إعدام الرجل الثاني في كوريا الشمالية جانج سونج ثايك وهو زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أثار مخاوف من عدم الاستقرار في بيونج يانج التي تمتلك برنامجاً نووياً. ثايك الذي بدا منحنياً ومقيد اليدين لدي دخوله المحكمة بتهمة الخيانة والتآمر لإسقاط النظام اعترف أمام هيئة المحكمة بمحاولة ترتيب انقلاب عسكري عبر تحريض زملائه في الجيش. التخلص من ثايك الوصي السابق علي الحكم بهذه الطريقة الوحشية أثار كثيراً من القلق في كوريا الشمالية نفسها. إضافة إلي جارتها الجنوبية. وكذلك الولاياتالمتحدة خاصة أنه كان يعد لوقت قريب الرجل الثاني الذي يحظي بالقوة والنفوذ في الدولة النووية. ورغم هذا القلق الذي عبرت عنه بعض الأطراف صراحة. إلا أن حقيقة ما حدث داخل كواليس نظام الحكم "المتهور" يظل لغزاً غامضاً. كأمور أخري كثيرة. الخبراء انقسموا حول ما إذا كانت النهاية العنيفة لثايك كانت بسبب تهميش سلطة الرئيس كيم. أو أن جماعات قوية ذات نفوذ داخل الطبقة الحاكمة كانت تسعي للسلطة. وقبل إعدامه كان جانج أحد أكثر الشخصيات نفوذاً وقوة في البلاد وكان يعتبر المستشار الخاص للزعيم الشاب لكن حتي زواجه من عمة كيم التي لايزال مصيرها غامضاً لم يكن كافياً لإنقاذ حياته. المثير في الأمر أن هناك معلومات تشير إلي أن عمة زعيم كوريا الشمالية تعد طرفاً ضالعاً في قرار إعدام زوجها. أوضحت صحيفة الإندبنت في هذا الصدد أنه وفقاً لمصادر عديدة فإن القرار النهائي بشأن إعدام سونج العضو البارز في العائلة الحاكمة ربما يعود لزوجته كيم كونج هيو وأشارت إلي أن نبأ الإعدام صاحبه سلسلة من الشتائم غير العادية وصفته بأنه "خائن وحثالة البشرية الدنيئة وأسوأ من كلب". عملية سقوط جانج سونج ثايك من السلطة بدأت بإعلان فصله من مناصبه وطرده من حزب العمال في وسائل الإعلام الكورية الشمالية بطريقة غير مسبوقة. أعرب المراقبون للشأن الكوري عن حيرتهم لمعرفة السبب وراء قرار كوريا الشمالية بإذاعة الأمر وهي عادة ما تتخذ قراراتها الداخلية بشكل سري. بريان مايرز خبير النظرية السياسية في جامعة دونجسيو الكورية الجنوبية يقول في تصريحات نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية إن أكثر الأشياء المفاجئة وغير المتوقعة ليست هي الإطاحة بشخص كان يخطط للانقلاب. ولكن الإيحاء بأن لديه عدداً كبيراً من الأتباع. وهذا هو أول اعتراف رسمي بوجود انشقاقات في كوريا الشمالية. كانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية قد نقلت عن اعتراف مزعوم من قبل ثايك بأنه سعي إلي زعزعة استقرار البلاد مما أثار حالة الاستياء بين الجيش وغيرها من مؤسسات الدولة وخطط ليصبح رئيساً للوزراء إذا اقترب انهيار كوريا الشمالية واستخدام الثروة التي كونها بصورة غير شرعية لضمان أن الشعب والموظفين الحكوميين سيرحبون بقدومه وأن يمر انقلابه بنحو سلس.