جاءتني رسالة تقول صاحبتها: ما هي الأدعية التي يستحب قولها في الطواف والسعي وعلي عرفات. وهل يجوز قراءة تلك الأدعية من الكتب؟ أقول: أولاً: أما الطواف فيستحب أن يستفتحه في كل شوط بالتكبير» لما أخرجة البخاري عن ابن عباس. أن رسول. صلي الله عليه وسلم . طاف بالبيت. كلما أتي علي الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر. كما يستحب أن يقول عند ابتداء الطواف: بسم الله. والله أكبر. اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك. ووفاء بعهدك. واتباعاً لسنة نبيك» لما رواه الطبراني برجال الصحيح. عن ابن عمر. ورواه بسند فيه مقال عن علي بن أبي طالب. أنهما كانا يقولان نحو ذلك. كما يستحب أن يدعو بين الركن اليماني والركن الأسود» لما روي عن ابن عباس. أنه قال. عند الركن اليماني ملك قائم يقول آمين آمين. فإذا مررتم به فقولوا: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذابا النار" "البقرة : 201" . ثانياً: أما السعي فإنه يبدأه وجوباً من جهة الصفا عند أكثر أهل العلم» لما أخرجة مسلم عن جابر. أن النبي صلي الله عليه وسلم بدأ في السعي بالصفا وقال: أبدأ في السعي بالصفا وقال: "أبدأ بما بدأ الله" وذهب أبو حنيفة في رواية إلي أن الابتداء بالصفا سنة وليس شرطا لصحة السعي» قياسا علي الترتيب في الوضوء عند الحنفية وأكثر المالكية بناء علي حرف الواو التي لا تفيد ترتيبا في قوله تعالي: "إن الصفا والمروة "البقرة 158". ويستحب أن يرقي علي الصفا ويقرأ ويدعو بما ورد عن النبي. صلي الله عليه وسلم. فيما أخرجه ابن ماجة عن جابر بن عبد الله. في صفة حجة النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: ثم خرج من الباب إلي الصفا حتي إذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالي: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم" "البقرة 158" . ثم قال . صلي الله عليه وسلم: نبدأ بما بدأ الله. فبدأ بالصفا. فرقي عليه حتي رأي البيت فكبر الله وهلله وحمده. وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد. يحيي ويميت. وهو علي كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. أنجز وعده. ونصر عبده. وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك. وقال مثل هذا ثلاث مرات. ثم نزل إلي المروة فمسي. حتي إذا انصبت قدماه رمل - أي أسرع - في بطن الوادي. حتي إذا صعدتا - يعني قدماه - فمشي حتي أتي المروة. ففعل علي المروة كما فعل علي الصفا". والمستحب ان يقول بين الصفا والمروة: رب أغفر وارحم. وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم» لما روت صفية بنت شيبة عن امرأة من بني نوفل أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال ذلك. ثالثا: وأما الوقوف بعرفة فيستحب فيه أن يحرص علي استقبال القبلة خاصة عند الدعاء» لثبوت ذلك في صفة حجته. صلي الله عليه وسلم. ويستحب الإكثار من الدعاء. وأفضله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له¢» لما أخرج مالك من حديث طلحة بن عبيد الله. أن رسول الله . صلي الله عليه وسلم. قال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وافضل ما قلت انا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له". ويجوز لغير الحافظ أن يستعين ببعض كتب الأدعية والأذكار. أو أن يلازم أحد الأئمة والدعاة للتأمين علي دعائهم. كما يجوز في المناسك الإكثار من الصمت والتأمل والتفكر. أو ملازمة المصحف والمداومة علي القراءة فيه. فكل ذلك واسع. ولا حرج علي فضل الله.