المقاهي المخالفة تحولت لصداع في معظم شوارع مصر في الأحياء الشعبية والراقية علي حد السواء وخاصة بعد ثورة يناير بسبب الانفلات الامني وغياب الاحياء واستغاثات السكان بالمسئولين لا تتوقف رغم الاعلان عن حملة لاغلاقها إلا أن ذلك لم يتحقق أبداً. يقول محمد السيد موظف: انتشرت المقاهي المخالفة بشارع السوق بالحي العاشر بحي مدينة نصر وخاصة بعد الثورة حيث قام الكثيرون بتحويل شققهم السكنية الموجودة بالدور الارضي إلي مقاه تعمل علي مدار 24 ساعة مما جعلني لا استطيع النوم ليلاً أو نهاراً. وتئن شكرية محمد ربة منزل فتقول: أنا سيدة مسنة تجاوزت السبعين من عمري كنت أعيش في هدوء طوال حياتي بمساكن عين الصيرة بحي مصر القديمة وبين عشية وضحاها قام احد سكان الشارع بافتتاح مقهي أمام مسكني ولانني من سكان الدور الارضي أصوات الزبائن تعيش معي في المنزل ولا استطيع التركيز في الصلاة وقراءة القرآن حتي الفجر. وتناشد شرين عبدالحميد طالبة بجامعة القاهرة المسئولين بغلق مقهي مخالف موجود أمام المدينة الجامعية بالجيزة حيث يتجمع عليها البلطجية ومدمنو المواد المخدرة الذين يقومون بالتعدي علي المارة من الموظفات والطالبات بالمدينة والتحرش بهن في وضح النهار تحت تهديد السلاح وعلي الرغم من حدوث اكثر من واقعة كادت تودي بحياتنا مازال المقهي مفتوحاً!! ويري ناصر محمد موظف بالأوبرا أن انتشار المقاهي المخالفة هو السبب الرئيسي لادمان العشرات من طلاب المرحلة الاعدادية والثانوية لتدخين السجائر والشيشة وتعاطي المخدرات لذلك لابد من تشديد الرقابة الأمنية عليها والتنبيه علي اصحابها بمنع استضافة الاطفال أقل من 20 سنة. ويشكو وجيه جورج عامل من كثرة عدد المقاهي بمختلف الشوارع بحي المرج حيث إن اصحابها يقومون بوضع شاشات لعرض المباريات لمضاعفة الزبائن الذين يغلقون الشارع مما يتسبب في اعاقة حركة المارة والسيارات بالاضافة للاصوات المزعجة حتي صباح اليوم التالي. وفي لهجة غاضبة تقول بثينة حسين ربة منزل: زوجي أدمن لعب القمار بسبب تواجده بصفة دائمة مع أصدقاء السوء الذين يشاركونه اللعب لساعات طويلة بالمقهي وكل ما يكتسبه من عمله يضيع في اللعب ويرفض النفقة علينا مما اضطرني للعمل في البيوت حتي أفي بمستلزمات ابنائي الثلاثة. ويشير مصطفي ابراهيم عياد موظف امن إلي ان المقاهي المخالفة انتشرت في جميع الاحياء الشعبية والراقية وان السبب في ذلك يرجع للانفلات الامني وعدم قيام رؤساء الاحياء بشن حملات لردع المخالفين كما كان يحدث قبل ثورة يناير من قطع للمياه ورفع عداد الكهرباء ومصادرة المقاعد والترابيزات. ويصرخ حسين اسماعيل من قيام احد سكان الشارع بعمل نصبة لتقديم الشاي والمشروبات وفاترينة لتقديم المأكولات أمام منزله بشارع عدوي سليم بمنطقة العمرانية مما أعاق حركة دخول وخروج سكان العقار. جرجس حنا يشير إلي انتشار المقاهي بمنطقة وسط القاهرة حيث يوجد أكثر من مقهي بشارع رمسيس وشارع عماد الدين يقوم اصحابها بالاستيلاء علي الرصيف ووضع الترابيزات والكراسي فوقه ولا يوجد مكان للمارة مما يضطرني للنزول والسير في نهر الطريق وسط السيارات. وتصرح وردة ابراهيم مدرسة بمدرسة خاصة: أنا مصابة بمرض حساسية الصدر والتهابات في الجيوب الانفية ورائحة دخان الشيشة والسجائر تصيبني باختناق وضيق في التنفس حيث يوجد مقهي امام منزلي بشارع العريش بمنطقة فيصل مما اجبرني علي ترك مسكني والبحث عن شقة في مساكن الشباب بالقاهرة الجديدة. وتشكو سعاد عبدالحميد من وجود مقهي امام منزلها بميدان السيدة عائشة مما اجبرها علي تقفيل البالكونة بأكملها بالحديد لأنها من سكان الدور الاول وتسكن بمفردها مع بناتها بالاضافة لتعرض شقتها للسرقة عدة مرات بعد مراقبتها من البلطجية الذين يتواجدون بصفة مستمرة بالمقهي. وتستنكر شاهيناز رفاعي طبيبة الحالة التي وصلت إليها منطقة عمارات العبور بحي مصر الجديدة حيث انتشرت العديد من المقاهي بين ممرات العقارات بعد الثورة مما ادي لتراكم القمامة والمخلفات امام العقارات واعاقة حركة المرور نظرا لضيق الممرات والازعاج المستمر والالفاظ النابية التي تصدر من رواد المقهي مما جعلنا نعيش في جحيم.