احتفلت مؤسسة دار التحرير أمس بالذكري الأربعين لانتصار اكتوبر 1973 تحت عنوان "الجيش المصري بطولات وانتصارات" بحضور د.مصطفي هديب رئيس مجلس الإدارة والكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم رئيس تحرير الجمهورية ومحمد أنورالسادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنورالسادات بطل الحرب والسلام والمستشارة تهاني الجبالي وعدد من القيادات العسكرية السابقة والتي شاركت في حرب اكتوبر الي جانب ممثلي عن الأزهر والكنيسة وعدد من العلماء في مختلف المجالات وشباب الثورة. في البداية قال د.مصطفي هديب رئيس مجلس إدارة دار التحرير ان "الجمهورية" انشأها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان أول رئيس تحرير ومجلس إدارة لها الرئيس الراحل أنورالسادات فقد كانت جريدة ثورة يوليو 1952 وطوال تاريخها كانت ومازالت صحيفة الشعب والقوات المسلحة مؤكدا أن الشعب المصري سطر في أكتوبر 73 تاريخا عظيما ووقت الحرب كنت في لندن وشاهدت فخر واعتزاز المصريين والعرب بعدما كانوا يخفون انتماءهم الحقيقي فقد استطاعت حرب اكتوبر رد اعتبار وكرامة شعرنا بها اكثر من أي جيل آخر لم يشاهد نكسة .67 العرب ومصر واضاف هديب: ان العرب دائما كانوا يساندون مصر ولاننسي تأييد الملك فيصل ملك السعودية الراحل وتأييد الجزائر وليبيا واليمن والسودان والكويت لمصر في حرب اكتوبر واستخدام سلاح البترول والمشاركة ايضا بقوات ولو رمزية في الحرب. ولقد كنت من اوائل الذين حذروا من مؤامرات تقسيم الدول العربية ولم يكن تأييد السعودية والإمارات والكويت والأردن لثورة 30 يونيو الا لادراكهم ان سقوط مصر يعني سقوط الأمة العربية لافتا الي أن تاريخ العسكرية المصرية طويل ومشرف ولقد استطاع السادات أن يحقق النصر ويستعيد كامل التراب الوطني ولقد صفع اسرائيل وأمريكا مرتين سواء في انتصار اكتوبر أو اتفاقيات السلام لافتا الي أنه خلال الزيارة الأخيرة للسادات الي أمريكا رفض الرئيس ريجان مقابلته وعندما التقي كارتر كانت لديه تعليمات من المخابرات الامريكية بعدم الحديث مع السادات في موضوعات ذات أهمية مشيرا الي أنه كشاهد عيان علي ذلك اخبره صديق أمريكي يعمل في المخابرات أن أمريكا وقتها كانت مقررة أن ملف السادات تم اغلاقه لافتا الي أن السادات لم يدخل حظيرة امريكا كما يدعي البعض لكن لديه هدفا واضحا ومحددا تحقيق اهداف الشعب المصري. واستعادة كامل التراب الوطني. صدق وشفافية من جانبه قال اللواء حمدي بخيت لقد تعلمنا الصدق من الحرب فقد اعترفنا بهزيمة 67 وحاكمنا القائد العام للقوات المسلحة مما يعكس صدق وقوة المؤسسة العسكرية ولقد ادركنا اننا نحتاج الي تطوير معداتنا والاستعداد للمعركة بشكل افضل ولقد استطعنا تحويل منظومات التسليح التقليدية والدفاعية الي هجومية ولقد استطاع الجيش المصري اعتمادا علي ما يمتلكه من ابتكار وتجديد كأحد أهم مقومات القوي الشاملة ان يحقق انتصار .1973 واضاف بخيت ان عزيمة الانسان المصري كانت ومازالت المحور الاساسي للتقييم لحرب 73 فقد ابهرت القوات المسلحة المصرية العالم فقد استطاع المصريون تدمير خط بارليف اعظم مانع في التاريخ في 6 ساعات بعدما اكد الكثيرون ان تدميره يحتاج الي قنابل ذرية ولقد استطعنا بامكانيات وقدرات تسليح اقل هزيمة اسرائيل هزيمة تدرس حتي الآن في مختلف دول العالم