والغريب في الأمر أنه في حالة تعطل الأتوبيسات نتعرض للجزاء بدون سبب لذا نضطر في كثير من الأحيان لشراء بعض قطع الغيار البسيطة علي نفقاتنا الخاصة رغم رواتبنا البسيطة للغاية. أما سامح كمال ميكانيكي بالهيئة يضيف: نعاني من قلة عمال الميكانيكا وعدم وجود خبرات رغم وجود مركز تدريب بالهيئة للعمالة الفنية تحت إشراف فنيين علي أعلي مستوي كما أن هناك عدم تنسيق بين مخازن الهيئة المنتشرة فمن الممكن أن يكون هناك صنف غير متوفر في أحد المخازن ولكنه متوفر في مخزن آخر. اللواء هشام عطية نائب رئيس الهيئة اعترف بوجود عجز شديد في عدد الأتوبيسات بالهيئة فعلي الورق يوجد 4000 سيارة ولكن السيارات التي تعمل بالفعل أقل من 2700 سيارة فجميع عمال الهيئة يعملون في ظل ظروف صعبة وإمكانيات بسيطة وأضاف أن الهيئة طالبت المسئولين مراراً وتكراراً بتوفير أتوبيسات جديدة ولكن لا نحصل إلا علي وعود فقط. طارق البحيري نائب رئيس النقابة العامة المستقلة بالهيئة يقول: نعاني أشد المعاناة من قلة الأتوبيسات وكذلك نقص قطع الغيار فبعض السيارات تعمل منذ أكثر من 30 عاماً التي من المفترض تخريدها بعد 10 سنوات فقط فقطع غيارها غير متوفرة بالأسواق وهناك سائقون بالهيئة لا يعملون لعدم وجود سيارات لهم مما يعد إهداراً للمال العام ومؤخراً تم إلغاء 150 خط أتوبيس بالصف والعياط وأطراف القاهرة بسبب تهالك السيارات وسيتم تخريد سيارات أخري مر عليها أكثر من ثلاثين عاماً.