بدأ عدد من شركات الانتاج الدرامي التركي جولة في عدد من دول الخليج للتقليل من آثار قرارات عدد من الفضائيات العربية بالإضافة الي قرار الفضائيات المصرية منع عرض الدراما التركية علي شاشاتها ومن هذه الدول الامارات العربية المتحدة.. المعروف أن قرار المنع جاء نتيجة الموقف السياسي لتركيا وتطاول رئيس وزرائها أرودغان علي إرادة مصر ورموزها والتعرض لشعب مصر وجيشها ورغم ان قرار المنع في ظاهره بدا سياسيا الا ان صناع الدراما المصريين وجدوا فيه حماية لصناعة الدراما المصرية. يقول المخرج حاتم علي الموقف السياسي التركي موقف غريب لأنه تدخل سافر في الشئون الداخلية لمصر ومحاولة لكسر ارادة شعب ثار علي حكم لم يحقق اماله ولهذا جاء قرار منع عرض الدراما التركية علي الشاشات العربية في نوع من المقاطعة لهذه الدراما التي فرضت نفسها علي الشاشات بين حالات من القبول والرفض والان المنع كنوع من العقاب لتركيا علي تدخلها في الشأن المصري ولو نظرنا لهذه المقاطعة من منظور اخر سنجده في مصلحة الدراما العربية التي تقلص انتاجها بسبب اقبال الشاشات علي عرض التركي لرخص اسعاره ويملأ الفراغ. ويضيف حاتم الدراما التركية أثرت سلبا في صناعة المسلسل العربي وبخاصة أن ما يعرض منها علي المحطات العربية ليس مؤشرا إلي جودة المسلسل التركي لأنني أعرف أن هناك مسلسلات تركية جيدة لكنها للمفارقة لا تلقي القبول الشعبي. أضف إلي ذلك تواطؤ الجمهور العربي الذي يتقبل أشياء من المسلسل التركي في حين يرفضها في المسلسل العربي فهو يقبل مثلا أن تناقش هذه الدراما وبتفصيل وتطويل مضجرين العلاقات بين الرجل والمرأة حتي من خارج المؤسسات التقليدية. لكنه يرفض ما هو أقل منها في مسلسل تدور أحداثه في بلد عربي. وهذا مؤشر إلي حال الازدواجية التي نعيشها كعرب وفي الوقت ذاته الرقابات العربية تتساهل مع المسلسل التركي وتتشدد مع مثيله العربي وكل هذا يعطي الأول هوامش يفتقدها المسلسل العربي والآن في اطار المنع والمقاطعة نبدأ في اعادة تأهيل الدراما العربية بشكل يتناسب مع كل ما هو مناسب للمشاهد العربي وفرصة لإنقاذ الدراما المصرية. بعد "احتلال" الدراما التركية الشاشات فور انتهاء شهر رمضان. ويقول المنتج محمد العدل مؤسس جبهة الإبداع. بأن هذا القرار تأخر كثيرا ورغم ان جاء نتاج قرار سياسي وكان يجب اتخاذه بمجرد أن بدأ غزو الدراما التركية الشاشات العربية والآن من الضروري الرد علي موقف الحكومة التركية بحسم وان يكون الرد بشتي الطرق ومقاطعة كل ما هو تركي ومن ذلك مقاطعة شراء الدراما التركية ووقف عرضها فوراي بعدما كان السوق المصري أكبر مروج لها كرد فوري علي السياسة المتغطرسة التركية. وكان المثقفون والفنانون مشاركين حيث اصدرت جبهة الإبداع بيانا مشتركا مع نقابة السينمائيين المصريين أهابت فيه بالقنوات الفضائية. إيقاف عرض المسلسلات التركية. اتساقا مع موقف الشارع المصري الذي يرفض سياسات الحكومة التركية التي تعادي ثورة مصر وشعبها العظيم وتنحاز إلي مصالح سياسية تجمعها وقيادات جماعة الإخوان المسلمين ولا ننكر الدور الوطني لهذه القنوات التي تقف صفا واحدا مع الشعب المصري في ثورته ولكن إذاعة هذه المسلسلات الآن يعد تحديا لمشاعر الشارع المصري وقد استجابت قنوات لبيان المقاطعة. يؤكد سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة أن هذه الخطوة ليست وليدة اللحظة وكانت هناك العديد من الاصوات التي تنادي بالمقاطعة بسبب اضرارها بالدراما المصرية واخذت مكانها علي الشاشات الا ان بعض المحطات والقنوات كانت لا تسمع لهذه الاصوات لأسباب تجارية وتحقيق مكاسب من وراء عرضها لرخص سعرها واصبح لها مشاهد في السوق المصري والعربي. والمسلسلات التركية تبث ثقافة مخالفة لثقافة شعبنا. وشلت حركة العاملين في الدراما المصرية نقيب الممثلين السابق د.أشرف زكي يري أنه كان يجب العمل بقرار نقابة السينمائيين منذ فترة طويلة لأن المسلسلات التركية تستنزف منا الكثير ونالت شعبية. رغم أننا نقدم أعمالا فنية أكثر تميزا ولا تقل جودة عنها واصفا هذا الواقع بالاحتلال وليس مجرد "غزو" تركي كما كانوا يسمونه وملاحظا أننا أصبحنا نستعين بالأتراك لبطولة أعمالنا المصرية ونقلدهم في طريقة التصوير والكلام ما أثر علي هويتنا المصرية التي هي أهم من هذه المسلسلات وكان يجب منع المسلسلات التركية بالقانون. وقال مبارك الفاضل المستشار الاعلامي لشركة رواد ميديا قرار منع عرض الأعمال التركية غير ملزم للقنوات الفضائية المصرية الخاصة لكنه واجب وطني متمنيا أن تتخذ جميع القنوات المصرية والعربية القرار نفسه حتي تكون رسالة قوية للحكومة التركية ومطالبا أيضا جميع المنتجين المصريين بتوفير أعمال درامية لسد الفراغ الناجم عن منع الأعمال التركية والعمل علي دعم الدراما المصرية.