بعد الهجمات الدامية التي شهدتها ليبيا خلال الأيام الماضية وما رافقها من عمليات اختطاف لمسئولين كبار. باتت الحاجة ملحة إلي وضع خطة لإخلاء العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة. فهل تنجح حكومة علي زيدان في ذلك أم تبقي هذه الميليشيات مشكلة يصعب حلها في ليبيا ما بعد القذافي؟ الحكومة الليبية وضعت خطة لإجلاء الميليشيات من العاصمة. تتضمن خمسة عشر بنداً. منها إحصاء مختلف المجموعات المسلحة في طرابلس ومواقعها بهدف إجلائها إلي مواقع أخري خارج العاصمة.. وتعتزم الحكومة بعد ذلك وضع خطة ثانية لنزع سلاح هذه المجموعات ودمج أفرادها في قوات الأمن. حكومة علي زيدان تجد نفسها مجبرة علي اتخاذ إجراءات صارمة لتخفيف الاحتقان داخل العاصمة. إذ يواصل سكان طرابلس التظاهر ضد الميليشيات بشكل شبه يومي.. لكن ما مدي إمكانية نجاح خطة زيدان في إخراج الميليشيات من طرابلس؟ وهل يملك القدرة علي نزع سلاحها؟. هاشم بشر رئيس اللجنة الأمنية العليا للعاصمة الليبية طرابلس أكد أن هناك أكثر من 50 تشكيلا مسلحاً في وسط طرابلس.. وتنتمي هذه المجموعات المسلحة إلي عدة مناطق وقبائل ليبية. ساهمت في عملية الاطاحة بنظام القذافي.. هذه الميليشيات. التي اتحدت فيما بينها أثناء المعارك الضارية ضد قوات القذافي. باتت أهدافها متعددة اليوم. بل وأصبحت تشكل معضلة أمنية كبيرة ليس للسكان فقط. بل حتي بالنسبة للحكام الجدد في ليبيا. ومن الواضح أن هذه الميليشيات لديها مصالح تريد حمايتها والحفاظ عليها حتي وإن كان ذلك بقوة السلاح.. وطالما ترفض الحكومة الاعتراف بمصالح هذه الميليشيات. طالما تبقي خططها غير فعالة. وبهدف شراء الأمن والسلام قامت السلطات بتوزيع ملايين الدولارات بشكل مكثف علي عشرات الميليشيات. مما أتاح المجال أمام "انحرافات مافياوية" وعندما تتوقف الحكومة عن توزيع "المكافآت" أو تسعي إلي حل الميليشيات. فإن الأخيرة لا تتواني عن مهاجمة مؤسسات الدولة وخطف مسئولين أو تعطيل مناقع نفطية. وتبدو السلطات من جهتها عاجزة أمام تنامي قوة هذه الميليشيات وخاصة في شرق ليبيا الذي يشكل مسرحا لاغتيالات عناصر أمنية واعتداءات علي مصالح وممثليات دبلوماسية غربية وتصاعد أعمال العنف أدي إلي هروب معظم الدبلوماسيين والشركات الأجنبية مما يؤخر عملية إعادة الإعمار. وتأتي المنازعات السياسية وغياب خارطة طريق واضحة لبناء مؤسسات الدولة لتزيد في تسميم الوضع.. فهناك أحزاب وتجمعات سياسية تسعي لإفشال الحكومة الانتقالية التي يترأسها علي زيدان. لكي تأتي بمرشحها لتولي المنصب.. فالمصالح الضيقة هي التي زادت من تأزم الوضع في ليبيا. وكان علي زيدان. رئيس الوزراء الذي اختطف من أحد الفنادق المحصنة بطرابلس من قبل مجموعات مسلحة الشهر الماضي. اتهم نائبين برلمانيين من حزب إسلامي بالتورط في تنسيق عملية خطفه من قبل إحدي الميليشيات. السؤال كيف لحكومة أن تبسط الأمن. بينما لم تستطع تأمين حتي رئيسها من سطوة هذه الميليشيات؟