تمر الأيام. وتشرف علينا ذكري مولد خير الأنام. وأكرم الكرام. عليه الصلاة والسلام. خاتم النبيين. وإمام المرسلين. الصادق الأمين. أرسله الله عز وجل بشيراً ونذيراً ورحمة للعالمين. يوافق الاثنين 12 من ربيع الأول 1435 ه الموافق 13 يناير 2014 م ذكري المولد النبوي الشريف. ولد النبي الكريم في هذا اليوم. وفيه كانت بعثته وهجرته ووفاته صلي الله عليه وسلم. آمن به الفقراء والأغنياء. والضعفاء والأقوياء. والرجال والنساء. صدقوه لأمانته واستقامته. وآمنوا به لأنه أطيبهم سيرة. وأطهرهم سريرة. وأصدقهم قولاً. وأحسنهم عملاً. عرف بين أهل مكة بالصادق الأمين. وكان صدقه وأمانته مفتاح النجاح له في تبليغ دعوته. ونشر رسالته. فكان أعمق الناس أثراً في تاريخ البشرية كما شهد مايكل هارت عالم الفلك الأمريكي. الذي وضعه صلي الله عليه وسلم علي قائمة الخالدين في التاريخ الإنساني. وإن كنا برسالته مؤمنين. ولسنته متبعين. فعلينا أن نبدأ بهاتين الصفتين الكريمتين الشريفتين: الصدق والأمانة بهما يتقدم الأفراد علي طريق النجاح وتتقدم الأمم علي طريق الحضارة والرفاهية والازدهار. طلب منه نفر من الصحابة الكرام ورضي الله عنهم أن يحدثهم عن نفسه فقال صلي الله عليه وسلم: "أنا دعوة ابراهيم. وبشارة عيسي "عليهما السلام". رأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام". وجاء في الذكر الحكيم علي لسان ابراهيم الخليل وولده اسماعيل "عليهما السلام" "ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" "البقرة 129". كما ورد في محكم التنزيل علي لسان عيسي "عليه السلام": "ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" "الصف 6". بلغ الصادق الأمين محمد بن عبدالله سن الأربعين في مطلع شهر فبراير سنة 610 م. ونزل عليه الوحي في غار حراء وكان يعبد الله علي دين ابراهيم الخليل عليه السلام "علي أرجح الآراء". جاءه ملك الوحي جبريل عليه السلام وأبلغه بأنه رسول الله إلي الناس أجمعين. يدعوهم إلي عبادة الله وحده. ويهديهم إلي سواء السبيل. سأل هرقل عظيم الروم أبا سفيان عن نسب النبي صلي الله عليه وسلم فقال أبو سفيان "قبل إسلامه": هو فينا ذو نسب. فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها. هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ينتهي نسبه الشريف إلي اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام. هو محمد وأحمد ومحمود وحامد. هو الماحي الذي يمحو به الله الخطايا والذنوب. وهو العاقب أي النبي الخاتم. عرف منذ صباه بخلقه القويم وسلوكه المستقيم. وعرف عنه أهل مكة صدقه وأمانته.. شهد له الله عز وجل من فوق سبع سماوات فقال: "وإنك لعلي خلق عظيم" "القلم 4". هو أكثر الناس حلماً وعلماً. وشجاعة وصبراً وعدلاً وأدباً. وتواضعاً وزهداً. وتقوي وحمداً. قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "كان قرآناً يمشي علي الأرض" وعن خلقه قالت: كان خلقه القرآن. وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنين. فما سألني يوماً عن شيء لم فعلته. أو لم تركته. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صفته في التوراة فقال: عبدي أحمد المختار. مولده بمكة. وهجرته إلي المدينة. وأمته الحمادون لله علي كل حال". قال المصطفي صلي الله عليه وسلم: "اصطفي الله كنانة من ولد اسماعيل. واصطفي قريشاً من كنانة. واصطفي بني هاشم من قريش. واصطفاني من بني هاشم". نقله الله عز وجل من الأصلاب الطيبة والأرحام الطاهرة حتي مولده في عام الفيل سنة 570م. خيار من خيار من خيار. ما أحوجنا في هذه الأيام أن نمضي علي دربه صلي الله عليه وسلم. نهتدي بهديه. ونتحلي بصفاته. وفي مقدمتها الصدق والأمانة. فهما مفتاح النجاح في هذا الزمان. وكل زمان. وكل عام وأنتم بخير.