أزمة مرورية طاحنة تجتاح شوارع وميادين القاهرة منذ فرض حظر التجوال عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وذلك قبل أيام من بدء الموسم الدراسي الجديد. المشهد لم يخل من ارتباك شديد في الميادين الكبري والشوارع الرئيسية خاصة التحرير ورمسيس والعباسية والعتبة ومدينة نصر بسبب غياب رجال المرور عن المحاور المهمة مما ساهم في مضاعفة الفوضي ولجوء السائقين وأصحاب السيارات للسير عكس الاتجاه والوقوف صفا ثانياً وثالثاً ورابعاً أيضا ومنافسة التوك توك والنقل الثقيل للملاكي والتاكسي وأتوبيسات النقل العام في شوارع القاهرة. يقول حسام أنور بالبريد المصري اعتدنا علي الاختناق المروري برمسيس رغم أنه ميدان حيوي ولكن الأزمة الأخيرة لم نشهدها من قبل بسبب عدم التواجد المروري.. كما أن انتشار الباعة الجائلين وعرض بضائعهم بالشوارع أدي لهذه الأزمة ولن تنتهي إلا بحلول جذرية خاصة أن شوارع القاهرة لم تعد تستوعب هذه الكم من السيارات ووقف استخراج تراخيص سيارات الأجرة لم يحل المشكلة لأن السيارات الملاكي مازالت تحصل علي التراخيص بمنتهي السهولة. الميكروباص السبب في حين تري أميمة جميل موظفة أن عدم الالتزام بقوانين المرور السبب وخاصة أن سائقي الميكروباص الذين يقفون في عرض الشارع لانزال الركاب والسير عكس الاتجاه وكذلك اختراق سائقي النقل الطرق والشوارع الممنوع فيها السير أدي إلي حدوث الكثير من الحوادث. ويكشف أيمن علي مدير فندق أن ساعات الحظر بدأت تقل يوماً بعد يوم ومن المنطقي أن تحل الأزمة.. لكن الملاحظ أنها استمرار السلوك الخاطئ للمواطنين في ركن سياراتهم في الأماكن غير المخصصة ووقوف السيارات صفاً ثانياً وثالثاً مع غياب ملحوظ لرجال المرور والباعة الجائلون يفعلون ما يريدون بالشارع ويعرضون بضائعهم بطريقة عشوائية خاصة بمنطقة الوكالة و26 يوليو والعتبة مع لجوء الكثيرين لهذه الأماكن لشراء مستلزمات المدارس. مصطفي درويش طبيب بشري يقول الزحام بالقاهرة شيء تعودنا عليه ولكن الأمر امتد لجميع مداخل ومخارج القاهرة خصوصاً بعد توقف حركة القطارات بالوجهين البحري والقبلي مما أدي إلي استخدام عدد كبير جداً من سكان الأقاليم الذين يعملون بالقاهرة لسيارات الأجرة والنقل الجماعي وزيادة الضغط علي الطرق السريعة مثل القاهرة إسكندرية الزراعي الذي أصبح مغلقاً تماماً بداية من كوبري بنها حتي الطريق الدائري بقليوب حيث تتوقف الحركة تماماً لمسافة 30 كيلو مترا ويرجع ذلك إلي تجمع ثلاثة طرق هي الإسكندرية وبورسعيد والشرقية في محور واحد مما يشبه عنق الزجاجة. حمادة إبراهيم سائق تاكسي يصرخ قائلاً أعمل علي وردية لمدة سبع ساعات ومطلوب مني سداد 70 جنيهاً لصاحب التاكسي يومياً بالاضافة إلي ثمن الوقود والزيت والمشوار الواحد أصبح يتعدي الساعات وكل محاولات الهروب من الشوارع الجانبية تبوء بالفشل أجد نفسي آخر اليوم لا أملك نفقات منزلي وأحياناً أدفع لصاحب التاكسي من جيبي. إيمان أحمد تتوقف لتشكو من الحركة المرورية يومياً علي المحور منذ ثورة 25 يناير مما جعلنا نعاني أشد المعاناة يومياً للنزول إلي أماكن عملنا ونتعطل لساعات في مسافة لا تتعدي 4 كيلو مترات عند التقاء الدائري مع المحور والغريب هو عدم رغبة رجال المرور في حل هذه الأزمة رغم أن لديهم حلولاً كثيرة مثلما كان يحدث عند تفريغ المحور من السيارات لمرور رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وبعض الوزراء الذين يقيمون بأكتوبر يومياً. تضيف إذا كان ذلك يحدث في إجازة الدراسة فكيف يكون الحال عندما يبدأ العام الدراسي خاصة أن منطقة الزمالك بها عدد كبير جداً من المدارس الخاصة وكل طالب يذهب إلي المدرسة بسيارة والده مما يؤدي إلي توقف المرور تماماً صباحاً ومساء بكل الشوارع المؤدية لهذه المنطقة. بلطجة الميكروباص يضيف إيهاف فوزي موظف أهم مشكلة تقابلنا يومياً بلطجة سائقي الميكروباص الذين يتحججون بالزحام لرفع الأجرة والسير في الطرق البديلة غير الممهدة وأحياناً السير العكسي وعلي الرغم من الزحام الشديد بمترو الأنفاق إلا أنه لم يساهم في حل الأزمة المرورية لأن معظم الركاب يستخدمونه كوسيلة مكملة وليس رئيسية فالقادم مثلاً من الأقاليم يستقل سيارات الأجرة إلي مدخل القاهرة ويكمل طريقه بالمترو. ويروي أشرف طه المأساة اليومية التي يعيشها للوصول لعمله من القاهرة الجديدة إلي وسط البلد حيث يستقل "ميكروباص" إلي ميدان السيدة عائشة المكتظ دائما بالسيارات والباعة الجائلين الذين يفترشون الميدان بالاضافة إلي وجود أكثر من موقف لسيارات الميكروباص مما يؤدي إلي بطء سير السيارات علي الرغم من وجود نقطة مرورية أسفل الكوبري إلا أن المشكلة لا تحل أبدا.