قيادي بمستقبل وطن: ذكرى تحرير سيناء ستظل خالدة    عضو بالشيوخ: مصر قدمت ملحمة وطنية كبيرة في سبيل استقلال الوطن    لاشين: الدولة دحرت الإرهاب من سيناء بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة    إيمان زكي تتولى منصب مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالفيوم    برلماني: افتتاح مستشفى دار السلام العام بسوهاج يُحدث طفرة في الخدمة العلاجية    الأمم المتحدة تطلق مبادرة «وعد المناخ 2025» لمساعدة الدول على مجابهة التحديات المناخية    مصرف قطر المركزي يصدر تعليمات شركات التأمين الرقمي    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    المرصد الأورومتوسطي: اكتشاف مقابر جماعية داخل مستشفيين بغزة إحدى جرائم الحرب الإسرائيلية    بكين ترفض الاتهامات الأمريكية بشأن تبادلاتها التجارية مع موسكو    الرئيس العراقي يؤكد أهمية تعزيز العلاقات مع أذربيجان في جميع المجالات    بيب جوارديولا: هالاند يغيب عن مواجهة برايتون في الدوري الإنجليزي    تشكيل إنبي للقاء طلائع الجيش في الدوري    بعنوان «تحيا مصر».. المتحدث العسكري ينشر أغنية البطولة العربية العسكرية للفروسية    سان جيرمان يخطط لضم أوسمين    شنقه بشال حول رقبته.. أقوال الطب الشرعي في قضية مقتل طبيب التجمع الخامس    «التعليم» توجه بمحاربة الغش استعدادًا لامتحانات النقل.. طالب واحد في المقعد    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    هاني شاكر نجم احتفالية الأوبرا بعيد الربيع    هنا الزاهد تروج لفيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بردود أفعال الجمهور    الإسكندرية للفيلم القصير يكشف عن أسماء اعضاء لجان للمسابقة العربية والطلبة والنقاد    نصيحة الفلك لمواليد 24 إبريل 2024 من برج الثور    نقيب الممثلين: الصحافة مهنة عظيمة.. وتجاوزات من مجهولين أثناء تغطية الجنازات لحصد المشاهدات على السوشيال ميديا    عميد «الدعوة الإسلامية»: العبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح    الكشف على 117 مريضا ضمن قافلة مجانية في المنوفية    «الأطفال والحوامل وكبار السن الأكثر عرضة».. 3 نصائح لتجنب الإصابة بضربة شمس    «الرعاية الصحية في الإسماعيلية»: تدريب أطقم التمريض على مكافحة العدوى والطوارئ    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    ثقافة وسينما وموسيقى.. نشاط مكثف ل الأوبرا نهاية ابريل (تفاصيل)    المرصد الأورومتوسطي: اكتشاف مقابر جماعية داخل مستشفيين بغزة إحدى جرائم الحرب الإسرائيلية    5 كلمات.. دار الإفتاء: أكثروا من هذا الدعاء اليوم تدخل الجنة    بعد أن وزّع دعوات فرحه.. وفاة شاب قبل زفافه بأيام في قنا    ضبط 4 أشخاص بسوهاج لقيامهم بالحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار    قبطان سفينة عملاقة يبلغ عن إنفجار بالقرب من موقعه في جنوب جيبوتي    وكالة الفضاء المأهول الصينية تحدد يوم غد موعدا لاطلاق سفينة الفضاء المأهولة شنتشو-18    الترويج للاستثمار في مجالات التحول الأخضر والربط الكهربائي لتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    خبراء استراتيجيون: الدولة وضعت خططا استراتيجية لتنطلق بسيناء من التطهير إلى التعمير    11 يومًا مدفوعة الأجر.. مفاجأة سارة للموظفين والطلاب بشأن الإجازات في مايو    أيمن الشريعى: لم أحدد مبلغ بيع "اوفا".. وفريق أنبى بطل دورى 2003    مع بدء الاستعداد لتقديم تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على أهميته وفقا للقانون    الخارجية الأمريكية تحذر باكستان من احتمال التعرض لعقوبات بسبب تعاملاتها مع إيران    أسوشيتيد برس: احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين تستهدف وقف العلاقات المالية للكليات