أين الشباب من الأحزاب السياسية وهل عجزت الأحزاب عن استيعاب طاقاتهم أصبح السؤال الأكثر الحاحاً خلال الفترة الماضية. في البداية قال نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع إن هناك تمكيناً للشباب في الأحزاب السياسية حيث إن حزب التجمع يضم عدد كبير من الشباب وبه اتحاد الشباب التقدمي الذي يضم أعضاء الحزب من الشباب ولهم ممثل عنهم في المكتب السياسي للحزب والأمانة المركزية للحزب. وأكد زكي أنه من خلال ذلك التمثيل في المكتب السياسي والأمانة المركزية للحزب من قبل الشباب يجعلهم يشتركون في صنع قرارات الحزب خاصة وأنهم يمثلون حوالي 50% من ممثلين أمانة الحزب في المحافظات ويمارسون نشاطاً أدبياً وثقافياً وفنياً في الحزب. وأشار زكي إلي أن الشباب موجودون في المستويات القيادية للحزب ولهم نشاط في الحزب متمثل في محاضرات وأنشطة تثقيفية وسياسية واجتماعية وكبار السن أصبحوا مهمشين في الحزب. وعلي الجانب الآخر عندما سئل عن اسم ممثل الشباب في المكتب السياسي للحزب أجاب بعدم معرفته عن اسمه "مش فاكر!!" وكيف هذا؟ ويكون لهم نشاط واضح وملموس لدي باقي أعضاء الحزب وفي النهاية أجاب بأن خالد تليمة أصبح الآن وكيل وزارة الشباب وهو أحد الشباب الذين كانوا منتمين لحزب التجمع واتحاد الشباب التقدمي وذلك يظهر دور حزب التجمع في تأهيل الشباب لتقلد مراكز قيادية في المجتمع. قال د.أيمن أبوالعلا عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي إن الهيئة العليا ممثل فيها أك»ثر من 35% من الشباب الأقل من 35 سنة مشاركين في صنع القرار الحزبي كما أن هناك منظمة داخل الحزب تمثل الشباب الديمقراطي وتؤهلهم في مدرسة الكادر السياسي وذلك من خلال برامج تثقيفية وتدريبية. وأضاف أبوالعلا أن هناك دورات تدريبية لتأهيل الشباب للتمثيل في البرلمان كما أنه يتم تدريب الشباب علي المحليات ومراقبة المحليات وعمل ورش لتحديد الأجندة التشريعية للدستور الجديد. وأشار أبوالعلا إلي أن الشباب هم أساس مستقبل البلاد خاصة أنهم أصبح لهم رأي في الحياة السياسية بشكل فعال ويتم دعوتهم في المقابلات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء للمشاركة في صنع القرار والأخذ بآرائهم في الحياة السياسية منهم باسم كامل وزياد العليمي بعض الشباب الممثلين عن الحزب. تأهيل سياسي قالت د. مريم ميلاد رئيس حزب الحق إنه كان يتم استغلال بعض الشباب داخل الأحزاب للخروج في بعض المظاهرات وترديد بعض الهتافات المغرضة التي لا يدرك الشباب معناها ويتم المتاجرة بها. وتري مريم أنه الآن لا يوجد تمكين الشباب في الأحزاب السياسية أو الحياة السياسية عموماً فنجد عزوف الكثير من الشباب علي المشاركة في الحياة السياسية حيث رأينا قلة تواجدهم في الاستفتاء علي الدستور كما أنه منذ ثورة 25 يناير حتي الآن يتم تغيير سبع وزارات ولا نجد إلا قلة قليلة من الشباب في هذه الوزارات ولذلك نجد انعكاس ذلك علي رد فعل الشباب عن الحياة السياسية عموماً الآن. وتؤكد مريم أهمية إعطاء الشباب عند انضمامهم للأحزاب السياسية بعض الدورات التدريبية للتأهيل