وبدأت مرحلة جديدة من حرب استنزاف مصر المحروسة وكأنما التاريخ يعيد نفسه وكأن الغرب لم يقرأ تاريخ الحركة الوطنية المصرية خاصة بعد قيام الضباط الأحرار عام 1952 بانقلابهم نتيجة الفساد السياسي والاقتصادي وزيادة نسبة الفقر بين أبناء الشعب .. وهذا الانقلاب الذي تحول إلي ثورة احتفي بها الشعب المصري لما اتخذه الضباط الأحرار ممن قرارات ثورية اعادة الحياة إلي مصر وشعبها مثلما فعل محمد علي مؤسس مصر الحديثة بالقرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الوقت والعلاقة بين الجيش المصري وشعبا المحروسة لم تتعرض إلي أي أزمات.. ودليلنا في هذا واضح.. إذا عدنا إلي فترة الستينات ونجاح مصر عبد الناصر في تحقيق أول خطة تنموية في مختلف المجالات ودعمه لحركات التحرر الوطني بأفريقيا وأمريكا اللاتينية والتي حققت نتائج أذهلت الغرب. وعندها اتفق الغرب علي تركيع مصر قادة وشعب حيث بدأت خطوات جر مصر إلي الحرب مع العدو التقليدي والغريم الأوحد "إسرائيل" فكانت هزيمة يونيه 67. وعندما رغب الزعيم الراحل عبد الناصر في التنحي خرج المصريون عن بكرة أبيهم يرفضون هذا التنحي . ويصرون معه وبه علي تكملة المشوار . وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي علي البلاد فكانت حرب الاستنزاف التي أثبتت كفاءة وقدرات المقاتل المصري واعتبرت البروفة النهائية لتحرير الأراضي المحتلة عام 67. والتي توجت بانتصار القوات المسلحة والجيش المصري في عام .73 لم يكد المصريون يستيعدون لياقتهم. ويبدأون في بناء دولتهم حتي كانت مبادرة السلام وما اعقبها من اتفاقية كمب ديفيد . وأثارها علي العلاقات المصرية- العربية-. وأيضا الاقتصاد المصري الذي تحول إلي الرأسمالية المتوحشة. وظل الشعب لسنوات ليست قليلة يسدد فاتورة السلام. وعندما بدأ معدل النمو الاقتصادي تظهر آثاره عامي 2008. و2009 حيث لم تتأثر البلاد بالأزمة الاقتصادية العالمية التي تعرضت لها معظم دول العالم وعلي رأسهم أمريكا مما دعا الحكومة الأمريكية لأول مرة للتدخل لحماية عملتها من الانهيار في ظل صعود ما يعرف بالنمور الآسيوية.. بدأت مرة أخري حرب الغرب لاستنزاف مصر وجاءت ثورة يناير. ولن نخوض في تفاصيلها فالتاريخ كفيل بتوصيفها . وتحليلها . وكان من أسوأ تداعياتها . ودليل علي أن الغرب بزعامة أمريكا قرر إدخال مصر المحروسة في حرب استنزاف جديدة. ومن نوع خاص "حرب الإرهاب" تصديره لكل العناصر الإرهابية في العالم . والتي استخدمها من قبل في طرد السوفيت "الاتحاد السوفيتي سابقا" من أفغانستان وأيضا في تقسيم دولة العراق - كانت قد وصلت لمرحلة متقدمة في إنتاج القنبلة النووية.. إلي مصر. وأيضا بعد تفتيت الدولة الليبية . وخلق صراع في اليمن وسوريا لتصبح مصر محاطة من حدودها الغربية والشرقية بكل أنواع الإرهاب مستخدمين ترسانة الأسلحة الليبية .. ومع ذلك لم تقع . ولم تركع مصر . وقرر شعبها تفويض جيشهم لمكافحة الإرهاب. مؤكدين استعدادهم لتحمل كافة التكاليف والمسئوليات لتظل الراية المصرية مرفوعة والكرامة المصرية والسيادة الوطنية قائمة هكذا نحن شعب مصر. .. وبدأنا في القضاء علي "الإرهاب" المصدر لنا . وأيضا بدأنا في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها الشعب وطلبها في 30 يونيه. بعد طرد عملاء الغرب والأمريكان "الخونة الإخوان ونجح الشعب في إعلان دستور للبلاد الجديد حيث تجاوز عدد المصوتين حاجز ال 20 مليوناً في حين أن من شارك في التصويت علي دستور 2012 كان حوالي 16 مليوناً صوت حوالي 5.6 مليون منهم ب "لا".. وفي طريقنا إلي انتخاب رئيس مصر نجد من يتطاول علي مصر وشعبها والمعروف بالاتحاد الأوروبي وممثلة الأعلي للسياسة الخارجية والأمنية كاترين أشتون في بيان لها تدعي ادانتها - ما تسميه هي بأعمال العنف- بينما نحن المصريين نطلق عليه حماية أمن الوطن والمواطن . ولتحقيق ذلك قررنا استخدام كل الوسائل والأدوات التي تحققه سواء رضي الغرب أو رفض. كما تجاهل البيان عن عمد قرار الحكومة المصرية باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية . واستمر في التواصل مع أعضائها. مؤكدا أن "البرلمان الأوروبي لا يحق له التدخل في شأن يخص الشعب المصري الذي هو صاحب قراره باعتبار الإخوان جماعة إرهابية"... بل امتد التطاول من مجلس وزراء خارجية هذا الاتحاد حيث بدأوا أمس بحث الوضع في مصر بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد وانتظار إجراء الاستحقاقين الرئاسي والتشريعي القادمين. وكأنهم أوصياء علي مصر وشعبها. للأسف لم تدرك أشتون . ومن معها . وورائها إن الشعب المصري الذي قام بثورتين خلال ثلاث سنوات عزل فيها رئيسين للبلاد. هو الوحيد الذي يقرر مصيره ومستقبله . ويحدد ملامح النظام الديمقراطي الذي يسعي إليه. وأن الحكومة المصرية مسئولة أولاً وأخيراً أمام الشعب المصري. وأنه من ثم غير مسموح تحت أي ظرف أو مسمي التدخل في أعمال القضاء .. بل امتد الأمر إلي صدور بيان من البرلمان الأوروبي ادعي فيه وجود قمع للمعارضة في مصر. وطالبها بوقف ما زعم أنه أعمال مضايقات للمعارضين . وكأنهم لا يرون ماذا يفعل عملاؤهم بالشارع المصري وسيناء؟ .. فعلا اللي اختشوا ماتوا!! خارج النص: من غير المقبول من الاتحاد الأوروبي أن يساوي في بيانه بين طرف يمارس العنف والإرهاب ضد المدنيين . وقوات الأمن ومؤسسات الدولة من ناحية . وبين ردود فعل قوات الأمن التي عليها مسئولية فرض النظام العام. وتوفير الأمن للمواطنين في إطار القانون.. حرب استنزاف مصر مستمرة. ونحن لها.