اتفقت مصر وروسيا علي التعاون في مختلف المجالات وذلك خلال سلسلة من اللقاءات عقدت أمس بين المسئولين المصريين ونظرائهم من الوفد الروسي الذي يزور مصر حاليا. استقبل أمس الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي الجنرال سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي والوفد المرافق حيث أجريت له مراسم الاستقبال التقي وزيرا الدفاع المصري والروسي حيث رحب الفريق أول السيي في بداية اللقاء بالضيف الروسي علي أرض مصر كاصدقاء اعزاء في الذكري السبعين للعلاقات بين البلدين كما تناول اللقاء سبل دعم وتبادل الخبرات وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف المجالات. وعقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت المستجدات والمتغيرات المتلاحقة علي الساحتين الاقليمية والمحلية في ظل الظروف الراهنة وبحث اوجه التعاون المشترك والعلاقات المتميزة التي تربط البلدين. أكد الفريق أول السيسي أن المباحثات تعد اشارة للتواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال مرحله جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر لكلا الجانبين تحقيقاً لاهدافنا في اقامة سلام شامل وعادل ومتوازن بما يخدم منطقة الشرق الأوسط التي تعد قلب العالم وصمام الأمان للأمن والسلم الدوليين. وأعرب شويجو عن تقديره واعتزازه للقوات المسلحة المصرية ودورها التاريخي والمتجرد في حماية الشعب المصري واشاد بالمستوي الاحترافي الذي وصلت إليه القوات المسلحة وأكد علي تدعيم وتعزيز أوجه التعاون بين القوات المسلحة المصرية والروسية. حضر اللقاء الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية وعدد من كبار قادة القوات المسلحة لكلا الجانبين. من ناحية أخري أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن مصر تتطلع لتعاون مثمر مع روسيا في مجالات متعددة. وقال فهمي خلال مؤتمر صحفي عقد بوزارة الخارجية مع نظيره الروسي سرجي لافروف إن العلاقات مستمرة وممتدة بين مصر وروسيا في مجالات عديدة لافتاً إلي أن شكل وطبيعة وتوقيت الزيارة لوزيري الخارجية والدفاع لها دلالات من الناحية المصرية ونتطلع لتعاون مثمر مع الصديق الروسي في مجالات متعددة لأهمية روسيا علي الساحة الدولية. وأضاف فهمي أن الاجتماع بينه وبين نظيره الروسي تناول العديد من القضايا الدولية والاقليمية وعددا من الموضوعات الثنائية والعلاقات بين البلدين. لافتاً إلي أنه تم تناول الوضع في سوريا وما يبذل من جهد لعقد اجتماع جنيف 2 سعياً للحل السياسي للوضع في سوريا. فضلاً عن تناول عمليات السلام في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية وعملية المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والجهد المبذول من الجانب الامريكي لتنظيم وترتيب المفاوضات فيما بينهما. وشدد فهمي علي أهمية الوصول إلي حل سلمي للأزمة الفلسطينية معرباً عن قلقه الشديد من أي ممارسات علي الأرض تعكر صفو المفاوضات وتجعل الوصول إلي حل سلمي صعب. وأوضح فهمي أنه تم تناول العديد من القضايا الاخري منها دول الجوار بالنسبة لمصر خاصة الوضع في ليبيا والسودان وافريقيا وما يهم البلدين بالاضافة إلي تناول قضايا تتعلق بالأمن الدولي والاقليمي مثل الدعوة إلي انشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وتحديداً الاقتراحات المصرية في هذا الصدد وقرارات مؤتمر معاهدة عدم الانتشار عام 2010. وبشأن التعاون بين مصر وروسيا قال نبيل فهمي إن هناك رصيداً قديماً من التعاون الثنائي في مجالات عدة وخاصة في المجال العسكري فضلا عن التعاون في المجال الاقتصادي والتنموي وتوسيع التجارة والاستثمار موضحاً أن هناك تعاوناً كبيراً فيما يرتبط بالعلاقات الانسانية بين الشعبين خاصة مع ارتفاع نسبة السياح الروس في مصر.. حيث إننا نرحب بالسياح الروس في اي وقت. وأضاف أن هناك اتفاقا بين الجانبين علي أهمية عقد اللجنة الوزارية المشتركة لإعطاء التعاون الثنائي المزيد من الزخم. وخاصة التعاون في المجال التنموي والسد العالي والطاقة والتجارة والاستثمار فضلاً عن المزيد من التعاون في العلاقات الإنسانية بين الشعبين خاصة بالنسبة لزيادة السياحة الروسية لمصر. