أكد الإعلامي حسين عبد الغني. أن كتاب "هيكل يتذكر.. عبد الناصر .. المثقفون والثقافة له أهمية كبيرة للمفكر الكبير محمد حسنين هيكل والكتاب يضم مشروع عبد الناصر وتيار الإسلام السياسي وبالتحديد مع جماعة الإخوان المسلمين ضد جمال عبد الناصر لأكثر من 50 سنة. والكتاب يرصد علاقة عبد الناصر بالمثقفين والتي تدور حولها قضايا خطيرة ومواقف مختلفة ويحكي هذا الصديق القريب منه محمد حسنين هيكل .. جاء ذلك خلال مناقشة كتاب "هيكل يتذكر.. عبد الناصر المثقفون والثقافة للكاتب الكبير يوسف القعيد. ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 45. بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وعبدالله السناوي. وأدارها الإعلامي حسين عبد الغني. أوضح عبد الغني. "يعد الكتاب جريئاً للغاية والكاتب يوسف القعيد أبدع في الكتابة وقدم الإجابات التاريخية والسياسية التي لم يستطع المؤرخون والسياسيون الكلام عنها والقعيد لم يخجل من إعلان انحيازه لمشروع جمال عبد الناصر الذي جسد الوطنية الحقيقية وكذلك أنه لم يخجل أن يحاور ويطرح علي أساتذة الأسئلة القوية. وأهمية هذا الكتاب التاريخي الذي يفسر حقيقة عبد الناصر بالمثقفين. قال الروائي الكبير يوسف القعيد عرفت هيكل بعد أن ترك الأهرام وكان متفوقا علي الأهرام نفسها وأشهد أن هيكل لم يرفض أي سؤال ولم يعترض علي أي سؤال وطلب مني عدم نشر أي شيء يتعلق بالأمور الشخصية التي لا تؤثر في المجتمع العام وأوضح القعيد . أن هيكل لديه الحس الروائي وإن لم يكتب صحافة ولم يحترف المهنية لكنه روائي من الطراز الأول لقدرته علي الحكي والسرد لما يشاهده ولا يحكي أي موقف إلا إذا كان طرفا فيها بشكل مباشر . وهيكل صديق عبد الناصر قبل أن يكون زعيماً. أما كل من حاولوا التقرب إليه بعد أن أصبح رئيسا لمصر لم يحققوا غايتهم. أضاف القعيد. أن هيكل تعرف علي عبد الناصر في معركة شبابية مع محمد نجيب ووجد عبد الناصر ينام علي سرير بسيط وبعد ذلك ذهب عبد الناصر إلي هيكل ليطلب منه نسخة من كتابه إيران فوق البركان وكان اللقاء الحاسم في منزل محمد نجيب قبل الثورة بسبعة أيام. أشار القعيد إلي أن علاقة هيكل بعبد الناصر لعب الصواب في دور مصر الثقافي الحضاري. وكان بينهم حوار ممتد وارتبط بعبد الناصر. وهو يحكم وظل إلي اليوم مخلصا ومدافعا عن عبد الناصر بشكل موضوعي وجيد والكتاب يرصد الكثير من الحكايات. أوضح القعيد أن الكتاب يرصد علاقة نجيب محفوظ بعبد الناصر وصلاح عبد الصبور وأهل الفن مثل أم كلثوم وعبد الحليم وحكايات نزار قباني مع عبد الناصر. ويقدم تجربة عمل ثقافي وإيمان عبد الناصر بأن الدولة دورها ثقافي بالدرجة الأولي. أكد القعيد أن نجيب محفوظ أروع ما كتب من إبداع في عهد عبد الناصر مثل اللص والكلاب وأولاد حارتنا وعندما نشرها في الأهرام وتفجرت الدنيا طلب عبد الناصر من هيكل حلقات الرواية المنشورة في الأهرام ثم طلب منه عبد الناصر أن تنشر بصفة يومية . وليس أسبوعية عندما قدم هيكل نجيب محفوظ لعبد الناصر وقال له كيف حال ناس الحسين بتوعك وأنت بقالك فترة لم أقرأ لك شيئاً وهذا دليل علي العلاقة بين الرئيس والمثقفين وأن يكون هذا الكتاب المدخل لحكم هذا الوطن وعبد الناصر كان يعي دور مصر في الثقافة. من جانبه قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم. إن الحوار مع محمد حسنين هيكل الأب الروحي لمهنة الصحافة في العالم وتاريخ الصحافة حوار مبدع وعلاقته مع عبد الناصر ليست علاقة صحفي برئيس ولكنها كانت أعمق من هذا. أضاف النمنم. أن منذ ظهور عبد الناصر كانت هناك رسومات تسخر منه إلي أن قرر تأميم قناة السويس التي كانت في وجدان المصريين ومن الأربعينيات ورأي الشعب امتلاكه الإرادة لكي ينفذها. أشار النمنم إلي أن الملف الذي كان مطروحا في عهد عبد الناصر هو علاقة المثقفين بالدولة وكانت الأهرام أقامت حفلاً وكان بها جميع المثقفين وبعدها كتب هيكل أربع مقالات في 62 بعنوان أزمة المثقفين وكل القضايا التي تثار حولها. وقال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي. إن أي مشروع سيأتي لكي يحقق نجاحا من الضروري أن يبني علي رؤية سياسية وثقافية وأي برنامج يجب أن يقوم علي رؤية حقيقية. وأن عبد الناصر بني موقفه علي الوعي القافي. وأوضح السناوي أن أهمية الكتاب بإلقاء الضوء علي قضايا حساسة ومهمة وعن مدي العلاقة بين الرجلين عبد الناصر وهيكل وبالتالي دفاع هيكل عن عبد الناصر بعد وفاته لا أظن أنه يدافع عن ناصر ذاته ولكنه يدافع عن معتقداته هو.