بكيت.. ولازالت تبكيني كلما سمعتها.. اصوات شهدائنا في طائرة الهليكوبتر التي اسقطتها عصابات الارهاب.. ينطقون الشهادة وهم في طريقهم الي الارض الطاهرة في سيناء.. تصعد ارواحهم الي بارئها.. احياء عند ربهم يرزقون.. دماء جديدة طاهرة.. تروي ارض الوطن في سيناء.. فداء لحريته.. اجيال جديدة.. تتبع اجيالا لم تتوقف عبر تاريخ الوطن.. كلها روت هذه الارض.. لتحفظ للوطن حريته وكرامته.. منذ الاف السنين.. كانت سيناء دائما معبرا لجيوش مصر.. وهي تصد عنها جحافل الغزاة.. او تتوجه الي اقصي الشمال.. حتي جبال طوروس.. في اسيا الوسطي..پهناك.. حيث امن مصر.. الذي كان ولازال يبدأ من هناك.. وعبر طريق حورس الحربي القديم..الذي لازالت قلاعه ومعالمه تكشف عنها الرمال التي ابتلعته.. كما ابتلعت دماء الآلاف.. وربما الملايين من ابناء هذا الوطن.. عبر الاف السنين لتروي شجرة حرية هذا الوطن.. الذي يموت ابناؤه ليحيا.. كان المصري القديم مدركا ان امن وطنه يتحدد حيث تصل اقدامپجنوده.. شمالا.. وجنوبا.. وشرقا.. وغربا.. وهكذا قدر لدمائه ان تروي دائما ارضه الطاهرة صدا للطامعين في وطنه.. وصوناپلحريته.. وكرامته..پ ان تضحياتنا لن تتوقف.. مادامت الخيانه والارهاب يجدان موطئ قدم علي ارضنا الطاهرة.. ولكنهما الي زوال.. وسيأتي يوم قريب تتطهر فيه سيناء من دنس الخيانه والتأمر والارهاب..پ نعم بكيت للكلمات الاخيرة لشهدائنا.. وهم يسارعون الي لقاء الله سبحانه وتعالي.. قديكون حزنا.. وهو كذلك بكل تأكيد..پ ولكن ايضا فرحا بمن تكون اخر كلماتهم قبل لقائه سبحانه وتعالي.. اقرارا بوحدانيته.. وليس جزعا من لقائه.. وهكذا رجال الوطن دائما.. ايمان بالله.. ايمان بالوطن.. تضحية بلا حدود..پ اما الخونه وعصابات الارهاب فسوف يندحرون لامحالة.. وحتما سينتصر الوطن.. وحتما ستبقي مصر طاهرة من دنسهم.. 1⁄41⁄41⁄4 ومن عجب الدنيا.. ان نسمع مع هذه الاصوات الطاهرة.. اصوات اخري نشاز.. هؤلاء الذين فاضت ارواحهم في سبيل الله والوطن اليسوا شبابا..؟ من يضحي وعلي استعداد ان يضحي مثلهم.. من هؤلاء الشباب الذين تزدحم بهم شاشات القنوات التليفزيونية.. يثيرون فزعنا خوفا علي مستقبل مصر.. من افكار واراء لاتستحق ان تسمع..پ كم عدد هؤلاء؟ ألف.. الفان.. عشرة آلاف.. مئات الالوف؟..پ فمهما كان العدد.. فمن قال أنهم هم الثوريون وحدهم؟.. اين العامل في مصنعه..؟ اين كذلك الذي يبدأ حياته في مكتب او شركة او متجر.. اليس هؤلاء ايضا من الشباب الذين يجب ان نسمع لهم؟پ هؤلاء يؤدون واجبهم في صمت.. ويعملون من اجل الوطن.. وهم يؤدون واجبهم.. ويقومون بعملهم.. اما الذين احترفوا مهنة الثورية.. فماذا يؤدون للوطن؟.. اكثر من تبوؤ المقاعد امام الشاشات والاعتراض علي كل شيء.. 1⁄41⁄41⁄4 كما بكيت في المرة الاولي مع اصوات شهدائنا.. ينطقون الشهادة.. قبل ان يلقوا الله.. ندمت في المرة الثانية وانا اسمع اصوات عدد من الشباب تستضيفهم القناة الاولي في برنامجها الاخباري ¢اتجاهات ¢ ندمت لاني اضعت وقتا اسمع فيه شبابا يدعي الثورية.. ويوزع اتهاماته في كل مجال.. ولاتنتهي طلباته عند حد.. وصولا الي ان يتم اعدادهم من الان لكي يكونوا وزراء بعد اربع او ثماني سنوات.. وربما كانوا في هذا قد تواضعوا قليلا.. فغيرهم اصبح من الان نوابا لوزراء ويهاجمون وهم علي مقاعدهم في وزاراتهم الحكومة التي يعملون بها..پ وكان اولي بي ان اتوجه الي شباب.. يعرق.. ويغرز ارجله في طين الوطن.. ليكدح وينتج ليحيا ابناؤه.. 1⁄41⁄41⁄4 الغريب في امر هؤلاء انهم يرددون الاتهامات للجميع.. خلاصة اقوالهم.. علي شاشه القناه الاولي.. ان الدولة لاتعرف ماتريد.. وهم فقط الذين يعرفون مايجب ان يكون.. لكن كيف يكون.. فهذامر پاخر..پالمهم ان تتولي الدولة تنظيمهم..پ والمهم ايضا ان تتولي الدولة اعدادهم ليكونوا وزراء..پونسأل عن ثوريتهم اين هي في الشارع. لماذا لم ينزلوا الي الشارع لنري مايفعلون ! هل النضال مجرد تظاهر وشتائم واتهامات.. ام هو عمل دؤوب بين الجماهير لتغيير الواقع.. وبناء الوطن.. وضرب الامثال في التضحية بالجهد.. والوقت للاخذ بيد الجماهير الكادحة.. وتغيير السلوكيات السلبية التي افسدت صورة الوطن؟! انزلوا الي الشارع فاسهموا في مشروعات لخدمة الوطن والمواطن.. واجهوا مانعيشه من سلبيات في الريف.. في المدينه.. في العشوائيات.. حلوا مشاكل النظافة بالجهود الذاتية.. اطلبوا ارضا في الصحراء تستصلحونها.. تعاونوا مع من يستطيع ان يسهم معكم من رجال الاعمال في مشروعات للارتقاء بالمجتمع.. افعلوا شيئا غير انتظار الدولة ان تدربكم لتصبحوا وزراء المستقبل.. الوزراء سوف يخرجون من العمل الجماهيري.. العمل في صفوف البسطاء سوف يفرز لنا قادة المستقبل.. وليس تدريب الحكومة لكم لكي تكونوا وزراء؟!.. انشئوا احزابا.. او ادخلوا في احزاب قائمة وغيروها.. افعلوا شيئا غير الجهاد والكفاح علي شاشات التليفزيون.. اخرجوا من قناع الثورية.. والائتلافات.. والناشطين.. وكونوا شبابا فاعلين.. متفاعلين پ.. بنائين.. عاملين.. بين الجماهير التي تحتاج الي حماس الشباب.. وتتطلع اليه فلا تجده..پ