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف أن مصر بالنسبة لنا ليست فقط دولة رائده ولكنها دولة صديقة نرتبط معها باواصر صداقة منذ سنوات عديدة وهو تعاون مستمر واستراتيجي وإنه في مصلحة موسكو أن تبقي مصر دولة مستقرة ذات اقتصاد متطور وذات اداء حكومي فعال. لافتا إلي أن التحضير لمشروع الدستور والاستفتاء ستسمح لمصر بالتقدم إلي الأهداف المنشودة. وأضاف لافروف أن المباحثات مع فهمي كانت استمراراً لزيارة فهمي إلي موسكو في سبتمبر الماضي. حيث تم تناول الوضع في مصر وأوضح أن روسيا لا تزال تنطلق من مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لجميع الدول. لافتا إلي أن موسكو تحترم السيادة المصرية وحق المصريين في تقرير مصيرهم. وقال لافروف إنه جري مناقشة العلاقات الثنائية والعمل المشترك من أجل تعميق الحوار بين البلدين بما في ذلك استئناف عمل اللجنة الحكومية الروسية المصرية المشتركة في التعاون الاقتصادي والتجاري حيث تم الاتفاق علي اجراء لقاء الخبراء لافتا إلي وجود مقترحات في مجال الاستثمار والطاقة والصناعات الثقيلة وكذلك في مجال انشاء قدرات في انتاج معدات البناء. وشدد لافروف علي أن روسيا مستعدة لمساعدة مصر في كل المجالات التي تريدها مصر في مجال التطور. لافتاً إلي أن روسيا علي استعداد ايضا لتقبل المقترحات من أجل جعل العلاقات والتبادل في العلوم والسياسة علي اساس مستمر. واضاف اننا اتفقنا علي مواصلة تطوير التعاون في مجال السياحة وهو مجال مهم لاستتباب الاستقرار مشيراً إلي أن رفع الطواريء سيسمح بزيادة التعاون في مجال السياحة وقد ناقشنا الحوار السياسي وآفاق التعاون في المجال العسكري والمجال العسكري الفني. وقال لافروف انه تم بحث عدد من الموضوعات الاقليمية نظراً لاهتمامنا بالوضع في شمال افريقيا والشرق الأوسط في سياق التغييرات الكبيرة التي تتم في المنطقة موضحاً أن هناك مواقف متطابقة حول أهمية عقد مؤتمر جنيف 2 في أسرع وقت ممكن بين جميع الاطراف. وقام لافروف بتحية مصر علي دورها النشط في الملف الفلسطيني والوصول لتسوية سلمية ولدينا مواقف مشتركة لافتا انه بالنسبة لسوريا فان إزالة الترسانة الكيماوية السورية يتم بنشاط ودون تعثر. وهناك تفاهم حول ما يجري في العالم وخاصة القضية الفلسطينية وعملية السلام والتسوية علي اساس قواعد القانون الدولي والمبادرة العربية وقرارات الاممالمتحدة وما تدعمه الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ونحن ندعم دور مصر البناء واستئناف المفاوضات وايجاد حل لتوفير الأمن في سيناء. وأكد لافروف أن روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي في اسرع وقت ممكن لبحث إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. ورداً علي سؤال تقييمه للتقارب المصري الروسي الراهن وهل هو توجه مؤقت بسبب اضطراب العلاقات مع اطراف اخري ام يتجه البلدين لعلاقات استراتيجية قال فهمي اننا نتطلع لعلاقات قوية ومتواصلة ومستقرة مع روسيا لتقديرنا لمواقف والدور الروسي بالنسبة للشرق الأوسط أو علي المستوي الدولي ننطلق في هذا الاتجاه لنعيد ليس فقط تنشيط العلاقة التي كانت قائمة طوال الاعوام الماضية انما بالفعل نسعي إلي تنشيطها