خلف المنطقة الصناعية بجسر السويس بحي السلام تنتشر عشش أبو رجيلة حيث يعيش سكانها حياة غير آدمية محرومين من المرافق الأساسية كمياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي ومحاصرين بين رشاح الصرف الصحي وسكة حديد السويس ومهددين بالطرد من البلطجية. تقول شيماء السيد: أعيش أنا وأسرتي في حجرة صغيرة ونعاني كل صور الاهمال بالاضافة إلي نظرة المسئولين والمجتمع لسكان العشوائيات علي أنهم بلطجية في حين أننا نسعي بالكاد للحصول علي قوت يومنا مطالبة المسئولين بايجاد حلول لمشاكلهم. مهددون بالطرد وتضيف سعدية يوسف المصري أرملة وأم لأربعة أطفال: اعيش في حجرة بالمنطقة التي تقع بين جسر السويس وشركة بافاريا بلا مرافق وأهمها المياه التي نقوم بسرقتها من المحبس العمومي مؤكدة انهم مهددون بالطرد من العشش لبيعها لآخرين لبناء أبراج سكنية في ظل ارتفاع اسعار الشقق. ويؤكد مجدي سيد موظف قيام بعض الاشخاص القادمين من الصعيد بشراء الاراضي من العرب المتواجدين بالمنطقة لبناء ابراج شاهقة لا يمكنك الوصول اليها الا بعد المرور وسط الحجرات والعشش الصغيرة التي نعيش فيها وبطريقة غير قانونية يتم توصيل المرافق الي تلك الابراج رغم مخالفتها في الوقت الذي يعيش فيه اصحاب العشش من سيدات معيلات في فقر شديد مع اطفالهن الذين يعملون بمهن مختلفة لمساعدة ذويهم لذلك أطالب رجال الاعمال بالاقدام علي عمل مشاريع تساعد هؤلاء البسطاء. القمامة تحاصرنا وتعبر بدرية شحاتة عن مدي المعاناة التي تعيشها أسرتها لانتشار بعض الامراض والحشرات والزواحف بالمنطقة وذلك للطفح المستمر لمياه الطرنشات التي تدخل الحجرات لانخفاض مستوي المنازل عن الشارع وتطالب المسئولين بتوفير حياة طبيعية وآمنة لهم. وتوضح عايدة علي حسين عاملة بالمنازل ان تلال القمامة متراكمة بكميات كبيرة ناتجة عن مخالفات سكان الشوارع الرئيسية علاوة علي قيام البعض بحرقها يوميا فتصيبنا بامراض صدرية في الوقت الذي نجد فيه عمال الحي والهيئة يرفعونها اكثر من مرة ولكن لا يوجد صناديق للقمامة كافية لتستوعب هذا الكم الهائل منها فيضطروا لإلقائها في المنطقة العشوائية. يقول رمضان عبدالله النجار مدرس إن شوارع العزبة كلها غير ممهدة وكابلات الكهرباء متهالكة ومياه الشرب مختلطة بالصرف الصحي مؤكدا ان تصريحات المسئولين كانت وما زالت للاستهلاك المحلي فقط ولا تمت للواقع بصلة. وتعبر أحلام عبدالرحيم عاملة عن سوء حالة ابنائها النفسية من نظرة اهالي المنطقة لهم وتصوير الاعلام علي أنهم خارجون عن القانون علي الرغم من اننا لم نختر هذه الحياة غير الآدمية فمثلا دورة المياه بالحجرات مشتركة لاكثر من أسرة بجانب قيام كل أسرتين بشراء اسطوانة غاز واحدة لارتفاع سعر الاسطوانة 30 جنيها مشيرة إلي ان الضغط يولد الانفجار وان النظرة الدونية من قبل هؤلاء ستؤدي حتما الي كارثة محققة. أرامل ومطلقات تقول ليلي السيد سليم ان معظم سكان هذه الحجرات من السيدات الارامل والمطلقات وهن اكثر فئة بالمجتمع تحتاج المساعدة والنظر لها بعين الرأفة خاصة ان معظمنا يعمل باليومية لتوفير أبسط الاحتياجات لأبنائه علاوة علي ان هذه الحجرات لا تصلح للسكن ونطالب محافظ القاهرة بتوفير مساكن لنا أو ترخيص البناء الذي نقطن به مع ادخال مرافق له. وتعاني نفيسة سكر عاملة من عدم وجود أي وسائل مواصلات بالمنطقة سوي التوك توك لأن مدخل أبو رجيلة ضيق وغير ممهد ولا يتسع لمرور أي سيارة وذلك لوجود مصرف علي مساحة كبيرة بدون سور مما يسبب خطراً داهماً علي الاطفال والكبار حيث تعرض نجلي للسقوط فيه منذ 4 سنوات وتوفي في الحال وعلي جانبيه تلال قمامة ومخلفات مبان وحيوانات نافقة. تعبر سيدة محمود عن مدي المعاناة التي تعيشها قائلة: أعول ستة أطفال بأعمار مختلفة منهم طفل مصاب باعاقة ذهنية وشلل بالأطراف واضطررت للعمل بالمنازل في محاولة لتوفير لقمة العيش علاوة علي عدم وجود تأمين صحي وعدم استطاعتي الحصول علي معاش الضمان خاصة ان زوجي هجرني واعيش علي مساعدات الاهالي بجانب بعض الجمعيات الخيرية. تقول اكرام محمد: نحن فئة مهمشة من أجهزة الدولة لذلك نبحث عن قوت يومنا ولا نستطيع إلحاق أبنائنا بالمدارس لضيق ذات اليد لذلك نضطر الي الحاقهم بأي عمل لسد احتياجات الاسرة علما بأن معظمنا قادمون من محافظات الصعيد فزوجي توفي من سنوات بمرض صدري ولدي خمسة اطفال منهم طفل مصاب بمرض التوحد واقوم بجمع القمامة من بعض المنازل في مقابل اجر يومي ويقوم اكبر ابنائي بالعمل بإحدي الورش للمساعدة. بمواجهة طلعت نصري رئيس حي مدينة السلام أول افاد ان سكان منطقة عشش أبو رجيلة مخالفون للقانون وجاري تصحيح الاوضاع وإزالة كل المخالفات وردم المصرف بالمنطقة لكي نتمكن من توسعة الطريق لعمل محور يخدم اهالي العزبة.