أصبحت الارض الزراعية بالشرقية مكمن الخطر علي الصحة العامة بعد ان كانت سلة الغذاء وذلك بعد ان استأسد عليها اولادها وراحوا يعتدون عليها ببناء بيوت ومولات تجارية وابراج وتبوير مساحات شاسعة. واخيرا وهو الأخطر انتشار المزارع السمكية علي أجود الأراضي الزراعية. بدلا من إقامتها علي الأراضي المالحة الي جانب أن أسماكها تتغذي علي مياه الصرف الصحي ومخلفات المجازر بالمخالفة للمعايير الصحية مما بات أمر غلقها غاية في الأهمية. يقول المهندس الزراعي سميرابراهيم والسيد عبد الرازق بالمعاش إن هوجة التعدي علي الأراضي الزراعية سواء بالبناء أو اقامة مزارع سمكية غير مرخصة عليها إلي جانب تغذية اسماك هذه المزارع علي مياه الصرف ومخلفات المجازر يؤثر علي الصحة العامة ويصيب الإنسان بأمراض الكبد والفشل الكلوي والتيفود إلي جانب أن أغلب هذه المزارع منتشرة بمراكز ابوحماد والحسينية والعاشر مطالبا بضرورة التصدي لهذه الهوجة واعادة الارض الي الزراعة مرة اخري باي ثمن وألا يكون هناك خيار أو فقوس في إغلاق هذه المزارع. بينما أكد صاحب مزرعة سمكية بالعباسة أن ارتفاع أسعار الأعلاف يدفع أصحاب المزارع للاعتماد علي السبلة في تغذية الأسماك وهي الأخري ارتفعت أسعارها. أضاف أن المياه التي نعتمد عليها هي مياه صرف صحي من مصرف بلبيس مختلطة بمياه الصرف الزراعي وصرف المزارع السمكية وهو ما يسبب موت كميات كبيرة من الأسماك بسبب المياه الملوثة لافتا الي أن الحكومة تحظر علينا استخدام المياه الطبيعية في ري المزارع السمكية حيث لا تصل للمنطقة بأكملها مياه ري طبيعية كما أن الزراعات الحقلية هي الأخري تسقي بمياه الصرف. أكد الدكتور محمود السعداوي استاذ الصحة العامة بجامعة الزقازيق ان مئات الاطنان من أسماك الصرف الصحي ببرك ومستنقعات المحافظة تهدد حياة الشراقوة بالاصابة بامراض الكبد وسرطان الجلد والكلي والتيفود والتأخر العقلي لدي الاطفال لافتا الي أن الاسماك التي تعيش في برك الصرف الصناعي اخطر من الاسماك التي تعيش في الصرف الصحي لانها تحتوي علي مواد خطرة تنتج من مخلفات المصانع من المواد التي تخرج من مصانع الغزل والنسيج والسجاد ومعظمها تدخل في صناعات المدابغ والأعراب هم من يسيطرون علي هذه البرك التي تجلب لهم عوائد مجزية جدا من بيع مئات الاطنان من الأسماك التي تعيش في البرك وكل ذلك يتم امام بصر ومسمع كل مسئولي المحافظة والعاشر.. ومعظمها يخالف الاشتراطات البيئية. أكد الدكتور محمد رزق الله عسران وكيل اول وزارة الزراعة بمحافظة الشرقية ان المعدة بيت الداء والدواء لافتا الي ان الاهتمام بالزراعة "الزراعة النظيفة" وبجودة الحاصلات الزراعية والمزارع السمكية الصحية هو المنجي من كل الامراض التي تصيب الناس كما انها ستوفر ملايين الجنيهات التي يتم صرفها علي القطاع الصحي نظرا لانها سوف تؤدي الي انحسار الامراض وتقليصها وهو ما يسعي الي تنفيذه حاليا الدكتورايمن فريد ابوحديد وزير الزراعة. اضاف ان إجمالي المزارع السمكية بالمحافظة يصل الي 1638مزرعة سمكية منها 8 مزارع فقط تحمل ترخيصًا رسميًّا. أشار