الأمريكية مع إسرائيل    العدل تبدأ الجلسة الرابعة ل"اختراعات الذكاء الاصطناعى وملكية الاختراع"    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    للوقاية من الإصابة ب "تشمع الكبد"- اتبع هذه النصائح    "تحليله مثل الأوروبيين".. أحمد حسام ميدو يشيد بأيمن يونس    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    للقضاء على كثافة الفصول.. طلب برلماني بزيادة مخصصات "الأبنية التعليمية" في الموازنة الجديدة    توريد 11180 طن قمح لشون وصوامع القليوبية    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    أبومسلم: وسام أبو علي الأفضل لقيادة هجوم الأهلي أمام مازيمبي    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    بالتزامن مع حملة المقاطعة «خليه يعفن».. تعرف على أسعار السمك في الأسواق 24 أبريل 2024    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار
يمارس الطب كانه يصلي .. ويصطاد الخلايا اللعينة بمهارةالصياد
نشر في الجمهورية يوم 23 - 12 - 2013

يؤمن بقدرة المصرين علي صناعة المستحيل وتحقيق المعجزات في جميع المجالات., ساهم في دعم المشروع القومي لزراعة وعلاج الكبد .. اجري أكثر من 500 جراحة زرع ونقل كبد من أحياء وهو رقم قياسي عالمي.. يري أن المصريين يستطيعون تخطي حالة عدم الاستقرار السياسي الراهنة في فترة زمنية وجيزة يعتقد أن الفتنة يستحيل حدوثها أبدا بين طرفي الأمة وجناحيها ويقول باستمرار هذا واقع نعيشه وليس شيئاً جديداً وأي شخص يحاول تغيير ذلك سيصطدم بحائط صد منيع يستحيل مجرد اختراقه.
جراح متدين نجل أحد كبار العلماء حقق كل مجد وشهرة وعظمة وثقافة وكل ما يحلم به الإنسان من علاقات إنسانية علي أعلي مستوي لكن التواضع سمت يلازمه والتدين صفة تضفي عليه مزيدا من التميز والتقدم. انه الطبيب الإنسان الدكتور رفعت رفعت كامل جراح الكبد العالمي نجل الراحل رفعت كامل أستاذ الكبد .. حصل علي رسالة الدكتوراه عن بحث متخصص في مركز مستشفي ¢كينجس كولج¢ بالمملكة المتحدة وهي المستشفي التي كان يعالج بها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ علي يد والده قبل أن يتوفاه الله .
بدأ رحلته مع مقاومة المرض اللعين مبكرا في عامي 1989 و1990 حيث أجري جراحات نادرة بالمستشفي الشهير ¢كينجس كولج¢ في بريطانيا وهناك تعلم من المدرسة الأوربية التي تعتمد علي النقل والزرع من حالات الموت الدماغي أو ما يسمي بالوفاة الإكلينيكية .
سافر إلي أقصي الشرق لليابان ليتعلم علي يد رائد جراحة الكبد في العالم البروفيسور ¢تاناكا ¢ مدير المركز الياباني للكبد وهي مدرسة تختلف عن الأوربية حيث الزرع هذه المرة من أحياء وفي اليابان لديهم قوانين تسمح بزراعة الأعضاء لكن لديهم معتقدات حول خروج الروح بعد الوفاة بعامين .
الدكتور رفعت كامل الطبيب القبطي يرفض تصنيف المصريين كمسلم ومسيحي ويقول نحن مصريون وبلدنا وطن عظيم والدين بالنسبة لي وسيلة للتقريب والاتفاق وليس الاختلاف والفرقة والأديان تدعو لخدمة الناس ومساعدتهم.
* بداية وأنت جراح متخصص بماذا تشعر وأنت تقوم بزرع كبد؟
** د.رفعت : اشعر وكأنني أمارس عبادة أو شعيرة دينية سواء لمسلم أو مسيحي فغاية رضاي كطبيب وقمة سعادتي أن يرضي عني ربي وان يتحسن المريض.. وللعلم غالبية مرضاي من المسلمين والمتدينين منهم و لا يشعرون بأي حرج بل أن بعض المرضي من الملتحين والمنتقيات وعلاقتي بهم علي اعلي ما يكون من الود والاحترام والمريض نفسه يشعر بذلك من الطبيب والجراح يتخطي أي حاجز وهذا هو جمال المهنة نفسها.. التي تمنح الإنسان قدرا كبيرا من التواضع فالجراح يعمل تحت عناية الخالق وفي أعضاء خلقها الله وأنا أؤدي فقط والشفاء من الله وحده.. كذلك تعلمت من والدي أن أتعامل مع الخلايا السرطانية اللعينة كما يتعامل الصياد مع السمكة.
