الزيارة الخاطفة التي قام الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إلي إيران قبل أيام قليلة ولقاء عدد من المسئولين البارزين في طهران أثارت ردود أفعال مختلفة داخل الاوساط السياسية العربية رغم عدم اهتمام الاعلام العربي بها والتركيز عليها إلا أن البعض تساءل عن مغزي التوقيت وعلاقته باتفاق القوي الكبري وعلي رأسها أمريكا مع نظام حسن روحاني الجديد حول الافراج عن الاموال الايرانية المجمدة في الغرب مع وقف مؤقت لأنشطة تخصيب اليورانيوم . هل تصبح الامارات الدولة الأكثر تضرراً من إيران بسبب احتلال الأخيرة لثلاث جزر من أراضيها منذ عقود جسراً لتحسين علاقات العرب مع طهران ؟.. سؤال مهم أثارته الزيارة التي وصفها البعض بأنها تؤكد كفاءة الدبلوماسية الامارتية ومرونتها في التعاطي مع الأحداث وقراءتها السليمة للتحولات الدولية في التعامل مع قوة إقليمية لا يمكن تجاهل إمكانياتها وقدراتها وامتلاكها خيوط لعب عديدة في الكثير من الملفات والبؤر الساخنة في عالمنا العربي مثل سوريا ولبنان والعراق وفلسطين . البعض أكد أنها جاءت في توقيت مناسب للاستفادة من وجود نظام سياسي جديد في إيران يسعي لحل الازمات القائمة ومد جسور من العلاقات الجديدة مع العالم الخارجي خاصة دول الخليج العربي في حين يراها آخرون أنها تمت بضغط من الادارة الامريكية للاعتراف بالبرنامج النووي الايراني وبداية للإعتراف بايران قوة كبري صديقة للولايات المتحدة. "الجمهورية" حاولت التواصل مع مجتبي أماني القائم بالأعمال الايراني لمعرفة ما تم خلال االزيارة إلا أنه رفض التعليق تماماً وقال لست مخولاً بالحديث في هذا الأمر كما حاولت الاتصال بالسفارة الإمارتية في القاهرة للحصول علي تعليق السفير محمد بن نخيرة الظاهري إلا أن أحد المسئولين فيها أكد ¢ أن السفير لا يدلي بأية تصريحات للصحف ولا يتعامل مع الإعلام علي الاطلاق و يلتزم الصمت التام ¢ ! . وهذه ليست المرة الأولي من جانب السفير الاماراتي الذي أصبح موقفه مع الاعلام محل شكوي الصحفيين والاعلاميين رغم الدبلوماسية النشيطة لدولة الامارات علي الساحتين العربية والدولية ما يستلزم من أبو ظبي إعادة النظر في تعامل سفرائها وتواصلهم مع الصحفيين والاعلاميين في الدول الاخري لانهم حلقة الوصل بينها وبينهم . مصدر عربي قريب من الملف طلب عدم ذكر اسمه قال إن الزيارة جاءت بضغط من الولاياتالمتحدة التي تسعي لاقامة علاقات جيدة مع ايران بعد تغيير النظام السياسي الايراني برحيل أحمدي نجاد وتولي حسن روحاني السلطة . أضاف أنها ليست المرة الأولي خاصة وأن العلاقات الدبلوماسية الايرانيةالاماراتية علي أعلي مستوي من التمثيل الدبلوماسي لمستوي السفراء رغم الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية الثلاث لأن الامارات اتبعت سياسة مرنة مع طهران تقوم علي عدم قطع شعرة معاوية بين البلدين مشيرا الي ان الزيارة قد تكون ضد مصالح المملكة العربية السعودية لان التقارب الايراني الامريكي يهدد الامن القومي السعودي ودول الخليج العربي ولذلك لجأت السعودية الي مصر ودعمها من اجل مواجهة المخاطر الجديدة . أوضح أن من مفارقات القدر اتفاق المواقف السياسية للسعودية مع إسرائيل في مواجهة إيران خوفاً من السلاح النووي الإيراني الذي يهدد أمن المنطقة ومطامع طهران في المنطقة مؤكداً أن الولاياتالمتحدة تسعي وراء مصالحها في الاساس وقد تتخلي عن دعم السعودية وتنحاز الي ايران حال حصولها علي تطمينات من النظام الايراني بعدم معاداة اسرائيل ما يعني بلورة نظام الشرق الاوسط الجديد القائم علي مثلث أضلعه إسرائيل وإيران وتركيا ليخرج العرب مؤقتاً من المعادلة وترتيبات الأوضاع في المنطقة . الأزمة النووية السفير سعيد كمال أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق له وجهة نظر أخري بأن زيارة وزير الخارجية الاماراتي عبد اللة بن زايد آل نهيان الي ايران جاءت في اطار اتفاق ايران مع مجموعة "5«1" والتي تسعي لايجاد حل للأزمة النووية الايرانية مع الغرب ووقف برنامج إيران النووي لتخصيب اليورانيوم ..