يحتفل العالم في الأول من ديسمبر كل عام بمكافحة مرض الإيدز الذي يقام هذا العام تحت شعار "بدون تمييز" للقضاء علي وفيات الإيدز بشكل نهائي.. ولكن الثقافة والعادات المصرية حولت هذا المرض إلي نار تحت الرماد. حيث تخفي وزارة الصحة الأعداد الحقيقية لمرضي الإيدز في مصر وتعلن أنهم مجرد آلاف لم يزيدوا منذ عام 1986!!.. في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية تزايد أعداد المرض في الدول النامية... ويعاني مرضي الايدز في مصر من سوء المعاملة والإهمال والاستهتار. يقول أحمد. ح. من القاهرة والبالغ من العمر 25 عاما قمت بعملية جراحية ونقل دم باحدي المستشفيات الحكومية وبعد ذلك قمت بعمل بعض التحاليل واكتشفت باصابتي بالايدز ومن ذلك الحين وأنا أتابع حالتي بوزارة الصحة ولكن فرضت الوزارة علينا مستشفي حميات العباسية فقط للحصول علي العلاج الشهري والكشف الطبي في كافة التخصصات.. ولكني وجدت اهمالا شديدا به وخاصة عدم تواجد الأطباء باستمرار لمتابعة حالات مرضي الايدز بالقسم المخصص لهم بالمستشفي وذهابنا لعدة مرات متتالية لمجرد استلامنا علاجنا الشهري فضلا عن استهانة التمريض بمواعيد المتابعة والكشف الدوري ومعاملتنا وكأننا "كلاب شوارع" لا تستحق العلاج.. الأمر الذي دفعني إلي التوجه إلي مستشفي حميات امبابة لاستكمال علاجي به. ولذلك من الضروري ان يلتفت المسئولون بوزارة الصحة لنا وللرقابة علي هذه المستشفيات المخصصة لعلاج مرضي الايدز والاهتمام بحقوقهم الصحية والاستماع لشكوانا واعطائنا الفرصة لكسر حاجز الصمت وتوصيل شكوانا للمسئولين عبر جميع وسائل الاعلام المختلفة. عدم وجود تحاليل السيبيفور بمصر وتكلفته 600 يورو بالخارج!! ويؤكد ربيع. ج من محافظة الغربية والبالغ من العمر 43 عاما ويعمل فني عمليات باحدي المستشفيات الخاصة بانه اكتشف اصابته بفيروس الايدز منذ حوالي 13 عاما بسبب عدم تطبيق برامج مكافحة العدوي بالمستشفيات وخاصة بقسم الطوارئ وعند استقبال حوادث بها الكثير من المصابين ولذلك يصعب علي الكثير الالتزام بالمعايير المحددة لمكافحة العدوي.. ومنذ اصابتي واصرف العلاج الشهري بالمجان ولكن عند اصابتي بأي أمراض اضافية أو انتهازية لا أجد أي تغطية من وزارة الصحة ويكتفي المستشفي بصرف العلاج اللازم للايدز فقط وتخبرنا بانها غير مسئولة عن أي أمراض أخري تحدث للمريض.. بالاضافة الي عدم وجود تحليل "سيبيفور" بوزارة الصحة والخاص بتحديد نوعية العلاج لمرضي الايدز لعمل بعض المناعة لأدوية الايدز.. فيضطر القادرون فقط من المرضي لعمل هذا التحليل الهام في الخارج والذي تقدر تكلفته 600 يورو بما يقارب 5 آلاف جنيه مصري!!! الجمعيات الأهلية واضافت سحر. ع من الاسكندرية بانني اصيبت بالايدز من زوجي وهو مدمن للمخدرات منذ حوالي 5 سنوات وفوجئت يدعوة بعض الجمعيات الأهلية المهتمة بمرض الايدز وبعض المراكز التابعة لوزارة الصحة واستدعائنا للقيام ببعض ا لرحلات الترفيهية في الفنادق الكبري وعمل شو اعلامي لنشاطهم واعطائنا من 500 إلي 600 جنيه في كل رحلة وبعد ذلك لا نجدهم بجوارنا عند احتياجنا لبعض الأدوية الباهظة الثمن أو مساعدتنا في حل بعض المشاكل التي تواجههنا كأننا مجرد وسيلة للتربح باستغلال آلامنا ومرضنا المدمر لمصالحهم الشخصية وزيادة أموالهم. نقص المناعة وعن تعريف مرض الايدز يقول د. مصطفي أمين راشد استشاري أمراض الباطنة والصدر ان الايدز في تعريفه هو متلازمة نقص المناعة المكتسبة "الايدز" اعتلال خطير ينتج عن عجز أجهزة المناعة في الجسم الدفاع عن نفسه من كثير من الأمراض فعندما يغزو فيروس نقص المناعة البشري وهو الفيروس المسبب للايدز الخلايا المناعية الرئيسية والمسماة خلايات اللمفية ويتكاثر فانه يسبب تدميرا لجهاز المناعة بالجسم مما يؤدي إلي حالة ساحقة من العدوي أو السرطان أو هما معا وهكذا يكون الجسم لقمة سائغة وفريسة سهلة للأمراض. علاوة علي انه فيروس متحور قادر علي مراوغة أجهزة الجسم باستمرار. الالتهاب الرئوي والتهاب اللثة والفم.. من الأمراض الانتهازية للايدز!! أما بالنسبة لأعراض الايدز يقول د. محمد فضل النحال استشاري الجراحة