* سألته متي بدأت رحلتك مع جراحة الكبد في مصر؟
** أجاب : حينما أتيح لي ذلك والأمر معقد في مصر ووقتها لم يكن هناك قوانين.. لكن حينما سمح بذلك سافرت لليابان لأدرس الأمر جيدا وتتلمذت هناك علي يد البروفيسور ¢تاناكا¢ وأتشرف بكونه أستاذي الذي تعلمت منه مهارات عديدة خاصة في مجال النقل من الأحياء وزراعة الكبد .
وقمت في مصر بإجراء أول عملية نقل من أحياء عام 2001 وكانت بأحد المستشفيات الخاصة وكانت تجربة صعبة لكن الأمل وقوة وإرادة المصريين جعلوها ناجحة لكن ظل الأمر محدودا إلي أن تم التوسع في الأمر وإدخال مراكز حكومية في منظومة زراعة الكبد وكانت نتائج العمليات مبهرة وهو ما شجعنا للاستمرار في عمليات الزرع لإعطاء الفرصة والأمل في الحياة للكثيرين ممن يعانون الفشل الكبدي.
فيروس كامن
* الجمهورية : لكن عمليات الزرع تتم علي عدد قليل ممن يصابون بالتهاب الكبد الوبائي فيروس سي؟
** د.رفعت : النسبة الكبيرة من المرضي يكون الفيروس كامناً ولا يحتاجون إلي زرع ويأتي العلاج التقليدي ¢الانترفيرون¢ بنتائج جيدة معهم وفي مصر حملة قومية لعلاج المرض لكن المشكلة في زيادة أعداد المرضي بشكل مخيف تصل في بعض التقديرات غير الرسمية إلي 30% من المصريين أما الفشل الكبدي هو الحالة المتأخرة من المرض ولابد لها من زرع ولا يصلح معها إلا ذلك وهذه مشكلة كبيرة لان أعداد المرضي في ازدياد مستمر.
* وما السبب في ارتفاع نسبة الإصابة إلي هذا الحد؟
** كانت هناك قديما حملات مكافحة البلهارسيا وهي حملات جيدة لكن مشكلتها في طريقتها وأسلوبها حيث الاستخدام المتكرر للإبر أو السرنجات الأمر الذي أدي لتفشي المرض بشكل خطير جعله وباء لدرجة أن نسبة الإصابة بالمرض في كفر الشيخ مثلا 100% وهي أرقام مفزعة إذا نظرنا للأمر بشكل اجتماعي اقتصادي لان ظروف هؤلاء المادية صعبة للغاية بالإضافة لذلك تزداد نسبة الفشل الكبدي فيما بعد.
* لكن هذا الأسلوب توقف وانتهي في مكافحة البلهارسيا؟
** نعم ولكنه أدي إلي انتشار قوي جدا للمرض في الستينات والسبعينيات والتي نعاني منها الآن بكثافة إضافة إلي العدوي في عيادات الأسنان ومراكز الكلي وصالونات الحلاقة والطهارة والموالد وبعض العيادات وغيرها الأمر الذي أدي إلي تفشي المرض اللعين.
* كيف لنا إذن أن نوقف هذه المأساة؟
** الأمر سيتوقف تدريجيا بالوعي والثقافة ورقابة الدولة علي كل الممارسات الطبية المعدية.. بالإضافة إلي استمرار حملات مكافحة المرض واستطيع أن ابشر انه بحلول عام 2020 ستنخفض الأعداد بشكل كبير وسوف يصبح المرض شيئاً من الماضي لكن المشكلة في الأورام السرطانية في الكبد.
حرب مع المرض
* وماذا دور الطب إذن لمواجهة هذا الأمر المزعج ؟
** الطب في حرب مع المرض ودورنا الأساسي وقف مضاعفات الفيروس اللعين ومتابعة المرضي ممن لا يعانون فشلاً كبدياً أما من يصلون لتلك الحالة فلا حل لهم إلا الزرع .