السياسي وتشجع علي انتمائهم للوطن وتعريف هؤلاء الشباب بتاريخهم السياسي المصري وضرورة التفريق بين الثورجية والتعامل السياسي عموماً حتي لا نجعله يردد شعارات انتهت من قديم الأزل مثل "يسقط يسقط حكم العسكر" حيث إنه لم يعد يوجد عسكر في مصر الآن أي ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة عند الشباب والتفريق بين الحكم المدني والديمقراطي والعسكري مع ضرورة أن يفصل بين أنه سيتكلم بمبادئ الحزب فقط أو أنه سيدمج بين العمل الأهلي بالعمل الحزبي. وتضيف مريم أنه أصبح موجود أخطاء وتخبط في الأفكار السياسية لدي أبناء الحزب الواحد التي من المفترض أن تكون أفكارهم معبرة عن أشياء موحدة داخل الحزب لذلك لابد من التأهيل السياسي وإذا كان موجوداً من الشباب من يصلح لدخول البرلمان فلابد أيضاً أن يأخذ بعض الكورسات التي تؤهله لذلك. ويوافقها في الرأي د.عبدالله المغازي أستاذ القانون الدستوري وعضو البرلمان داخل الأحزاب السياسية السابق حيث يري أن تمكين الشباب غير حقيقي وأنه مازال العواجيز هم المسيطرون علي القيادات العليا بالأحزاب والحياة السياسية عموماً فهم لا يريدون التخلي عن مناصيهم كما أن الكلام عن أنهم تخلوا بالفعل عن مناصبهم للشباب شكلياً وليس فعلياً ولا يوجد تأثير عملي للشباب في الأحزاب السياسية. ويقول المغازي ان المشير عبدالفتاح السيسي قد تحدث في خطابه يوم 3/7 عن ضرورة تمكين الشباب في الحياة السياسية ومؤسسات الدولة كأحد أهداف خارطة المستقبل لمصر ولكن لا نري أي تحقيق فعلي لهذا الكلام ولا نجد سوي ثلاثة من الشباب فقط معينين في بعض الوزارات منها وزارة التضامن والشباب وليس لهم أي صلاحيات فعلية علي أرض الواقع. ويطالب المغازي بضرورة تمكين الشباب الأكفاء فقط والذين لديهم مقومات شخصية تؤهله لتولي منصب معين ويكون ذلك هو المعيار لاختيار الشباب في تولي المناصب لأنه يوجد الكثير من الشباب لديه طموحات واسعة ولكن الشخصيات الكبيرة في السن لم تعط لهم الفرصة مسببة ذلك فقط بقلة الخبرة فكيف سيكون لديهم خبرة إذا لم ينخرطوا في الحياة السياسية ويتم احتواؤهم من قبل كبار السن بالتوجيه والإرشاد. ويؤكد المغازي أنه كان أحد أعضاء حزب الوفد ولكنه تركه بسبب تهميش الشباب ووضعهم كصورة فقط أمام المجتمع وأنهم متواجدين ولكن ليس لهم أي تأثير في القرارات الحزبية. ويطرح المغازي حلاً لهذه المشكلة بإنشاء ما يسمي بمجلس الحكماء من كبار الشخصيات المشهود لهم بالحيادية والأمانة والشفافية علي أن يكون هناك قائمة تضم فئتين من المجتمع وهم الشباب والمرأة وتسمي بقائمة شباب مصر علي أن يتم وضع معايير وضوابط لاختيار هؤلاء الشباب ويقوم الحكماء بجمع الأموال من كبار رجال الأعمال ويصرفون منها علي الدعاية لهؤلاء الشباب الذين تم اختيارهم لإلحاقهم بالبرلمان أو مؤسسات الدولة حتي يكونوا مؤثرين بشكل فعلي حتي يكون هناك علي الأقل برلمان يعبر عن الثورة بالفعل به شخصيات متميزة تعبر عن المجتمع. يري اللواء سفير نور نائب رئيس حزب الوفد أن الشباب لم يأخذوا فرصتهم في الحياة السياسية حتي الآن كما أنهم في حاجة