العامة بأن فيروس الأيدز قد يكمن في جسم الشخص لعشر سنوات أو أكثر بدون ان يحدث أي مرض. كما ان نصف الأشخاص المصابين بالايدز يظهر لديهم أعراض مصاحبة لأمراض أخري تكون في العادة أقل خطورة من الايدز لكن بوجود العدوي بالايدز فان هذه الأعراض تطول وتصبح أكثر حدة وهذه الأعراض تشمل تضخم الغدد الليمفاوية وتعباً شديدا وحمي وفقدان الشهية وفقدان الوزن والاسهال والعرق الليلي. والتهاب اللثة. وقرح الفم. والعلل الجلدية. وتضخم الكبد أو الطحال أو كليهما. وفي حالات أخري تكون أول علامة للاصابة بفيروس الايدز هي ظهور واحد أو أكثر مما تسمي الحالات الانتهازية من العدوي أو السرطان التي تصاحب الايدز ومن أكثر الحالات شيوعا هي الحالة التي يكون فيها اللسان مغطي بنتوءات بيضاء. وهو ما يسمي "القلاع الفمي" أو الاصابة بفطر الكانديدا وهذه الكانديدا تدل علي تدهور جهاز المناعة والاصابة بالطفيليات المعوية تعد مشكلة أخري وتشمل الأمراض الشائعة الأخري المتعلقة بمرض الايدز. الالتهاب الرئوي الناتج عن الاصابة بطفيل يسمي المتكيس الرئوي. انتقال الايدز وعن كيفية انتقال مرض الايدز يقول د. محمد حسن فضيل اخصائي التحاليل الطبية بأن هناك ثلاث وسائل لانتقال فيروس الايدز وتشمل الاتصال الجنسي والاصابة بالدم الملوث وانتقال المرض من الأم المصابة بالمرض إلي الجنين. ويعتبر الاتصال الجنسي غير المشروع السبب الرئيسي لانتقال الفيروس ويكون احتمال الانتقال أكبر في اللواط الشذوذ الجنسي ولكن اتضح ان الزنا يؤدي أيضا دورا كبيرا في انتقال الفيروس. كما قال الله تعالي: "ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا". المدمنون وأطفال الشوارع.. الأكثر عرضة لمرض الايدز وأكد د. فضيل بان فيروس الايدز يصيب المدمنين للمخدرات والذين يستخدمون الحقن والأبر بالمشاركة مع بعضهم البعض وخاصة أطفال الشوارع بممارستهم الجنسية الشاذة والمتعددة وادمانهم للمخدرات وخاصة التي تحقن واستخدام حقنة واحدة للتعاطي بينهم مما يؤدي إلي زيادة حتمالية اصابة أغلبهم بمرض الايدز كما ان الأشخاص المتلقين للدم والأشخاص المصابين بالهيموفيليا والذين في حاجة إلي نقل دم دائما قد يصابون بالفيروس نتيجة حصولهم علي دم ملوث بفيروس الايدز. عيادات الاسنان وأضاف د. محمد ياسين القباني استشاري جراحة الاسنان واللثة بانه من الضروري التقيد بطرق الوقاية من العدوي وذلك للحد من انتشار الأمراض المعدية وتحديدا الايدز والتهابات الكبد الوبائية الخطرة داخل عيادات الاسنان حيث نجد الكثير من مرضي الايدز يخجلون من الاعتراف أمام المجتمع وامامنا بنوعية مرضهم ويعتبرونه وصمة عار ولذلك يجب ان نتعامل مع كل مريض يدخل العيادة كأنه مريض ايدز أو فيروس c ولذلك يجب تطبيق برامج مكافحة العدوي مع المرضي. فيجب المحافظة علي نظافة العيادة والاهتمام بترتيب الطاولات والأدوات عليها وان تكون الأرضيات خالية من بقايا القطن أو المواد المستخدمة في المعالجات أو السوائل وبقع الدم ويعتبر مظهر العيادة العام مؤشرا علي حرص طاقم العيادة علي اجراءات السلامة العامة. وأضاف بانه يجب علي الطبيب والطاقم الفني المساعد له الالتزام بارتداء الزي الخاص بهم بالاضافة إلي القفازات وغطاء الفم جديدين بعد كل مريض كما يفترض غسل الطبيب يده بمحلول مطهر خاص ويجب علي الطبيب والطاقم الفني الحذر والتيقظ عند استخدام الهاتف أو فتح الباب أو امساكه بالقلم أن لا يكون مستخدما لنفس القفاز مما يؤدي إلي عدم نقل العدوي من تلك الأماكن أو اليها وخصوصا عند تناثر الماء والدم واللعاب خلال عملية المعالجة الطبية وقد يكون من المناسب جدا لبس الطبيب للنظارات الواقية. علاوة علي الحفاظ علي ان يكون نظيفا وخاليا من بقع اللعاب أو الدماء أو حشوات من المريض السابق واستخدام كأس ماء جديدة للمضمضة وان تكون ماصة اللعاب جديدة والحرص علي ألا يتم استخدامها أكثر من مرة. ولذلك أكد د. محمد ياسين علي ضرورة ان تكون جميع الأدوات المستخدمة داخل الفم معقمة أو ذات استخدام واحد بحيث تستبدل مع كل مريض ويجب حفظ الأدوات المعقمة داخل أكياس بلاستيكية محكمة الغلق خاصة بالتعقيم.