والي من يعانون من المرض وفي مراحله الأولي نزف إليهم البشري بظهور دواء أمريكي نتائجه مبهرة تصل إلي اكثر95% لكن مشكلته في ارتفاع سعره حيث يصل إلي 80 ألف دولار لكن هناك محاولات لتخفيض سعره من خلال ضغوط متعددة لكن المشكلة في أن الشركة المصنعة تحدد سعره مشتملا للأبحاث والمكسب وحق الاختراع.. لكن بعد 10سنوات يتاح إنتاجه لكل الدول وفقا للاتفاقية الدولية للتجارة .
كما أن هناك مشكلة لدي الكثير من المرضي الذين يصابون بأزمات نفسية عند معرفتهم بالإصابة وهو ما يصعب العلاج لأنه ليس كل مصاب مريضا بالكبد أي أن الفيروس قد يكون كامنا وصاحبه يمارس حياته بشكل طبيعي ويكون غير نشط المهم اكتشاف الإصابة وتناول العلاج في الوقت المناسب وحتي في حالة الإصابة لا قدر الله بالفشل الكبدي يكون اكتشاف الأمر مبكرا أمراً مهماً لنجاح الزرع والعلاج والمتابعة الدورية واكتشاف أي مضاعفات والسيطرة علي الموقف.
* وماذا لو لا قدر الله فشلت المفاوضات؟
** لن تفشل لكنني أطالب أن ننظر للأمر بشكل مختلف تماما وهو زيادة دور المؤسسات الأهلية في هذا الأمر وتقوم بدور فعال في مواجهة المرض .. لدينا تجربة في التمويل الأهلي في أكثر من مركز أهمها مركز زراعة الكبد بمستشفي الساحل الذي يوجد به صندوق لرعاية مرضي الكبد يبلغ 5 ملايين جنيه وهو من أنجح المراكز الحكومية وقضي علي احتكار المستشفيات الخاصة لعمليات الزرع والدولة تدعم المشروع القومي لعلاج الكبد وتساهم في مواجهته بشكل كبير لكننا في حاجة إلي مزيد من الدعم الأهلي والمشاركة المجتمعية.
خبرة تراكمية
* ما عدد مراكز الزراعة في مصر ؟
** لدينا 10 مراكز ناجحة ومتميزة منها 4 خاصة و6 حكومية وجامعية وكلها تعمل وفق آليات قانونية ولوائح الهيئة العليا لزراعة الأعضاء والقوانين المنظمة للمسألة ولدينا في مصر خبرة تراكمية وكل مركز أجري علي الأقل 25 حالة سنويا كحد أدني يمنح ترخيص إجراء الزراعة من الأحياء.
* أليست هذه الإجراءات تحرم مراكز أخري ويدخل الأمر في بند الاحتكار ؟
** أبدا ليس كذلك لان اشتراط حد أدني لزراعه 25 حالة كحد ادني لصالح المركز نفسه الذي يمتلك بذلك خبرات تراكمية خاصة به وتكوين كوادر مدربة وهذا يؤدي إلي مزيد من التوسع في مراكز زراعه الكبد لمرضي الفشل الكبدي.
* ما هو عدد مرضي الفشل الكبدي ويحتاجون لزراعة الكبد كحل وحيد؟
** دعنا نفرق كما ذكرت من قبل بين المصاب ومريض الكبد ومريض الفشل الكبدي وهو ما يصاب بمياه واستسقاء ويصاب بغيبوبة كبدية وقيء متكرر ويصاب بورم كبدي.. وهؤلاء لا حل لهم إلا الزرع وهؤلاء علي اقل تقدير 100 ألف مريض حالتهم صعبة جدا ولديهم فشل كبدي ولابد لهم من زرع وهو رقم مفزع ومنهم 42 ألفاً في حالة حرجة شديدة الخطورة تحتاج لزرع فوري وهذا الرقم قابل للزيادة سنويا للأسف الشديد .. لان عدد المرضي كبير وتدهور الكبد وارد جدا من التهاب لتليف لفشل لا قدر الله والمشكلة الكبري أن نسبة كبيرة من هؤلاء يأتون للمراكز الطبية أو المستشفيات في حالة متأخرة جدا وهو ما يصعب الأمر لأنه في بعض الحالات لا يمكن عمل أي شيء وننتظر رحمة الله للمريض الذي لا أمل في علاجه أو عمل زراعة أو تدخل جراحي له.
