عقب ثورة 30 يونيه فرضت حالة الطواريء وحظر التجول لمواجهة شغب وعنف جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول ورغم التخفيف التدريجي للحظر خلال الشهور الماضية استمر فرض الحظر يوم الجمعة منذ السابعة مساء لضبط إيقاع الأمن في اليوم الذي يشهد حشدا وأعمال عنف مكثفة. واليوم يترقب الجميع مظاهرات الجماعة وتعامل الأمن معها دون حظر أو طواريء. أكدت الأحزاب والقوي السياسية أن الجماعة أصبحت ضعيفة غير قادرة علي الحشد ومظاهراتها غير قادرة علي الخروج من شوارع أو مناطق معينة كما أن الحكومة لم تستخدم حالة الطواريء طوال الفترة الماضية وأكدوا أن التظاهر وإبداء الرأي حق لكل مواطن ولكن عندما تتحول المظاهرة إلي التخريب والفوضي يجب أن يتصدي لها الأمن بكل قوة خاصة أن القانون الطبيعي يتيح للأمن مواجهة الشغب بكل صرامة. يتوقع د.نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع الوضع بعد إلغاء الطواريء هاديء وأبدي عدم تخوفه من أول جمعة بعد إلغاء الطواريء مطالبا الإعلام بعدم الوقوع في خطأ التهويل في تقدير قوة الإخوان وقدرتهم علي الحشد والفوضي مؤكدا أن القوانين الموجودة تكفي لمواجهة أي خروج علي الأمن والنظام. وقال لسنا في حاجة لقوانين جديدة. وأشار زكي إلي أن الجماعة أصبحت ضعيفة لا تستطيع تحدي الإرادة الشعبية وعندما يخرج الإخوان لمظاهرة فالذي يتصدي لهم الأهالي الذين يبحثون عن العمل ولديهم أمل في المستقبل كما أن هذه الجماعة أصبحت معزولة دون رصيد شعبي ولا خوف علي الأمن أو النظام في أول جمعة بعد إلغاء حالة الطواريء. وأوضح زكي أنه مطلوب من الحكومة أن تحمي مواطنيها من أي عمليات إرهابية وعليها أن تفرض سياسة القانون ولا تسمح بأي خروج علي النظام ولا تسمح بأي مظاهرات غير سلمية أو مظاهرات تستهدف تعطيل مصالح المواطنين. قال د.فخري الطهطاوي أستاذ العلوم السياسية أنه علي الحكومة أن تفعل القانون لتحقيق مفهوم الردع ومنع ارتكاب جرائم تهديد السلام والأمن العام. وأكد الطهطاوي أن البلد الآن تعمل بوزارتين فقط هما الدفاع والداخلية بالإضافة إلي مرفق الإسعاف التابع لوزارة الصحة كما أن إلغاء الطواريء لا يحدث تأثيرًا لأننا لم نطبق القانون علي أرض الواقع ولم نستخدمه. وطالب الطهطاوي بوضع آلية تنفيذ لدي الحكومة عندما يكون هناك حالة من الفوضي وإثارة الشغب والضرب بيد قوية علي الخارجين علي القانون. وأوضح الطهطاوي أن هذا الوضع السييء من الحكومة جعل الناس محبطة وبالتالي كل يوم نضيف للطرف الآخر "الإخوان" ونعطيهم فرصة وأبعادًا أخري للتعاطف معهم. قال توحيد البنهاوي الأمين العام للحزب الناصري إن قانون الطواريء تم تنفيذه في إطار حظر التجوال واحتجاز الرئيس السابق مبارك جبريا وإلغاؤه لن يؤثر وستسير الأمور بشكل عادي إلا إذا تخللها عنف وساعتها يجب تطبيق القانون وبشكل حاسم حتي لايزيد الانفلات الأمني. أكدت هبة ياسين المتحدث باسم التيار الشعبي أن أول جمعة بعد الطواريء يجب أن يتم تكثيف التواجد الأمني فيها سواء علي مستوي المحافظات أو الشوارع لتأمين المواطنين والمنشآت الحيوية الخاصة والعامة. وأري أن من يخالف القانون يجب أن يخضع لعقاب سريع حتي نتجنب حدوث عنف إضافة إلي سرعة تلبية احتياج المواطن علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي لأن هذا يؤثر علي الوضع الأمني. عبر القيادي اليساري عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عن تفاؤله بمجيء أول جمعة بدون طواريء بالرغم من التوتر والقلق الذي يمر به الشارع المصري لافتا إلي الحق في التظاهر مكفول لكن جماعة الإخوان لن تفوت الفرصة للتظاهر وإحداث بعض الفوضي مؤكدا علي ضعف الجماعة في الحشد الآن أملا في أن تنجح الخطة الأمنية البديلة التي أعلنت عنها قوات الأمن من نقاط متمركزة وثابتة للتفتيش وحفظ الأمن. ومن جانبه قال د.إكرام بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن حالة الطواريء التي انتهت أمس الأول كانت حالة استثنائية وجاء وقتها لتنتهي لكن شريطة ألا يحدث حالة من الفراغ الأمني حتي لا تسمح لتيارات متشددة لاستغلالها لافتا إلي ضرورة وضع ضوابط للتظاهر والانتهاء من تشريع مكافحة الإرهاب. قال تامر القاضي عضو المكتب السياسي لتكتل القوي الثورية الوطنية إن جماعة الإخوان لم يصبح لديها قدرة علي الحشد والحجم الحقيقي لها ظهر بشكل واضح في مظاهراتها الأخيرة ولم يعد هناك تخوف منها واعتقد أن مصر أفضل بدون طواريء. وقال د.أحمد بديع عضو الكتب التنفيذي بحزب الوطن إن الأمن والهدوء في الشارع المصري لابد أن يبدأ من هدوء النفوس وذلك من خلال تطبيق العدالة الاجتماعية وتطبيق القانون كما أن القانون الجنائي المصري ترسانة قوانين تستطيع من خلالها الحكومة أن تضبط الأمن في الشارع كما أننا لسنا في حاجة إلي قوانين جديدة مثل قانون التظاهر.