مع دخول خريف 1995 حللت علي الدوح صحفياً بعقد عمل في جريدة الراية القطرية في رحلة اكملت خلالها العام بشق الأنفس. فأنا بطبعي اكره الغربة وأعلم أن ثمنها لا يعادل كنوز الدنيا. وفي الأيام الأولي لوصولي توالت في أذني عشرات النصائح والوصايا من زملاء مهنة سبقوني إلي البلد الشقيق. وكانت أغرب وصية سمعتها "أحذر الحديث في السياسة" وروي لي صاحب النصيحة نكته تقول:" ذات مره أصدر أمير البلاد مكرمة أميرية بزيادة مرتبات العاملين بالدولة.. ولاقي القرار الأميري استحساناً من الجماهير.. يومها قال مواطن قطري يحاور صديقه علي مقهي: والله العظيم.. الأمير دا راجل زين فالقت السلطات القطرية عليه واقتادته لقسم الشرطة تستجوبه وكان السؤال الوحيد "قول لنا.. ومن قال علي سمو أمير البلاد المفدي حفظه الله أنه موزين" لن نطلق سراحك إلا اذا احضرت من قال ذلك!!. القصة تذكرتها وأنا أتابع سقطات قناة الجزيرة التي أقامت امارة ستظل ثقباً في ثوب الأمن القومي العربي والخليجي. ما بقي النظام الحاكم هناك مرتمياً في أحضان الكيان الصهيوني والولايات المتحدةالأمريكية.. وكان آخر تلك السقطات ما زعمته في صدر نشراتها علي مدي الأسبوع الماضي منسوباً لمنظمة عربية لحقوق الانسان في بريطانيا جاء فيه أن هيئة قناة السويس تعاقدت مع شركة اسرائيلية عالمية لتأمين الملاحة بالمجري العالمي. وهو الخبر الذي كذبته مصر وقواتها المسلحة وهيئة القناة. ومن قبل يكذبه العقل والمنطق ليس في مصر وحدها بل وفي العالم أجمع الذي يعرف جيداً العقيدة القتالية لاقدم دولة وجيش في التاريخ. الكذبة التي أذاعتها القناة القطرية تضاف إلي سلسلة الأكاذيب التي اعتادت الجزيرة علي ترويجها ضد مصر علي مدي عمر الفضائية والامارة القصير جداً بالقياس لعمر عزبة ياسين احدي توابع قريتي المعمورة في احضان نهر النيل. .. ويبدو أن الاماراة الصغيرة مصابة بعقدة كبيرة من حجمها ومساحتها وتاريخها المحدود.. فلم تجد وسيلة اخري للبحث عن دور سوي قذف الكبار بالطوب. والقيام بدور العميل في المنطقة العربية الكبيرة فكان تلاقي مصالحها مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدةالامريكية.. تستخدمة في ذلك ثروة الاخوه القطريين في "البعزقة" و"البغددة" علي كل مؤامرة ينفذها الغرب في المنطقة. ولما كانت مصر قد كشفت مؤامرة الغرب الأخيرة علي المنطقة وكانت الامارة الصغيرة إحدي ادوات تنفيذ تلك المؤامرة. فقد جن جنون الامارة والأمير وفقدوا صوابهم فاطلقت العنان لقناتها تشوه في مصر الكبيرة شعباً وجيشاً وحكومة.. لكن ما لا يدركة الصغار أن مصر الكبيرة ستظل أكبر وأقوي من أي مؤامرة. ولن يؤثر في سمعتها كذبة تروجها قناة معروف من يمولها ومن يكون وراءها.