مشيرا الي أن المصريين سطروا تاريخا لاينسي في حرب اكتوبر لم يفرق بين مسلم ومسيحي. وحذر بخيت من ان هناك حربا ضد الشعب المصري بعد حرب 1973 لافتا الي أن الجيش المصري الصلب والشريف كما قال الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع خط الدفاع الاول عن الهوية والشعب المصري معتبرا ان المؤسسة العسكرية تضم كافة ابناء الشعب الذي يتربي علي الوطنية والتضحية والفداء والعطاء دون مقابل ومنذ عهد احمس لم يتحقق نصر لمصر الا بالقوات المسلحة ودعم الشعب لها محذرا من محاولات بعض القوي الأجنبية والداخلية التي تحاول التسلل الي الشعب المصري لضربه من الداخل والوقيعة بين الشعب والجيش. لم يأت من فراغ وقال اللواء طيار نصر موسي ان انتصار 73 لم يأت من فراغ خاصة ان العدو الصهيوني دمر نحو 95% من قدرات الطيران المصري في حرب 67 وصدر بعدها تكليف من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للعقيد طيار وقتها جمال عبدالناصر بتجهيز 40 طيار استعدادا للحرب ولقد استطعنا بشكل يشبه الاعجاز استعادة قدرات سلاح الطيران المصري رغم أن اتخاذ القرار بالحرب يحتاج الي ان تكون قدراتنا 3:1 من قدرات العدو لكن استطعنا الانتصار وكانت قدراتنا أقل من 1:3 وهو ما يعكس حجم البطولة التي قام بها الجيش المصري ولقد كان قرار الرئيس السادات العظيم ان اقتحام قناة السويس لن يتحقق الا بضربة جوية وبالفعل جعلت حجم الخسائر المتوقعة من قواتنا العابرة لخط القناة اقل من 30% بعدما كانت نحو 90% فقد ضربنا كل قنوات اتصال العدو في سيناء بقيادته المركزية لما تسبب في شل حركته نهائيا لمدة 24 ساعة. واضاف ان المعركة الجوية المصرية مع إسرائيل لم تنته يوم 6 أكتوبر كما يصور البعض لكنها استمرت حتي وقف اطلاق النار ولقد لقنا العدو دروسا كثيرة ليس فقط في سيناء ولكن ايضا منعناه من أي اختراق للمجال الجوي المصري وبعد 10 اكتوبر امتنع تماما عن محاولات الاختراق واحتفظ الجيش المصري بقدرات سلاح الطيران دون اضرار مطالبا ان يتعلم المصريون من انتصارات اكتوبر العظيم واختتم كلامه قائلا: فيه ناس ماتت ومش معروفة.. وناس حية ومش معروفة.. لابد ان نعلم أولادنا كيف انتصر آباؤهم هذا الانتصار العظيم خاصة ما قام به سلاح الطيران أكبر بكثير من مجرد ضربة جوية. قال اللواء سعيد السعدني أحد ابطال معركة تبت الشجرة بالاسماعيلية ان هذه المعركة تعكس مدي تضحية الجيش المصري من أجل بلاده وشهدت قصصا إنسانية عديدة فهناك من تمسك بالقتال رغم بتر ساقه وهناك من واجه الدبابات برشاش آلي فالمقاتل المصري هو سر النجاح والانتصار في حرب أكتوبر وعلينا ان نحافظ علي سيناء وان نعيدها متوضية وليس متطهرة فقط. روح أكتوبر وقال محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية وابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات ان حرب اكتوبر بلا شك كانت أول انتصار عسكري مصري حقيقي منذ عهد محمد علي حيث تمت بعد جهود كبيرة وتخطيط ومساندة الشعب المصري إلي جيشه وقواته المسلحة ولابد ان نأخذ العبرة والعظة مما يحدث ولابد من حملة توعية للشباب في الجامعات والمدارس بانتصار اكتوبر وعلينا ان نتخذ النصر من حرب اكتوبر وان نزرع الأمل في نفوس كل المصريين. فكرة عبقرية قال اللواء باهي باقي زكي ان خط بارليف كان العقبة والمانع الرئيسي لتحرير سيناء