جامع الجلود مهنة موسمية سنوية يعمل بها عدد من الشباب العاطل من العام للعام من العيد للعيد لعدة ساعات قليلة طوال العام والمكسب كبير والمجهود بسيط وتشهد هذه الأيام قلة في المعروض وصعوبة الحصول عليه لأن الأسعار أصبحت نار ولا عزاء للمواطن الكادح. "الجمهورية" تنقل الصورة عن قرب من خلال لقاء العاملين بالمهنة.. يقول صبحي رضا "جامع جلود" بمنطقة الجمرك: أعمل بهذه المهنة الموسمية منذ "25" عاماً وتنتعش بعد نحر الأضحية وكان الناس في هذا الوقت تعطوننا هذه الجلود دون مقابل المهم أنهم يتخلصون منها ولكن هذا العام أصبح كل شيء في الأضحية أو الذبيحة غالي الثمن حتي الجلود. يقول عبدالنبي متولي إن المهنة دخل فيها شباب جامعيون يعملون خلال أيام عيد الأضحي ويجوبون الشوارع بالدراجات أو العربات الكارو ويدفعون ثمن الجلود مخفضا وايضا يتم الاتفاق مع الجزارين علي توريد جلود الأضاحي التي لديهم ومنهم من يتبع الجزار عند ذبح الأضحية وإرسال هذه الجلود للمدابغ. يقول حسن موسي الذي يعمل بالمهنة منذ زمن: أعرف الناس الذين يقومون بشراء الأضاحي كل عام بالاسم ومنهم من يعطيني الجلود كزكاة دون مقابل وبعض الناس كنت أذهب لهم كل عام لشرائهم أضاحي أصبحوا الآن يشترون لحوم مقطعة أو مجمدة ولا توجد جلود لديهم. يضيف جمال بخيت حاصل علي مؤهل جامعي ويجمع الجلود مع عمه الذي يعمل في المهنة منذ سنوات أن جلد الضأن هو الأعلي سعراً وتبدأ هذا العام ب 85 جنيها يتم دفعها للجزار مباشرة. أشار عامر لبيب إلي أن الجلود التي أجمعها نضعها في الملح قبل بيعها للتاجر الرئيسي ومنذ العام الماضي كنت أبيعها للتاجر بسعر 70 جنيها أما هذا العام فسوف أبيعها بسعر 100 جنيه للقطعة والمدابغ تستخدم هذه الجلود في صناعات جلدية عديدة. يقول عبدالباسط رزق جامع جلود: منذ سنوات كنا ننتظر قدوم عيد الأضحي لأن هذه المهنة مكاسبها كانت تصل الآلاف من الجنيهات وكل أفراد أسرتي كانت تعمل معي لأنها سهلة وبسيطة ولمدة محددة واليوم دخل وسطها طلاب الجامعة ومن لا مهنة له مما سبب قلة المعروض وارتفاع سعره ولم يعد يدر ربحا كالسابق كما أن بعض الناس تلجأ إلي الجمعيات الخيرية للتبرع بالجلود وتقوم الجمعيات ببيعها لتمويل انشطتها. يقول محمد أبوكمال صاحب مدبغة: نقوم بتحويل جلد الحيوان الحي إلي منتج ونصنع منه الأحذية والقبعات وقفازات وحقائب اليد وغيرها وتتعدد أنواع الجلد وهي في كل الأحوال تنعش الصناعة وأفضل من الجلد الصناعي الصيني الذي يغرق البلاد لأنه غير جيد ويدخل في صناعته كرتون ومواد أخري سامة وغير صحية.