* وما هي نسبة نجاح عمليات الزرع في مصر؟
** نسبة متميزة وباهرة تصل إلي 90% وهي نسبة متقدمة جدا لان هذه الجراحات مخاطرة لكنها محسوبة وحياة المتبرع والمريض مهمة والعملية لابد أن تدرس جيدا سواء من اختيار المريض أو المتبرع الأمثل أيضا لان الطبيب ينزع جزءاً من كبد ليضعه في كبد مريض وهو أمر دقيق جدا ويحتاج إلي توفيق كبير من الله.
ونسبة النجاح في المراكز الحكومية باهرة جدا لا تقل عن المستشفيات الخاصة الكبري حيث بدأنا في المراكز الحكومية الزراعة من 6 سنوات وكل الحالات مستقرة تماما.
* كيف تري وضع المرض الآن ؟
** الآن توجد حملات ناجحة وبإذن الله عام 2020 سيكون مفصلاً وسيكون المرض شيئاً من الماضي وينتهي مثلما انتهي فيروس بي حيث كان في الماضي أزمة خطيرة ومشروع علاج وزراعة مرض الكبد مستمر من عام 2007 وكل الوزراء يعطون الدعم اللازم له ولم يتأثر من الوضع بعد الثورة وهو أمر مبشر لأنه يعتمد علي أفراد لديهم من الحماس ما يجعلهم قادرين علي تخطي أي عقبات خدمة للمرضي.
الخلايا الجذعية وهم كبير
* وماذا عن العلاج بالخلايا الجذعية؟
** يؤسفني أن يتم تداول الأمر علي انه علاج إن الموضوع كله في طور البحوث فقط ولا يجوز الحديث عنه كعلاج والتربح من ورائه فمثلا أبحاث علاج مرض الكبد بدأت في 1963 والدواء ظهر في 1983 وخلال 20عاما لم يكن هناك أي دواء كانت أبحاث وتجارب بحثية علمية وتطوير ولم يتاجر بها أي احد .. وهذا للأسف الشديد يمتد إلي الاتجار بالأمل وهو أهم ما نملك وبسببه نفقد فرصاً كثيرة جدا من النجاح في العلاج الذي يعتمد في الأساس علي الأمل في الشفاء مشيرا إلي أن المريض تواجهه بعض الصعوبات عقب زراعة الكبد. هو البدء في تلقي علاج للمناعة يمنع رفض الجسم للكبد المزروع حديثاً. واستمرار المريض في تناول الدواء طوال حياته.
وروي د رفعت قصة مريض تم زراعة فص كبد له إلا أن الصفراء ارتفعت بعدها إلي أكثر 50مللي جرام وهي كارثة كبيرة ورقم خطير وفلكي وتصبح الحالة ميئوسا منها لكن كان لدي أمل شديد وإيمان قوي ونقلت ذلك للمريض الذي كان فاقدا للأمل وفجأة تبدل الحال بعدما وصله شعور بالأمل من الخالق الذي بيده كل شيء والطبيب يعطي المريض الأمل والطاقة اللازمة لأي عملية جراحية وهذه نعمة من الله وللعلم المتبرع له جزء كبير من نجاح أي عملية نقل وله العطاء الأكبر فيها وهو رمز العطاء وليس الطبيب الذي يكون أهم دور له الحفاظ علي سلامة الاثنين معا ..وفي هذا الشأن أود أن اذكر أن أي زراعه لا يحدد موعدها الطبيب بل رب الطبيب والمريض لان الزراعة نقل من شخص حي لآخر حي وهو أمر يحدده الله وحده.
* ما هو مستقبل عمليات زراعه الكبد في مصر؟
** المستقبل مشرق وواعد ومبشر أيضا وفي حال استمرار التدريب ستتوسع المراكز وتزداد بما يمكن من زراعة اكبر عدد من الحالات وزرع الأمل للمصريين وموقع مصر متقدم إلي حد كبير وقد كنت في مؤتمر عالمي من أسبوع في إحدي الدولة الأوربية وكانت الأبحاث المصرية في المقدمة ونحن متميزون عن أوربا في زراعة النقل من الأحياء عكس المدرسة الأوربية التي تتميز بالنقل والزرع في حالات الموت الدماغي أو الإكلينيكي وهو ما يجعلنا نتجه أكثر إلي شرق آسيا .
