5.3 مليون عاطل في مصر وفقا لآخر احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء تضاعف هذا الرقم بعد ثورات الربيع العربي وبعد عودة مئات الآلاف من العمالة المصرية من ليبيا وسوريا وتونس واغلاق آلاف المصانع وتتركز البطالة بشكل كبير بين خريجي الجامعات والمعاهد العليا الأمر الذي دفع الكثير منهم للتفكير في الهجرة غير الشرعية رغم مخاطرها. يقول محمد حسين ليسانس آداب حصلت علي المؤهل منذ 4 سنوات وطرقت جميع الأبواب من أجل الحصول علي فرصة عمل مناسبة دون جدوي رغم انني أتقن التحدث بثلاث لغات اجنبية وحاولت العمل في فنادق شرم الشيخ ولكن تم تسريح المئات من العمالة بعد تدهور حالة السياحة بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد. ويضيف عرفة ابوالحسن دبلوم صناعي: لم استطع الحصول علي فرصة عمل سواء بالقطاع الحكومي أو القطاع الخاص وعشت خيبة الأمل واليأس عدة سنوات حتي اقنعني صديقي بالالتحاق باحدي الدورات التدريبية لصيانة الأجهزة الالكترونية ومنذ ذلك الحين اقوم بصيانة الهواتف المحمولة والحاسبات الآلية والحمد لله تدر دخلا يكفي متطلبات أسرتي. بينما يؤكد عمر مصطفي مؤهل عال انه منذ اعلان الحكومة عن توفير 800 ألف فرصة عمل وأنا كعب داير علي الوزارات والهيئات التي تعلن عن حاجتها لعاملين ولكن الوظائف يحصل عليها أصحاب الوساطة فقط بينما نحن لا نستطيع توفير أبسط احتياجاتنا الشخصية ومازلت اعتمد علي اسرتي في قضاء متطلباتي. محمد عبدالعال فني ميكانيكا في هيئة السكة الحديد يقول: الحصول علي فرصة عمل في الحكومة يكون بشق الانفس فقد دفعت مبلغ اربعة آلاف جنيه رشوة عام 2006 حتي استطيع الحصول علي الوظيفة وعشت وزوجتي وابنائي في ضنك بسبب تعطل السكة الحديد حيث يتم صرف راتبي علي مدار الأشهر الماضي بدون الحوافز مبلغ 650 جنيها وخصم هذا المبلغ في ظل ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة جعل الحياة مستحيلة. يقول احمد سعد فني معمل باحد مستشفيات وزارة الصحة اعمل صباحا بالمستشفي ونظرا لتدني راتبي الذي لا يكفي احتياجات اسرتي اضطر للعمل في فترة مسائية بمحل كشري بوسط البلد فالمعيشة صعبة والشباب اصبح لا يتحمل المعاناة ويبحث عن الثراء السريع بدون كعد وتعب فالعمل الخاص متوفر ولكن معظم الشباب لا يقوي علي المداومة والاستمرار فيه. ملتقيات التوظيف تشكو هند محمد بكالوريوس تجارة من عدم ايجاد فرصة للعمل عن طريق ملتقيات التوظيف التي يتم اقامتها بالجامعات الحكومية تحت شعار توفير فرص عمل لشباب الخريجين حيث ان الشركات الخاصة التي تطلب عمالة بمواصفات خاصة غير متوافرة وخريجي الجامعات الحكومية منها اتقان اللغات الأجنبية والتعامل مع الحاسب الآلي. وتضيف رانيا النجار بكالوريوس حاسب آلي لابد ان تتبني الدولة دورات تدريبية لرفع قدرات الخريجين عن طريق اخضاعهم لبرامج تدريبية تؤهلهم لمواكبة متطلبات سوق العمل حتي لا يشكو رجال الأعمال من عدم توافر العمالة المدربة علي الرغم من وجود ملايين العاطلين. ويشكو اشرف نصر الدين بكالوريوس تجارة من سوهاج من كثرة عدد الشباب العاطلين قائلا الحكومة نسيت الصعيد فالشباب يعاني الفقر والجهل حيث ان معظم الشباب أميين ويلجأون للهجرة إلي القاهرة والاسكندرية للعمل باعة جائلين وعمال مباني حتي يستطيعوا الوفاء بمتطلبات اسرهم. هجرة غير شرعية ويضيف حازم أحمد مؤهل متوسط نعيش في ظروف معيشية صعبة حطمت أحلام وطموحات جميع الخريجين مما جعل اصدقائي يهربون للسفر لدولة ليبيا بطرق غير شرعية وذلك بالاتفاق مع مجموعة من البائل العربية لتسفيرهم بمقابل مادي بسيط لا يتجاوز ثلاثة آلاف جنيه ولكن منذ وصولهم الأراضي الليبية وهم يعيشون في حالة من الفزع خوفا من القاء القبض عليهم وتعرضهم للمساءلة القانونية وترحيلهم. يلتقط طرف الحديث ياسر جمال بكالوريوس تجارة قائلا: العمل الحكومي يحتاج لوساطة والطاع الخاص يستنزف قدرات الشباب برواتب متدنية لا تتناسب مع طبيعة العمل والجهد المبذول مما اصابنا بالاحباط وجعل اصدقائي يلجأون للسفر أملا في تحسين أوضاعهم ولأنهم لا يملكون تكاليف السفر الباهظة اتفقوا مع أحد السماسرة بمدينة السويس لتهريبهم لدولة ايطاليا بمقابل 15 ألف جنيه ولكن ثلاثة منهم ماتوا قبل وصولهم لغرق المركب. ويطالب أحمد عبدالتواب دبلوم صناعي وزير القوي العاملة بتوفير فرص عمل للشباب بدولة ليبيا في عمليات اعادة الاعمار خاصة بعد تزايد عدد العاطلين نتيجة لفرار الآلاف من الشباب بعد قيام الثورات بالدول العربية ليبيا وتونس وسوريا عندما تتولي الدولة تسفيرهم تكون بابرام عقود تحمي حقوق العمالة مما سيفتح أبوابا للرزق وأمل لمئات الشباب العاطل. بطالة السوريين مهدي المنذر أحد اللاجئين السوريين يقول الشباب السوري في مصر يعانون من عدم وجود فرص عمل منذ وصوله القاهرة ويضيف علي الرغم من انني اقيم بشكل شرعي وتم تسجيلي لدي السلطات المسئولة بوزارة الخارجية ولكن يرفض الكثيرون من اصحاب الأعمال تشغيلي مما جعلني اعيش علي المساعدات التي تصرفها لنا احدي الجمعيات الاهلية ولكن هذه المبالغ لا تكفي اسرتي لذا أنا في أشد الحاجة للعمل. وتضيف عائشة ابراهيم: قبل قيام الثورة السورية كنا نعيش حياة كريمة ولكن منذ هروبنا من الحرب المشتعلة وتركنا الكثير من متعلقاتنا اصبحنا نتسول طعامنا حتي نستطيع العيش حيث نجد صعوبة بالغة في الحصول علي العمل نظرا لاختلاف اللهجة وخاصة بعد مساندة بعض السوريين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء اعتصام رابعة العدوية فالاخوان استغلوا حاجتهم للمال والطعام وطالبوهم بالاعتصام معهم.