لم أكن أتخيل ومعي الكثيرون أن يمتد العنف الإخواني الذي أعقب ثورة 30 يونيه إلي الجامعات المصرية وأن يتم استخدام الأسلحة والخرطوش والسنج والمطاوي في محراب العلم.. والأكثر من ذلك أن يتم اقتحام المباني الإدارية وإثارة الشغب والفوضي ومحاولة تعطيل الدراسة وإخراج الطلبة من محاضراتهم في أكثر من جامعة علي مدار الأسبوع المنقضي. تحولت ساحات العلم علي أيدي طلاب الإخوان وشباب الألتراس إلي ساحات للعراك وفرض المعتقدات والتوجهات السياسية بالقوة.. استبدل الشباب والذين نفترض فيهم أنهم مستقبل الوطن والأمة أقلامهم ومذكراتهم بالعصي والشوم ومزقوا كتب الدراسة وحملوا شعارات سياسية ولافتات عنصرية ستؤدي إلي ضياع روح المحبة والمودة داخل أسوار الجامعة.. وتساعد علي نشر الكراهية والعداء بين زهرة شباب هذا الوطن والذين تناسوا أن للحرم الجامعي حرمة.. فهو لتلقي الدروس وتعلم ما يفيد.. وليس للاقتتال أو نشر أفكار سياسية أو فرضها بالقوة أو الضغط بها من أجل مصالح جماعة أو فئة بعينها.. بل امتد بهم الأمر لمحاولة إعادة اعتصامي رابعة من قبل طلاب جامعة الأزهر.. والنهضة من قبل طلاب جامعة القاهرة.. لكن قوات الأمن كانت لهم بالمرصاد فمنعت ذلك. تناسي طلاب الإخوان أو المؤيدون لفكرهم أن الجامعات ومعاهد العلم ليست ملكاً لأحد فهناك زملاء لهم يأتون لتلقي العلم والمعرفة - وهم الغالبية بالطبع - فما ذنبهم عندما يفاجأون بهؤلاء الطلبة يقتحمون عليهم قاعات دروسهم مستخدمين مكبرات للصوت ويقرعون الطبول من أجل التشويش عليهم ومحاولة تعطيل الدراسة بإطلاق الأعيرة والألعاب النارية وصفارات الألتراس. الجامعات ستتحول إلي فوضي وساحات للاقتتال والحرب إذا لم تتخذ الدولة ما يحول دون ذلك وهي تمتلك من القوانين ما يحقق الانضباط.. فهناك قانون العقوبات الذي يتيح لرئيس الجامعة باستدعاء الشرطة إذا ما استدعت الظروف لذلك.. فالخوف كل الخوف أن يتحول الصراع الحزبي أو السياسي في الجامعات إلي معارك بين المؤيدين والمعارضين.. بين الطلبة الذين يحرصون علي العلم ويقدسونه ويحترمون معاهده وقاعات دروسهم وبين زملاء لهم أو ربما من خارج الجامعات يريدون إشاعة الفوضي ويعطلون الدراسة لأسباب سياسية.. بصراحة ما يحدث هو انقلاب أمني وأخلاقي وسياسي يجب عدم السكوت عليه. يحدث هذا العبث وهذا الانفلات والدولة في حالة طواريء وهناك حظر تجوال.. فما بالنا بعد انتهاء حالة الطواريء.. بالتأكيد سيزداد العنف وسيؤدي إلي اقتتال داخل الحرم الجامعي.. من هنا يجب علي الدولة أن تعي الهدف من وراء محاولاتهم والتي تهدف إلي كسر هيبة الدولة وتشتيت جهود قوات الأمن في أكثر من اتجاه وفي أكثر من مكان.. خاصة أن محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي علي الأبواب.. يريدون أن يغرقوا البلاد في ساحات العنف والفوضي والإرهاب حتي لا تتم محاكمة رئيسهم المعزول في قضايا ربما ستكشف المستور وستظهر مع من كانوا يتحالفون ضد مصالح هذا الوطن.. يجب عودة الانضباط إلي الجامعة بالقانون من أجل مصلحة غالبية الطلاب الذين لا ذنب لهم.