بعدما اقامت اسرائيل خطا عملاقا مدعوما بعشرات النقاط الحصينة والجاهزة لتحويل قناة السويس إلي جحيم بفعل خزانات النابالم والمدفعية والصواريخ العملاقة التي نصبوها علي شاطيء القناة. أوضح ان خط بارليف كان الشغل الشاغل لقيادة القوات المسلحة والتي وضعت نصب اعينها العبور وتحرير سيناء من السيطرة الاسرائيلية عليها. قال اللواء باقي انه كان حاضرا احدي المهام الرئيسية للحديث عن كيفية التعامل مع خط بارليف وكانت الخطط والافكار المقدمة تتحدث عن تدمير خط بارليف بطريقة قصفه بالصواريخ أو القنابل العملاقة لفتح ثغرات فيه لمرور قوات المشاة والمدرعات لعمق سيناء ولكن معظم الخطط كانت تتحدث عن خسائر بحدود 20% من المعدات والجنود بالاضافة لأن العملية تستغرق ما بين 12 إلي 25 ساعة وهو ما كان سيزيد من الخسائر في صفوف القوات. اضاف انه قدم فكرة بحكم عمله خلال عملية الانشاءات بالسد العالي وتعتمد علي استخدام مضخات مياه عملاقة يمكنها ازاحة الرمال باستخدام طلمبات ضخ مياه من قناة السويس تجاه كثبان الرمال وتحريكها وفتح ثغرات بالعمق المطلوب لمرور قوات المشاة والمدرعات التي ستقتحم القناة. قال ان المهمة صعبة وقمت بلقاء قائد الجيش الثاني لعرض الفكرة والتي قام بنقلها للقيادة العليا والرئيس جمال عبدالناصر والذي تم الاتفاق علي اعداد المضخات من خلال سلاح المهندسين وقمنا بتطبيق التجربة أكثر من مرة علي نماذج مقاربة لخط بارليف واثبتت التجربة نجاحها. أكد ان لحظات العبور الأولي كانت زاخرة بالبطولات وتم فتح عشرات الثغرات أمام رءوس الجسور والتي تمكن من خلالها آلاف الجنود المصريين من العبور شرقا لتحرير جزء غال من أرض مصر والسيطرة علي معظم النقاط الحصينة في ساعات محدودة وبأقل الخسائر الممكنة. وقال اللواء قبطان عمر عزالدين انه يجب توجيه التحية للقوات المسلحة والشعب المصري الذي ساهم في ثورة 25 يناير و30 يونيو بمساعدة القوات المسلحة والقضاء المصري الشامخ الذي رفض اخونة القضاء واقام حائط صد امام كل المحالات لخلخلة مؤسسة القضاء. وأوضح اللواء عز الدين ان نصر اكتوبر جاء بمعاونة كل اسلحة الجيش التي قامت بدورها علي اكمل وجه لمواجهة العدو الصهيوني وان الشباب كان عماد هذه الحرب وساهم بكل شيء في الحاق الاضرار المادية والمعنوية بجيش العدو. وأكد ان الدور الان يقع علي عاتق الجميع في فتح حوارات جادة مع هؤلاء الشباب لمواجهة المعارك الفكرية التي تدار ضد مصلحة الوطن مستغلة هؤلاء الشباب في عقولهم وافكارهم. وقال الدكتور يسري ابوشادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه يجب ان نستعيد ذاكرتنا بمثل هذه اللحظات الوطنية الكبري في عمر الاوطان فهي تمثل انطلاقة كبري لتقدم مصر نحو الامام فمعظم الشباب لايدرك حجم الوطنية التي قام بها الجيش المصري علي مر الازمان وعلينا فقط ان نستعيد مشاريعنا القومية بصورة كبيرة. واشار الي ان الجيش المصري يعيش اجمل لحظات حياته مع الشعب بعد مرور 40 عاما علي نصر اكتوبر وعلينا ان نبني هذا الوطن مستشهدا بعدد من طلبة جامعة الاسكندرية والذين قاموا بعمل نموذج لمفاعل نووي تحت اشراف وعبء علينا ان نركز علي البناء بدلا من الهدم. واستكمل د. يسري كلامه قائلا: أنا واحد من شعب مصر يؤمن بهذا الجيش المصري فأنا عشت في أسرة كانت كلها من الجيش ووالدي استشهد في حرب 1948 ولاننسي