* في أثينا.. قطعت المحظية ليون الاثينية لسانها لتمنع نفسها عن إفشاء أسرار المؤامرة التي جرت بين هيرموديس وارستوجيوتس.. وقد أقاموا لهذه المحظية تمثالاً علي شكل لبوءة إكراماً لتضحيتها! وتعتبر ليون المرأة الأشهر التي عرفت نفسها وأنها لن تستطيع أن تمسك لسانها عن إفشاء أي سر فقطعته! وعلي مقبرة في فناء احدي الكنائس البريطانية.. نقشت هذه العبارة علي ضريح زوجة توفيت في 21 مايو هنا ترقد بسلام ارابيلا بونج التي بدأت تمسك لسانها عن إفشاء الأسرار في 21 مايو! وقد حذرتنا الأمثال الشعبية من لسان الزوجات في إفشاء أسرار الأزواج بل وفضحت الزوجة بكل لغات العالم.. فهذا مثل مصري يقول.. من أعطي سره لمراته.. يا طول عذابه وشتاته وآخر انجليزي يؤكد.. الرجل الذي يقول لزوجته كل شئ.. لا يزال حديث الزواج بها! وفي اليونان يرددون هذا المثل.. لا تثق في لسان المرأة حتي وإن ماتت.. وفي صربيا يقولون.. السر الوحيد الذي تحتفظ به المرأة.. هو ما لا تعلمه!! ومن الأمثال التشيكية إذا أردت أن تخفي مالك.. فلا تخفه تحت لسان امرأة.. ومن الأمثال الاستونية إذا أردت أن يذاع أمر.. فافشه إلي زوجتك.. ويقول المثل الشرقي.. ما أشق علي المرأة أن تكتم سرا! وعند العرب القدماء قصة طريفة نقدمها لكل زوج يفكر في أن يضع سره تحت لسان زوجته! كان رجل يحرث في حقله فوجد جرة ملأي ذهباً.. ولما ذهب إلي منزله ليخبر امرأته.. تذكر أن النساء لا يحفظن أي سر مهما كانت خطورته وإذا أخبرها قد تفشي هذا السر فيأخذ الملك منه جرة الذهب.. فصمم أن يختبر زوجته قبل أن يعلمها بذلك.. فبات تلك الليلة وأخفي بيضة بالقرب من سريره.. وعند الصباح أيقظ زوجته وقال لها إني عازم علي أن أخبرك بسر كبير واشترط عليك ألا تخبري به أحداً.. فهل تقدرين علي كتمان هذا السر. فقالت له.. كيف لا أقدر.. فقال لها يصادفني في كل ليلة أمر غريب واجد نفسي عند الصباح وقد بضت بيضة.. وها هي.. ولقد كنت أخفي عنك ذلك خوفاً من أن تخبري أحداً بذلك.. ولما عرفت أنك مؤتمنة علي أسراري أخبرتك بما كان.. فإياك أن تخبري أحداً.. فقالت له كن مطمئن البال! وخرج زوجها من البيت ولما ابتعد بضع خطوات من البيت.. شعرت زوجته بثقل الخبر وصعدت علي السطح فرأت جارتها وقالت لها هل تعديني يا اختي بأن تكتمي السر.. فوعدتها فقالت لها إن زوجي يبيض في كل ليلة بيضتين وقد رأيت ذلك بعيني فتعجبت كل العجب وقد أوصاني زوجي أن أكتم هذا السر فأرجوك ألا تخبري أحداً! فقالت لها جارتها.. لا تخافي.. لأني سأحفظ السر كما حفظته أنت!! ونزلت الجارة من السطح وذهبت لجارتها الأخري وقالت لها.. وهل تدرين يا اختاه.. أن زوج جارتنا يبيض كل يوم عشر بيضات ولقد أخبرتني زوجته في هذا الصباح وأكدت عليّ ألا أخبر أحداً وأني أردت أن أخبرك عن هذا بشرط أن تكتمي هذا السر.. فقالت لها الجارة الأخري.. لك علي ذلك.. وما لبثت أن خرجت من عندها فلبست ثيابها وذهبت عند جارتها الثانية وأخبرتها.. ولكنها قالت.. إنه يبيض عشرين بيضة.. وهكذا صار ينتقل الخبر من امرأة إلي أخري ولكن بازدياد عدد البيض. ولم تغرب الشمس حتي بلغ عدد البيض مائة.. وعرف الحاكم بذلك فأرسل إلي الرجل ولما حضر إليه قال له اخبرني يا رجل كيف تبيض كل يوم مائة بيضة فقال له مولاي.. هل تصدق أن أحداً من بني أدم يبيض مثل الدجاج.. ولكن المسألة فيها سر عظيم إن أعطيتني الأمان أخبرتك عنه.. فقال له الحاكم.. عليك الأمان.. تكلم. فأخبره عن جرة الذهب التي وجدها في حقله.. وكيف أنه أراد أن يمتحن زوجته إذا كانت تحفظ السر خوفاً من ضياعها من يده فأخبرها أنه يبيض كل يوم بيضة واوصاها ألا تعلم أحداً بذلك وكيف أنها ما غابت الشمس حتي عرفت البلد كلها.. وصارت البيضة مائة.. فضحك الحاكم لما سمع كلامه.. وترك له الجرة بما فيها.. وأوصاه بألا يعطي سراً لامرأة طوال حياته!!