ليس بديلاً لاحد فوزن روسيا أكبر من أن تكون بديلاً لأحد ونحن لا ننظر للأمور بهذا الشكل ونتطلع لتعاون يعطي المصلحة لمصر ونأمل ايضا أن يكون له المصلحة لروسيا وبالطبيعي سيكو له مردود ايجابي علي الأمن الاقليمي والأمن الدولي. من جانبه قال لافروف إن روسيا لديها صداقة مع الشعب مصر منذ عشرات السنين ولدينا تاريخ قوي مشترك بما في ذلكك الصراع السياسي المشرك من أجل العدالة لافتاً إلي أنه علي كل بلد تحديد دائرة شركائها. وقال لافروف إنه تم الاتفاق علي مواصلة تطوير الحوار في مجال السياحة حيث انه مهم جداً لمصر. لافتاً إلي أن رفع حالة الطواريء في مصر سيسمح بعودة التعاون في المجال السياحي. وأضاف أنه علي يقين أن دولا اخري تريد لمواطنيها أن تزور المنتجعات المصرية. وفيما يتعلق بالمشروعات الاقتصادية قال لافروف إنه يتم التحضير جلسة للجنة مشتركة وهناك عدد من المقترحات بما في ذلك تحديث المنشآت التي تم بناؤها في عهد الاتحاد السوفيتي وكذلك بناء منشآت جديدة. كما تم تناول مجال السياحة موضحاً أنه يوجد مائة رحلة جوية اسبوعيا بين مصر روسيا. ورداً علي سؤال حول ما يعكسه تطور علاقات مصر وروسيا من تنفيذ لما طرحه الوزير نبيل فهمي مسبقاً بشأن اعادة مركزة السياسة الخارجية المصرية وما اذا كان لمس تقارباً روسياً ازاء القضايا الاقليمية مثل القضية الفلسطينية والأزمة السورية قال وزير الخارجية نبيل فهمي أن سياسة مصر الخارجية في هذه المرحلة تتحرك في اطار تفكير استراتيجي واضح سبق الاعلان عنه وهو تنفيذ برنامج استراتيجي يقوم علي تنويع الخيارات المصرية باعتبارها مطلبا شعبياً بعد ثورتين وهذا هو مبعث تحركنا. وأوضح أنه وبخصوص الوضع في سوريا فهناك اتفاق علي الحل السلمي لهذه الأزمة وهناك اتفاق علي انه لا حل بدون المسار السياسي بغض النظر عن التفاصيل. وقال أن مصر اعلنت حتي قبل الاعلان هو مؤتمر جنيف 2 اننا ضد استخدام القوة في سوريا وضد عسكره القضية السورية.. وندعو الجميع للدخول في العملية السياسية. ومن جانبه عقب سيرجي لافروف في ذات الاطار مشيراً إلي أن هناك اتفاقاً في الموقف المصري الروسيي بالنسبة للتسوية في الملف السوري وعدم القبول بالحل العسكري وتفضيل الحل السياسي فقط كما أننا ندعو عقد مؤتمر جنيف 2 وليدنا قناعة عامة حول المشاركين في المؤتمر ومشاركة مصر كما أن لدينا تفهماً عاماً للعملية السياسية.. ولفت إلي أنه لابد من تفهم عام بخطر الإرهاب الذي يزداد كل يوم في سوريا وقد اتفقنا علي أهمية خلق بيئة ملائمة لعقد مؤتمر جنيف2. واضاف انه تم الاتفاق ايضا علي أهمية عقد مؤتمر لبحث حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وقد تمت مشاورات للخبراء بين الدول المودع لديها معاهدة حظر الانتشار وبمساعدة فنلندا الدولة المضيفة للمؤتمر ولابد من أن يتم تحديد موعد لعقد هذا المؤتمر والجانب المصري لديه مقترحات وسنقوم بدراستها. وأوضح انه بالنسبة لوضع اللاجئين السوريين فان روسيا قدمت العون لوكالة الاغاثة الدولية وبرنامج التغية العالمية "الفاو" لتقديمها لسوريا والدول المستضيفة للاجئين مثل الاردن ولبنان لتقيل معاناه الشعب السوري ولابد من إلا يتم خرق القانون الدولي ومحاولة الدفع بالتدخل العسكري عبر مجلس الأمن وروسيا تعارض ذلك لافتا أن هناك مشاورات مع الولاياتالمتحدة والاخضر الإبراهيمي للتحضير لجنيف 2 كما تمت لقاءات لممثلين من الجامعة العربية وتركيا وممثلين لوكالات الاغاثة في سوريا موضحاً أن رؤساء الوكالات تحدثوا عن أنهم ليس لديهم أي قلق.. واشاروا أن الحكومة السورية لا ترفض التعامل معهم وأن المشاكل الأكبر تأتي من المقاتلين وهو أمر معروف مؤكداً أنه لابد أن لا يكون هناك أي تسييس أو تدويل لهذا الأمر.