أعربت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عن الأسف أمس لقرار إسرائيل بتسريع الاستيطان في القدسالشرقية والأراضي الفلسطينية. أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن "لم تغض يوماً الطرف" عن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي ولا عن البناء في القدسالشرقية. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي قولها "نحن لا نعتبر النشاط الاستيطاني المتواصل والبناء في القدسالشرقية من الإجراءات التي يمكن أن توفر بيئة ايجابية للمفاوضات". مرددة الموقف المبدئي الأمريكي المعارض للاستيطان في الأراضي الفلسطينية كلما أعلنت إسرائيل عن مشروع استيطاني جديد. وأضافت المتحدثة الأمريكية "لم نغض يوماً الطرف خلال المفاوضات للتوصل إلي حل الدولتين. عن النشاط الاستيطاني ولا عن البناء في القدسالشرقية". وقالت "ساكي" إن الإسرائيليين والفلسطينيين "لا يزالون علي طاولة المفاوضات وهم ملتزمون بروزنامة التسعة أشهر" التي وضعها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في نهاية يوليو الماضي للتوصل إلي اتفاق. وفي بروكسل قالت المنسقة العليا للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان أن "علي إسرائيل انهاء جميع نشاطاتها الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي وتفكيك البؤر الاستيطانية التي أقيمت منذ مارس 2001". وأكدت "ضرورة تجنب أي عمل أو إعاقة من شأنها أن تقوض المفاوضات الجارية مشيرة إلي الحاجة الملحة لقيادة جريئة وحاسمة للمفاوضات لتحقيق النجاح. وكان الإعلام الإسرائيلي أعلن أمس اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الداخلية جدعون ساعر حول خطط لبناء 1500 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدسالمحتلة ومشاريع استيطانية جديدة علي الأراضي الفلسطينية. من جهة أخري. أكد ياسر عبد ربه. أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. عدم وجود أي تقدم ملموس في المفاوضات الجارية مع إسرائيل وقال إن الأخيرة تسعي إلي كسب الوقت والمماطلة لتوسيع الاستيطان وفرض وقائع جديدة علي الأرض تنسف هذه المفاوضات. وتدمر أي امكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة. وقال عبد ربه في تصريحات بثتها وسائل إعلام فلسطينية إن الموقف الإسرائيلي التفاوضي الحالي هو أسوأ موقف إسرائيلي منذ أكثر من 20 عاماً. فهم يريدون الأمن. حسب مفهومهم. أولاً. وأن يكون ترسيم حدود دولة فلسطين خاضعاً للاحتياجات والضرورات الأمنية الإسرائيلية التي لا تنتهي. ومن شأنها تقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وأضاف أن المسئولين الإسرائيليين. وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا الفلسطينيين إلي التخلي عن القدس والاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. مما يؤكد أن هذه الحكومة ليس علي أجندتها سوي المزيد من التطرف والاستيطان وقضم الأرض وتصعيد سياسة الهدم والاقتلاع. وأشار إلي أن ما تتعرض له مدينة القدس من "خطوات ومشاريع إسرائيلية مخططة مدروسة لفرض واقع جديد في المدينة. وحتي في منطقة المسجد الأقصي. الذي يتعرض لاقتحامات متكررة للمستوطنين بشكل يومي. في محاولة لتقسيم جغرافياً وزمانياً. إضافة إلي الحفريات الإسرائيلية المتواصلة بذريعة البحث عن "الهيكل" المزعوم لتحكم سلطات الاحتلال قبضتها وسيطرتها عليه". من جانبها دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي انهاء ثقافة الافلات من العقاب والاستثنائية والحصانة التي تمنحها لإسرائيل. مؤكدة أن تلك السياسات الخطيرة عرضة لتدمير فرص السلام وإثارة العنف والتطرف في المنطقة بأكملها. وقالت عشراوي. في تصريح لها تعقيباً علي التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي الأخير. إن إسرائيل تخرق بشكل متعمد وفاضح قواعد القانون الدولي ومتطلبات السلام في تصعيدها الأخير المتمثل في توسيع الاستيطان. وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يكشف نواياه الحقيقية المتمثلة في خلق إسرائيل الكبري بدلاً من الالتزام بحل الدولتين. وفي موسكو دعت وزارة الخارجية الروسية الفلسطينيين والإسرائيليين إلي تجنب الخطوات الاستفزازية التي من شأنها إفشال عملية المفاوضات. مؤكدة علي ضرورة تنفيذ الاتفاقات الموجودة بالكامل. وأعربت الخارجية الروسية في بيان عن قلقها بشأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو وغيرها من الدول تعتبر بناء المستوطنات اجراء غير شرعي وغير مقبول ولا تعترف به. وكانت قوات الاحتلال قد شنت فجر أمس حملة اعتقالات في بلدة العيسوية شرقي القدس طالت 7 مقدسيين. وأفاد شهود عيان لوكالة أنباء "معاً" الفلسطينية. أن قوات الاحتلال برفقة عناصر من المخابرات اقتحمت البلدة فجراً وشرعت بمداهمة عدة منازل لتنفيذ اعتقالات لعدد من أبناء البلدة. كما وزعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منشورات تهديدية علي المواطنين الذين مروا علي حاجز نصبته علي مدخل بلدة إذنا غرب الخليل بالضفة الغربية. وأفادت مصادر أمنية ومحلية. بأن قوات الاحتلال وزعت منشورات هددت فيها المواطنين من دخول أراضيهم الواقعة بالقرب من جدار الفصل العنصري. وحذرتهم من اجراءات عقابية ستطال كافة سكان البلدة إذا اقترب أحد من "المنطقة الأمنية" وهي أراضي المواطنين المحيطة بالجدار حسب ما تسميها سلطات الاحتلال. وأوضحت المصادر. أن قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية علي مدخل بلدة "بني نعيم" شرق الخليل و"مخيم الفوار" جنوباً. وعلي جسر حلحول شمالاً. عملت خلالها علي تفتيش المركبات والتدقيق في هويات المواطنين.