أرقام صادمة عن قضية المخدرات والتدخين في مصر كشف عنها عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي فاتورة الإنفاق علي المخدرات سنوياً تساوي إيرادات قناة السويس بجانب ضبط ملايين الأقراص المخدرة المهربة من الخارج ودور الصندوق في معالجة ومكافحة الإدمان في مصر والدول العربية وذلك في حوار خاص مع "الجمهورية". * في البداية سألناه عن الخدمات وطبيعة عمل الصندوق؟ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الآلية الوطنية لتنفيذ برامج الوقاية من التدخين والمخدرات ودعم وتوفير خدمات العلاج والتأهيل المجاني "بدون مقابل" للمدمنين بالتعاون مع الشركاء المعنيين مثل الوزارات الخدمية وغيرها ويستند الصندوق إلي عدد من مبادئ العمل الأساسية أهمها إشراك الشباب وتفعيل دورهم في جهود الوقاية والتركيز علي الأسرة كمدخل أساسي لحماية الشباب من التدخين والمخدرات والاعتماد علي الحوار المجتمعي والأسري وحشد الجهات المعنية والتركيز علي الفئات الأكثر عرضة للمشكلة مع رسم برنامج متكامل للتقييم والمتابعة من خلال فريق عمل يعمل ليلاً ونهاراً واستقبال الخدمات من خلال الخط الساخن 16023 أو عن طريق الصندوق الذي يهدف إلي المساهمة في نفقات وإقامة وإعاشة علاج المدمنين والمتعاطين بجانب إنشاء وتجهيز السجون الخاصة بالمحكوم عليهم في جرائم المخدرات ومساندة الجمعيات والهيئات العاملة في المكافحة والعلاج والرعاية اللاصقة وإجراء البحوث والدراسات وبرامج التدريب الثقافية والإعلامية في مجال أنشطة مكافحة الإدمان بالإضافة إلي تجهيز الأماكن في المؤسسات العقابية. أرقام صادمة * ما هي الإحصائيات التي رصدها الصندوق خلال الفترة السابقة في مشكلة المخدرات والإدمان في مصر؟ الرقم الكارثي الذي تواجهه مصر فيه شبح الإدمان والتعاطي حيث ينفق المصريون ما يعادل إيرادات قناة السويس في السنة علي المخدرات مشيراً إلي أن نسبة المدمنين عالية وأغلبهم يعيشون في أجواء أسرية سوية مع الوالدين وفي حالة استقرار أسري وهي نسبة تكشف غياب دور الآباء ورقابتهم للأبناء مضيفاً أن انخفاض سن التعاطي إلي 11 عاماً فيجب تطبيق المبادرات بالمدارس فوراً لحماية النشء وهو مؤشر سلبي علي عملية التنمية وأصبح الأمر خطيراً وصادماً للمجتمع. مشيراً إلي أنه تم العام الماضي ضبط 3500 مليون قرص ترمادول من الخارج ضار جداً. أضاف أن أكثر المترددين علي العلاج في الإدمان هم الفئة القادرة وليست العشوائيات حيث رصدنا عن طريق الخط الساخن أقل نسبة من المترددين علي العلاج في الإدمان من سكان العشوائيات لأن المواطن في العشوائيات لا يشعر بقيمته وذاته ونحن نوفمبر الخدمات للقادرين وغير القادرين علي العلاج. مشيراً إلي أن 40 ألفاً من المدنين استفادوا من الصندوق خلال العام الماضي وهي نسبة معقولة ونريد المزيد في الأيام القادمة لعلاج ومكافحة الإدمان والتعاطي فيجب تقديم خدمة مكافحة الإدمان في إطار تنموي حتي لا يعود المدمن إلي المشكلة مرة أخري. جهود دولية * ما هي الدول الداعمة للصندوق في قضايا الإدمان والتعاطي؟ الدول الداعمة هي مكتب الأممالمتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة ويوجد تعاون مطلق بين الصندوق والمكتب وفقاً للمعايير الدولية الحديثة التي تعتمدها الأممالمتحدة في مكافحة الإدمان والمخدرات ويوجد تعاون آخر مع شرطة دبيبالإمارات حيث يمثل صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي المصري "بيت الخبرة للدول العربية" من ناحية إمكانياته والبرامج التدريبية التي يقدمها في معالجته قضايا الإدمان. مشيراً إلي أن مصر ستشارك في محاضرة عن مخاطر الإدمان والمخدرات مع الإمارات وبالتحديد مع شرطة دبي بجانب التعاون مع وزارة الداخلية السعودية والحكومة الليبية واثني عثمان علي التجربة الإيطالية في مكافحة الإدمان والتعاطي. مشيراً إلي أن المتهم بالمخدرات والإدمان يعامل "كمريض". * ما دور الوزارات في التعاون مع الصندوق وبالتحديد الصحة والداخلية والشباب؟ دور الوزارات مهم جداً وبالتحديد الصحة والشباب حيث تكون وزارة الصحة الجهة المعنية باستقبال المدمنين بالإحالة من الصندوق حيث توجد شراكة أيضاً بيننا وبين كثير من المستشفيات ويوجد لدينا 11 مستشفي علي مستوي الجمهورية لعلاج الإدمان وتخدم المريض ووزارة الشباب لها دور كبير جداً حيث أقامت العديد من المعسكرات لتأهيل الشباب والمدمنين ضد أخطار المخدرات والتعاطي وخلال أيام ستقوم بتعاون مع وزارة الداخلية وبالتحديد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأطالب وزارة التربية والتعليم بتطبيق منهج دراسي لنشاط طلابي لمواجهة قضايا المخدرات والإدمان والتدخين. خطة وطنية * ما هي الخطة الوطنية لخفض الإقبال علي المخدرات؟ الخطة الوطنية لخفض الإقبال علي المخدرات هي حشد كافة جهود المؤسسات الحكومية والأهلية المعنية لتحقيق التكامل في مواجهة شبح الإدمان والمخدرات حيث نهتم بإنشاء قاعدة بيانات متكاملة عن مشكلة المخدرات في مصر بهدف كشف كافة أبعاد القضية بشكل منهجي وعلمي والوقوف علي حجم المشكلة وفقاً للشرائح العمرية والنوع الاجتماعي والمناطق الجغرافية وكذلك تحديد الفئات والشرائح الاجتماعية الأكثر عرضة للمشكلة "الفئات الهشة" والأفكار والمعتقدات الشائعة حيال مشكلة المخدرات وأهم الدوافع والأسباب وراء استخدام المخدرات. العلاج * ما هي نوعية المترددين للعلاج لديكم؟ بالتأكيد عالجنا الكثير من أبناء شخصيات عامة ووزراء وفنانين في سرية تامة لأمانة العمل مشيراً إلي أن الصندوق يعالج القادر وغير القادر في أفضل المستشفيات ونحن نوفر العلاج للجميع بالمجان واشتكي عثمان من دور الدراما في مواجهة مشاكل وقضايا المخدرات حيث تشكل خطورة علي المجتمع من خلال المسلسلات التي تتناول المشكلة بشكل حقيقي. التعذيب * انتشرت مراكز تعذيب المدمنين غير المرخصة بدلاً من علاجهم.. ما رأيكم؟ نعم انتشرت مراكز تعذيب وعلاج المدمنين في مراكز غير مرخصة تسمي بمراكز "بير السلم" مشيراً إلي أن الجهة الوحيدة الرقابية هي وزارة الصحة ومن الصعب رصد تلك المراكز حيث تنتشر وسائل الترويج لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وغيرها فيجب علي الأسرة الانتباه وعدم العلاج بها والإعلام له دور كبير في توعية المجتمع مطالباً بمساعدة وزارة الإعلام والفضائيات لمواجهة تلك الظاهرة وتكاتف الجميع من منظمات المجتمع المدني وطلاب وخريجي الجامعات للتعاون حتي نصل بأكبر نسبة إلي المجتمع لمواجهة ظاهرة المخدرات والإدمان. أطفال ومراهقون قال عثمان يوجد انخفاض ملحوظ في سن التعاطي ليصل إلي مرحلتي الطفولة والمراهقة حيث تدني سن التعاطي إلي "11 عاماً" وبداية التدخين 9 سنوات بينما كان في السابق يتراوح بين 30 إلي 40 عاماً وغياب الدور الحقيقي للوالدين في مواجهة المشكلة حيث إن 40% من المرضي طالبي العلاج لديهم أفراد مدمنون داخل الأسرة مشيراً إلي أن العلاقة وثيقة بين التدخين وتعاطي المخدرات والإدمان حيث إن 99% من المدمنين يدخنون السجائر من بينهم 18% يدخنون أكثر من 40 سيجارة يومياً.. وأضاف أن عقار الترامادول الأول ثم يأتي الحشيش ثم الهيروين وأصبحنا نواجه الآن ظاهرة خطيرة اسمها "التعاطي المتعدد" وهي مجموعة من المخدرات تسمي "الكوكتيل" ويعتقد المدمنون أن المخدرات تساعد علي القدرة البدنية والعمل بجانب نسيان الهموم والمشكلات والتغلب علي الاكتئاب.