عسران إلي أن مديرية الزراعة تقوم بالاشتراك مع شرطة المسطحات المائية والبيئة بعمل محاضر للمزارع المخالفة وغير المرخصة تصل إلي حد الإغلاق وتحرير جنحة مباشرة ضد المخالفين. طالب عسران هيئة الثروة السمكية بتقنين المزارع السمكية طبقًا للاشتراطات المصرية المتعلقة بالصحة والبيئة بدلًا من استمرار مزارع الإنتاج في طرح أسماك مخالفة بالأسواق مما يهدد الصحة العامة للمواطنين. من جانبه أكد الدكتور السيد عبيد مدير مديرية الطب البيطري بالشرقية قيام الطب البيطري بالتعاون مع جهاز شئون البيئة بالمحافظة والصحة بعدة حملات تفتيشية علي المزارع السمكية علي مستوي المحافظة خاصة التي تروي من مياه مصرف بحر البقر لما تمثله الأسماك المنتجة منها من خطر علي الصحة العامة ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهها أو غلقها نهائيا أو البحث عن مصدر ري صحي لها. اضاف أن تلك الحملات تتم بشكل مفاجيء حيث تنتشر المزارع التي تستخدم مياه المصارف في مراكز ابوحماد والحسينية وفاقوس وبلبيس ومشتول السوق وجميعها مقامة بدون ترخيص وتحتوي المياه المستخدمة فيها علي المعادن الثقيلة والملوثات مثل الزنك والرصاص مشيرا إلي استمرار تلك الحملات المفاجئة لغلق تلك المزارع لحين توفيق أوضاعها حفاظا علي صحة المواطنين. أكد محمود ألماظ المتحدث الرسمي باسم حملة مستقبل وطن ومنسقها العام بالشرقية ان المزارع السمكية من المصادر الرئيسية للبروتين الحيواني والبديل التقليدي للحوم والدواجن وقت الأزمات والتي أصبحت لا تنتهي ومن ثم فالاهتمام بالمزارع السمكية أصبح ضرورة لأنها تساهم بمقدار نصف إنتاج مصر من الأسماك اكثر من 700 الف طن منها يؤتي من المزارع السمكية لذا كان من الضروري البحث عن مدي جودة هذه الأسماك وخلوها من التلوث وخلو المياه التي تعيش فيها هذه الأسماك من الملوثات خاصة أن القانون يجرم استخدام مياه الترع والصرف في الاستزراع السمكي والتي تكون غنية بمتبقيات المبيدات والاسمدة والتي تتركز في أنسجة الأسماك فيما بعد لتنتقل إلي الإنسان وتصيبه بحزمة من الأمراض الخطيرة. من جانبه قرر الدكتور سعيد عبد العزيز عثمان محافظ الشرقية اعادة المزارع السمكية بالعباسة مركز ابوحماد التابعة للمحافظة الي أحضان الشرقية مرة أخري بعد انتهاء العقد المبرم بين المحافظة وأحد المستثمرين خلال شهر مارس القادم. أكد أن المحافظة لن تؤجر هذه المزارع مرة أخري وسوف يتم تحويلها إلي منتجع ومنطقة جذب سياحي من الدرجة الأولي كما كانت قبل ذلك. أشار الي انه بالنسبة للمزارع السمكية الموجودة بنطاق المحافظة فسيتم تشكيل لجنة جديدة لبيان مدي مطابقتها للمواصفات البيئية والصحية مؤكدا انه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المزارع المخالفة..أوضح ان هناك لجنة سابقة كانت قد اشارت الي ان أكثر من 99% من المزارع السمكية بالشرقية تعمل بدون ترخيص وأكثر من 40% تستخدم مياه الصرف الصحي بما يشكل خطرا داهما علي الصحة العامة والبيئة وكلها تدار بدون ترخيص بالمخالفة لنص المادة 48 من القانون 124 لسنة 1983.