في أسبوع مكافحة التدخين الذي يتبناه إعلامياً الأخ صلاح منتصر.. هناك قصتان كنت قريباً منهما. أستاذي المرحوم محمود عبدالمنعم مراد صاحب أشهر عمود صحفي شعر بأن نظره يضعف باستمرار فذهب إلي أشهر طبيب عيون في مصر الذي فحصه بدقة ثم قال له المفاجأة. عيناك سليمتان تماما.. ولكن السؤال هو: هل أنت مدخن؟! قال له ان السيجارة لا تفارق فمي طوال عملي وفي غير العمل أيضا؟!! واخرج من جيبه علبتين سجائر حتي اذا فرغت علبة اشتري غيرها حتي لا يحدث ألا يجد في جيبه سجائر ولو فترة بسيطة؟!! قال له الطبيب الكبير ان هذا هو سبب ضعف بصرك المستمر.. وسيستمر أكثر طوال عادة التدخين مسيطرة عليك إلي هذا الحد.. السجائر تترك رواسب عادة في الشرايين الدموية.. والشعيرات التي تغذي العينين رفيعة للغاية فالدم الذي يصل إلي العينين ينقص وبالتالي هذا يؤثر علي الابصار. خرج أستاذي محمود عبدالمنعم مراد من عيادة الطبيب بعد ان أعطي التمرجي علبتي السجائر اللتين كانتا معه والولاعة أيضا ومن يومها لم يقلع عن التدخين فحسب.. بل لا يجلس بجوار أي شخص مدخن ولا يدخل غرفة فيها مدخنون. اذكر انه قال لي: ان مهنته بل حياته وهوايته وعشقه هو أن يقرأ ويكتب.. فاذا فقد الابصار فقد كل شئ.. مات حيا!! *** شقيقي ترك مصر في مارس عام 1954 خلال أزمة الديمقراطية.. يعشق لعبة التنس وذات يوم وقع في الملعب لا يستطيع التقاط أنفاسه.. قال له الطبيب الاسباني بعد العلاج السريع المؤقت المناسب انه لا يستطيع ان يجري له عملية القلب المفتوح الواجب اجراؤها إلا بعد أن يكف عن التدخين تماما؟! كان شقيقي يشتري علبة السجائر المعدنية الدائرية التي تحوي خمسين سيجارة طويلة وكانت تنفخ جيب الجاكتة.. وكان رأي الطبيب أن أية عملية كبري مع التدخين ستحتاج لعملية أخري بعد أسابيع وربما يكون من الصعب اجراؤها.. فلا داعي لأية عملية أصلا الا بعد الاقلاع عن التدخين تماما ثم تحاليل لمعرفة الكولسترول الذي مازال في الدم.. وقد كان. شقيقي رفض أن يعطي علب السجائر التي كانت عنده ولا الولاعة إلي أي شخص!! ولا أن يلقي بها في الزبالة عسي أن يلتقطها أحد ويدخن أو يبيعها لمدخن!! لا يريد أن يؤذي احدا.. لذا القي كل ما عنده من خراطيش علب معدنية غالية الثمن مع الولاعات في قاع المحيط!! *** الإعلام وحده لا يستطيع ان يحارب عادة التدخين بالقدر الكافي.. لابد من مساعدة الحكومات علي منع التدخين في كل الأماكن المغلقة.. حتي السيارات العامة والخاصة والقطارات وكل المباني ليست المسارح والسينما فقط.. من يرد ان يدخن ينزل الشارع بعيدا عن الناس كل الناس.. ثم مضاعفة الجمارك أو منع استيرادها. *** كان الأستاذ الدكتور شريف عمر.. لا أدري أين هو الآن كان له رأي في تحويل مصانع التبغ التي في مصر إلي مصانع معينة مفيدة نسيت اسمها وتحتاج لعمالة أكثر.. نشرت مقالين للدكتور شريف عمر في "الجمهورية" زمان ولم تتجاوب معه الحكومة.. ياريت نبحث هذا الموضوع الآن.