واعتقد إننا قادرون علي ذلك فالأطباء المصريون لهم براعة نادرة وقدرة سريعة علي استيعاب أي جديد .. ونحن قمنا في احد المراكز الحكومية بزراعة 120حالة منها 20 تكفلت بمصاريفها التي تصل إلي 220 ألف جنيه وهو مبلغ كبير بينما تم دعم 100 حالة أخري من خلال صندوق رعاية مرضي الكبد بالمركز الذي يحتاج لرعاية ودعم الأفراد والأحزاب والجمعيات ورجال الأعمال والعالم كله يفعل ذلك مشيرا إلي أن أهداف صندوق رعاية مرضي الكبد يهدف إلي مساعدة غير القادرين علي تحمل نفقات عمليات زراعة الكبد بالإضافة إلي تحمل نفقات الفحوصات الطبية والأشعة التي يحتاجونها.. مشيرا إلي أن مراكز زراعة الأعضاء المعتمدة والمرخصة لزراعة الكبد توجد في مستشفي الساحل التعليمي "زراعة كبد " ومركز جراحة الجهاز الهضمي جامعة المنصورة "زراعة كبد" ومستشفي دار الفؤاد " زراعة كبد وكلي" ومستشفي السلام الدولي "كبد وكلي" ومستشفي مصر الطيران التخصص "كبد" ومستشفي عين شمس التخصصي "كبد وكلي" ومستشفي وادي النيل "كبد وكلي" ومستشفي المنيل الجامعي التخصصي جامعة القاهرة "كبد وكلي" ومعهد الكبد بالمنوفية التخصص "كبد" ومستشفي المعادي العسكري والمركز الطبي العالمي.
التفاف وطني
* ماذا تقول للشعب المصري لمواجهة المرض اللعين ؟
** أدعو كل الأحزاب والقوي السياسية للوقوف خلف المشروع القومي لعلاج وزراعه الكبد واعتقد أن المصريين يحتاجون فقط للقدوة من تلك الكيانات ولهم قدرة كبيرة وحماس غير مسبوق تجاه أي مشروع يشعر انه يحقق فيه شيئاً ما للصالح العام وبدون مقابل فقط ينتظر عائد معنوي هذه طبيعة الشعب لا يلهث وراء الماديات رغم أنها مهمة وان لم تنتبه تلك الكيانات السياسية لهذا الأمر فالشعب لن يعطي لأي منها توكيل وسينصرف عنها .
* كيف يتم هذا في ظل حالة الانقسام السياسي الموجودة الآن؟
** حتي تتم الوحدة فمصر بحاجة إلي مشروعات تجمع الناس حولها ولا تفرق أبناءها مشروعات تسعي للصالح العام القومية والعليا للوطن ونبتعد عن المصالح الضيقة وهذا أمر غاية في الأهمية وحل جذري وعبقري لما نحن فيه الآن لأنه لن يختلف احد علي الصالح العام مطلقا بل سيتنافس الجميع علي ذلك ووقتها سيشعر الجميع بروعه العطاء .. وما يحدث من تناحر سياسي موجود في أي دولة وها نحن رأينا اوباما وتراشقه مع منافسيه وكيف كانت هيلاري كلينتون منه وكيف كان ماكين وكيف أصبحوا الآن لصالح بلادهم ومصالحه العليا واعتقد أن الجانب الاجتماعي في أي حزب كفيل بان يؤدي به إلي السلطة بأسرع مما يتصور.
كما أن الشعب لا بد أن يتكاتف ويتوحد في الأمور القومية الوطنية وإلا سيدرك الشعب ما يحدث حوله واعتقد أن الأيام منذ الثورة وحتي الآن كشفت حقيقة مهمة وهي أن أي مجموعة تريد الاستئثار بالحكم وتحقيق أرباح ومكاسب خاصة وثروات علي حساب المجتمع ستسقط حتما وان الشعب سيقف أمامها من اجل العدل والحق.
* كيف تري مستقبل مصر الآن ؟
** مبشر والخير قادم وأنا لست قلقا من حدوث أي فتن مطلقا كما أن مصر أن تبنت هذا الطرح ستتقدم خلال خمس سنوات علي الأكثر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.