نناشد وزير الإعلام اللواء أحمد أنيس أن يفتتح قناة تليفزيونية مصرية في دولة قطر الشقيقة لتتبنى قضايا شعبها وحقوقه في الحرية والعيش الآدمي. إن تلك القناة ستكون نقطة إشعاع تنشر ثقافة الحرية والحقوق الآدمية، وتحتضن المعارضة في هذا البلد العزيز، تماما كما فعلت إذاعة صوت العرب في ستينيات القرن الماضي، حيث أصبح لها تأثير يتخطي حدود مصر للعالم العربي، وساهمت بالفعل تلك الإذاعة العظيمة في تحرير بلدان عربية متعددة.
ونقترح علي السادة في وزارة الإعلام المصرية أن يستجيبوا لطلبات رجال أعمال مصريين، ويسمحوا لهم أن يبثوا عبر "النايل سات" محطة تليفزيونية مصرية، يجري تأسيسها وتبث من دولة قطر الشقيقة ، ذلك لأن قيادتها الحكيمة راعية للحرية، ما يؤكد أن القناة يجب أن تتخذ من الدوحة مقرًّا رئيسا لها.
وتهتم تلك القناة بالفاعليات المعارضة في قطر، وتظاهرات القطريين للمطالبة بتكوين أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ومجالس برلمانية، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، ولا مانع من أن توفد القناة مراسليها لتتبع أخبار وعمل حوارات مع والد أمير قطر اللاجئ السياسي منذ فترة خارج الإمارة، وأخذ رأيه فيما يجري ببلاده، وتصوراته للديمقرطية القطرية، إضافة لشخصيات قطرية معارضة أخرى.
وسوف يكون رائعا أن تبث للقطريين المحطة المصرية التي تتخذ من قطر العزيزة مقرًّا رئيساً لها، تبث لهم تظاهرات من قبل قطريين يسبون أمير قطر ويصفونه بالديوث، وبالخائن، وتنقل تلك التظاهرات التي يشارك فيها عشرات القطريين علي الهواء مباشرة لتدخل كل شارع وبيت وبلدة قطرية.
وتلك التظاهرات تصف أمير قطر بالخائن انطلاقا من زاوية أن في قطر مثلا قاعدة السيليه الأمريكية، والتي تم من خلالها غزو العراق، وهي قاعدة تشكل تهديدا لدول المنطقة الآن.
ستصور القناة المصرية تلك القاعدة ورجال المارينز الداخلين والخارجين منها، وتذيع أيضا جانبا من لقاءات أمير قطر ورئيس وزراءه مع رؤساء حكومات الكيان الصهيوني.
ومن "فيس بوك" يمكن أن تستضيف القناة المصرية المقترحة، والتي ستتخذ من قطر مقرًّا لها، شبابا قطريًّا أنشأ جروبات على "فيس بوك" لوضع نهاية للنظام الحاكم بقطر، وللمطالبة بالحريات والحقوق الآدمية، ولا مانع من أن تدعم دوائر مصرية ورجال أعمال تلك العناصر بالأموال لكي تواصل فاعلياتها ضد النظام القطري.
ولا مانع من أن يذهب السيد المشير محمد حسين طنطاوي إلى إمارة قطر العزيزة ويأخذ أميرها بالأحضان ويقول له إنها ضريبة الحرية ولا نستطيع مصادرة الرأي الآخر، وإن كان المشير لا يستطيع أن يمنح قطر مبالغ مالية كمساعدات، كما فعل أمير قطر معنا عند قيام الثورة المصرية؛ لأن المصريين في حاجة لتلك المساعدات.
تلك المساعدات التي قدمها سمو أمير قطر بيده اليمين، وفي يده الشمال طلب السماح لقناة "الجزيرة مباشر مصر" أن تنطلق من القاهرة، وبالطبع أخذ إخوننا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطلب سمو الأمير أو من ينوب عن سموه مأخذ الجد، ووافقوا عرفيا للقناة القطرية أن تبث إرسالها من القاهرة.
وكانت نتيجة ما تبثه القناة هو هذا السُباب الموجه للقادة المصريين بأقذر الألفاظ ، ووصل الأمر إلى أن نقلت القناة أمس هتافات من مطار القاهرة تتهم السيد المشير بالخيانة، وبأنه "ديوث" .. إي والله بالنص.
استمع الناس في وطننا لتلك التظاهرات والهتافات التي وصفوا فيها السيد المشير بتلك الأوصاف الساقطة، حيث كان هؤلاء الشباب قليلو الأدب يستقبلون زميلا لهم أضير في عينيه خلال التظاهرات.
والاختلاف مع السيد المشير والإخوة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وارد، ولكن عندما نختلف نذكر واقعة الاختلاف، ونطرح البديل إن أمكننا ذلك، بعيدا عن السباب وقلة الأدب، لا سيما إن كان من توجه إليهم تلك الاتهامات هم قادة جيشنا.
نعم الفقير لله يناشد وزير الإعلام أن يسمح للمصريين ببث تلك القناة المصرية على النيل سات من مقرها الرئيس في قطر، وأن يرسل مراسلين لقناة النيل للأخبار ينقلون تظاهرات القطريين، ومعارضتهم للنظام الحاكم في قطر، وساعتها سنرى ماذا سيكون رد سمو الأمير وولي عهده ورئيس وزراءه؟
ونناشد السادة الكرام المسئولين في مصر أن يضعوا حدا لتلك الفوضى الإعلامية ويطبقوا القانون، ويرسلوا رسالة للجميع مفادها، أن مصر الثورة تحترم حرية الرأي و التعبير، وحقوق المستثمرين، ولكن مقابل هذا الاحترام أن تحترم تلك العناصر أو الجهات القانون.
تلك الرسالة حتى الآن يوجد تردد في إرسالها من قبل الإخوة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ لذا لا أستغرب أن يُتهم رأسُ العسكرية المصرية بأنه "ديوث" وخائن، وذلك من خلال هتافات بثتها عشية أمس الأحد قناة الجزيرة مباشر من مطار القاهرة مباشرة على أبناء مصر والعالم والكل صامت. E-Mail: [email protected]