ان مشروع السد العالي الذي بناه جمال عبدالناصر دخلنا من اجله حروبا وكان الجيش والشعب دوما يدا واحدة من اجل بناء هذا الوطن ولن تضيع هذه اللحمة. تساءلت المستشارة تهاني الجبالي رئيس رابطة حركة الدفاع عن الجمهورية هل لأمة تمتلك في ذاكرتها الجمعية مثل هذا الفخر وهل يمكن قراءة درس التاريخ لنأخذ العبرة لدرس المستقبل.. موضحة أن الإنسان هو عنصر الحسم كما ان المستقبل مرهون بالمواطن العادي وان حرب اكتوبر 1973 حتي ثورة يوليو 2013 معركة مستمرة. أكدت أنه لولا الوعي الجمعي الذي حسم الصراع أفسد اختراق ضبابية العدو الذي كاد أن يصل إلي منتهي آماله وأن هذا البلد لا يحتمل مثل هذه الرؤي المتردية لنعرف أن الوطنية وجهة نظر والخيانة وجهة نظر والعمالة وجهة نظر. وتساءلت هل يكن للشعب المصري العودة للمشهد الصحيح وان تكون العودة مقدمة لتحديد معالم من يدخل دائرة الوطنية ومن يخرج منها. وهل يمكن أن هذا الاحتفال بعد آخر ثورة يكون عنواناً للفكر الثوري وقيم الجمهورية مستدعاة لبناء نظام يحكم مصر. أشارت إلي أن الاحتفال ليس مجرد استرجاع ذكريات بل الوصول للذين قدموا الغالي والثمين ولم يسمع عنهم أحد إلا هذا العام. والوصول إلي ثغرات تضليل الوعي والذاكرة الجمعية لإبطال المخطط والمنهج وخاصة أن الذين يحاولون يعرفون جيدا ان عنوان مستقبل البلد منذ مينا هو الصولجان المزدوج القانون والجيش الذي يحمي. اوضحت انه رغم تعرض البلد إلي محنة وكاد ان يضيع وكادت دولته العريقة تنتهك إلا أننا صمدنا وليس معني هذا زوال الخطر فإنه مازال قائما ومازلنا في حالة حرب. أكدت اننا مازلنا بحاجة إلي مزيد من الحوار والمكشافة وفرز الصفوف من اجل أن يتقدم بنا للأمام من يملك الوطنية والمشروع واستدعاء الشعب لبناء مستقبله. قالت د.نائلة عمارة استاذ الإعلام بجامعة حلوان اننا نهنئ جيشنا العظيم الوطني بمرور 40 سنة علي أغلي انتصارات حققها لبلده وشعبه خاصة أنه يتواكب مع العبور الثاني لثورة يوليو 2013 ونقدم اعتذارنا للجيش الذي انقذ الشعب من الوقوع في نفق الجهل والسقوط والفوضي والعنصرية والتفكك وتحية تقدير واحترام لكل من وقف في وجه الاعداء لعدم سقوط مصر. أكد الشيخ علوي السعيد عميد كلية الدعوة الإسلامية انه لولا قادة الجيش الذي كنت مجندا فيه في وقت من الأوقات لكانت مصر كلها إلي زوال. وان الحرب مازالت مستمرة علي مصر وقد قام الشباب بثورة سرقت منهم إلي أن استردها الشعب من القري والنجوع والعشوائيات ولن نسمح لسرقتها مرة أخري. اوضح أن المسلمين والمسيحيين اخوة وان الإسلام بريء من كل الحركات التي صنعها الاستعمار الغربي علي أرض مصر منذ عام .1928 ولا تنسي أن عمرو بن العاص حمل الحجارة لبناء الكنيسة وليس هدمها. ويجب ان نعلم أن هناك 5 أشياء لهدم مصر كانت تطبق لهدمها أهمها تكفير المجتمع وامتلاك زمام الحكم لفترة طويلة والتنظيم السري والتدريب العسكري لاعضائهم ومواجهتها متمثلة في اتحاد الجيش والشرطة والشعب والقضاء والازهر والكنيسة والإعلام. أوضح القمص بولس عويضة رجل الدين المسيحي أن اتحاد المسلمين والمسيحيين ايقونة توجه رسالة إلي العالم بالا يتدخل في شئون مصر لأنها قادرة علي حل مشاكلها علي أرضها وبإرادة مصرية وبتفكير مصري وإذا تم حرق الكنائس سوف نصلي في الجوامع وإذا حرقت الجوامع سوف نصلي في الكنائس فليبارك الله وحدتنا.