إلي تدعيم من الدولة وقيادات الأحزاب لأنهم هم نصف الحاضر وكل المستقبل. ويؤكد نور أن في حزب الوفد عدداً من لجان الشباب وتم إنشاء مجلس نواب الشباب مؤخراً كما يقوم الحزب ببعض الدورات التأهيلية للشباب سياسياً وإقامة مؤتمرات ورحلات تثقيفية بالإضافة إلي أنهم يحضرون اجتماع المكتب التنفيذي والهيئة العليا ولهم تأثير في صنع القرار الحزبي. ويشير نور إلي أهمية احتضان الدولة لهؤلاء الشباب وتوعيتهم من قبل القادة وكبار الشخصيات وتصحيح المفاهيم المغلوطة عند هؤلاء الشباب وتشجيعهم في المشاركة السياسية مع ضرورة الاستعان علي الأقل بخمسة من الشباب مساعدين لكل وزير حتي يكتسبوا الخبرة ويؤهلوا لتولي مناصب الوزراء. أضاف نور أن حزب الوفد به مركز الدراسات السياسية تقوم بإعداد الشباب إعداد جيد من خلال دورات تأهيلية علي يد كبار الشخصيات علي مدار عدة محاضرات مختلفة تتناول خلالها كيفية اعداد قادة. قال أحمد فاروق العناني عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار إن الحزب من أكثر الأحزاب اهتماماً بوضع الشباب في المناصب القيادية فهناك شهاب وجيه المتحدث الرسمي وبلال حبش مسئول العمل الجماهيري وأميرة العادلي وغيرهم كثيرون فالحزب تأسس علي فكر ورؤية الشباب لذا كان لشباب الحزب تواجد قوي وفعال في الحياة السياسية سواء عبر تواجدهم في المكتب السياسي أو علي مستوي أمانات المحافظات. وأكد العناني أن المصريين الأحرار يمكن ان نطلق عليه بقوة أنه حزب الشباب ولدي قياداته فكر تنويري رائع للمستقبل وهو ما انعكس بشكل ايجابي علي أداء الحزب. قال محمد سليمان مسئول الإعلام بحزب الكرامة إن الشباب يمثل نسبة كبيرة في الحزب ويتمثل في تشكيل اللجان علي مستوي المحافظات وتمثيله في كل و حدة ومكتب وقطاع يصل إلي الثلث من مجموع المشاركين وهذه المشاركة تعطي للشباب الفرصة في الحوار والمناقشة وإبداء الآراء علي مستوي المواقف السياسية وغيرها. أوضح أن طرح الشباب لأفكارهم داخل الحزب يساندها الخبرة من الأعضاء كبار السن وهذا الدعم يجعل الاستمرار بجهد وعزيمة لحد يصل إلي التمكين لبث الإحساس لولا هذه الدماء الجديدة لما قامت قائمة لأي حزب فالخبرة مع الأفكار الحديثة هي التي تجعل الشباب يبذل مزيداً من الجهد والطاقة حتي يحقق ما يريد ويصبح من القيادات. أشار إلي أن الدستور كفل بعض الحقوق للشباب ولكن لتنفيذ هذه الحقوق يجب ايجاد حل لمشاكل الشباب بصفة عامة علي أرض الواقع لممارسة دوره في الفترة المقبلة علي خير وجه وقد تم اختيار أحد الشباب ليكون مسئول عن ملفات الشباب داخل الحزب مع آخرين للتحدث عن المشاكل وباسم الحزب. أكدت نجلاء شابون من شباب الحزب الناصري أن الأحزاب فرصة جيدة لتمكين الشباب ولكن هناك عوائق تقيد من استمرار دورهم أهمها الخلافات داخل الأحزاب. وطالب بحل الخلافات بجلوس الشباب مع القيادات لوضع النقاط علي الحروف وعدم عرقلة دورهم في هذه المرحلة الحرجة. ولا ننسي أننا نريد التمكين في الحياة بشكل عام فدور الشباب ينقصه الكثير علي أرض الواقع حتي لا يكون الاتجاه نحو الاحباط أسرع من الاتجاه حول الأمل.