أكد أن الزيارة تأتي في اطار الحكمة التي تتمتع بها الدبلوماسية الاماراتية في التعامل مع الملف الايراني.... خاصة في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد والذي اتبع سياسة الشعارات وتهديد الجيران والصدام معهم مما ترتب علية احداث توتر في العلاقات مع دول الخليج العربي .. ومع وجود نظام سياسي جديد بتولي حسن روحاني رئاسة إيران قد تكون العلاقات افضل مع الجيران بعد وجود مرونة في التعامل مع الغرب حول الملف النووي عكس النظام السابق . يشير إلي أن الزيارة نوع من استقراء المشهد السياسي الايراني والاطلاع عليه تمهيداً لعرضه علي وزراء الخارجية العرب لاتخاذ القرارات المناسبة في التعامل مع النظام السياسي الجديد وايجاد حل للجزر الاماراتيةالمحتلة . أكد أن المملكة العربية السعودية تدعم وبقوة النظام الاماراتي لاسترداد الجزر الاماراتيةالمحتلة وانها تتبع سياسة الهدوء في التعامل مع ايران رغم وجود توتر في العلاقات بين الدولتين بسبب اطماع ايران في المنطقة وبرنامجها النووي الذي تعتبره تهديدا لأمنها القومي إلا أنها لم ترفض اي قرار تتخذه الامارات وتراه في صالحها وستدعمها بقوة. أشار الي ان مصر تتخذ موقفاً واضحاً وحاسماً من السياسة الايرانية واطماعها في دول الخليج وتعتبر أمن الخليج من أمن مصر القومي إضافة الي الخلاف المذهبي وما قيل في السابق من محاولة نشر التشيع ناهيك عن موقف طهران من مقتل الرئيس الراحل انور السادات . السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق يقول .. إذا كانت زيارة وزير الخارجية الاماراتيلايران بدعم من الولاياتالمتحدةالامريكية أو بضغط أمريكي مباشر ستكون مصيبة كبري لمنطقة الخليج العربي ويهدد الامن القومي العربي ومعني ذلك ان هناك صفقة بين الولاياتالمتحدةالامريكيةوايران بحيث يتم السماح لايران باستكمال برنامجها النووي مع وصول نظام سياسي جديد يتمتع بالعقلانية عكس نظام أحمدي نجاد الذي أدخل ايران في عزلة دولية لم تحقق اهدافها واعتمدت علي الشعارات فقط ..وأكد أن الزيارة نوع من الكرم الاماراتي ومحاولة استرضاء الجارة الايرانية خاصة وان الثقة غائبة بين ايران من جهة والسعودية والكويت والامارات من جهة أخري بسبب اطماع ايران في المنطقة وبرنامجها النووي ولم تهدد به سوي دول الخليج وان الادعاء بمواجهة اسرائيل ماهو الا شعارات سياسية فقط . السفير جمال بيومي يؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين الاماراتوايران قوية جداً فضلا عن حجم التبادل التجاري بينهما متوقعاً أن يشهد المستقبل تغيراً كبيراً في السياسة الايرانية في التعامل مع الجيران وعلي العرب استغلال ذلك لحل ازمة الجزر الاماراتية . رسالة طمأنة للخليج محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق يري أن ايران تبدأ مرحلة جديدة وتسعي الي استقرار علاقاتها مع الولايات المتحد ودول الغرب وتوصيل رسالة طمأنة لدول الخليج بعد الاتفاق حول البرنامج النووي الايران وبوادر حل الازمة مؤكداً أن لإيران بعداً استراتيجياً جديداً للمرحلة القادمة تسعي لتوصيله للعالم يقوم علي علاقات افضل بدول الخليج وهذا يحتاج لبوادر وافعال تؤكد حسن النية والمسار الجديد لهذا النظام . أضاف أن النظام الجديد يسعي لتوصيل رسالة بأن إيران الجديدة تتبع استراتيجية محتلفة بعد نظام احمدي نجاد والذي ساءت فية علاقات بلاده مع الجميع وتم عزلها عن العالم مشيرا الي أن العلاقة المصرية الايرانية متوقفة علي حجم التطمينات الايرانية التي تقدمها لمصر خاصة ما يتعلق بأمن الخليج وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية وعندها سوف ترفع مصر مستوي التمثيل الدبلوماسي لمستوي السفراء . رغم إشادة العرابي بالزيارة ووصفها بالمهمة لاذابة الجليد بين البلدين إلا أنه استبعد أن يقدم النظام الحالي أية تنازلات بخصوص الجزر الاماراتية خوفاً من غضب الشعب الايراني ولذلك سوف يتم ارجاء هذا الملف .