بسبب حالة الانفلات المروري غير المسبوقة التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير، احتلت الأزمة المرورية صدارة أولويات القضايا الملحة فى برنامج الرئيس محمد مرسي خلال ال 100 يوم الاولى لرئاسته، وقد شهدت الشوارع والميادين الرئيسية بالقاهرة والجيزة والإسكندرية وعواصم المحافظات حالة من النشاط غير المعهودة، واتخاذ اجراءات فعلية لإزالة الإشغالات، ونقل الباعة الجائلين من التحرير والأماكن المخالفة، وأصبح المواطن يرى مرة أخرى " شرطة المرور " ينظم المرور، ويحرر المخالفات، مما أسهم فى انسياب الحركة المرورية نسبيا فى بعض الأماكن، بينما وعلى الجانب الآخر تفجرت أزمات أخرى بسبب اضرابات سائقي النقل العام، مما ألقي بظلاله على المشهد المعقد. بوابة الوفد الإلكترونية استطلعت آراء المواطنين تجاه انضباط منظومة المرور بالشارع، ونقل اقتراحات البعض وشكاواهم ايضا. تحسن ملموس وفرح لعودة التحرير فى البداية أشادت صفاء خالد ربة منزل، بإزالة الاشغالات والباعة الجائلين من مواقف السيارات، وهو ما وصفته بالبداية الجيدة، مؤكدة ان لجان الشرطة المنتشرة على الطريق تقلل من حوادث السيارات لانها تضبط المخالفين، وخاصة السائقين الذين يتعاطون المخدرات او السير بدون رخصة . ووافقها في الرأي محمود عبد الكامل ثلاثينى ويعمل مدرسا، مؤكدا ان هناك تحسن نوعي فى الازمة المرورية، وان تواجد الشرطة هو من اسهم في ذلك، معربا عن ابتهاجه بعودة الشكل الجمالى المنظم لميدان التحرير، وأمله فى انهاء سائقى النقل العام للاضرابات، واهتمام الحكومة بوسائل النقل الجماعي بتجميلها وإصلاحها، وان لا تخرج فى الوقت نفسه على قدرة المواطن المادية البسيطة . وفى السياق نفسه، أشارت نورا عزت "طالبة جامعية"، الى انها لاحظت زيادة الكمائن الشرطية على الطريق موضحة انها من شبين الكوم وتسافر يوميا لعملها بالقاهرة، وتشعر بالتواجد الامني المكثف كما كان قبل الثورة ، والامر نفسه يراه زيدان خليل خمسينى يعمل مكوجي، مبينا ان الحملات الامنية أصبحت أكثر تواجدا وفاعليه خاصة في ساعات الليل المتأخرة، وهو ما ادى الى انخفاض معدلات الجرائم على الطرق. مقترحات لتحسين المرور وفى المقابل للأراء التي ترى تحسنا ملموسا للحالة المرور، جاءت آراءا معارضة تؤكد انها ازدادت سوءا مقدمة مقترحاتها فى سبيل حل القضية. " إزدادت سوأ"، هكذا وصف محمد مرسي" 44 سنة" ويعمل موظف، الحالة المرورية، موضحا انه يسكن بمدينة الشروق ويذهب الى عمله يوميا فى منطقة الدراسة، وان التكدس المروري يؤثر على مرتبه شهريا بسبب الخصومات الناتجة عن التأخير، بالاضافة الى ما يخلفة الزحام من مضايقات ومشاجرات تؤثر على نفسية الموظف وتقلل من انتاجه، مؤكدا انه بالفعل قد انتهى من صياغة اقتراح، سيرسله الى رئيس الجمهورية لحل الازمة المرورية، يقضي بتقديم مواعيد العمل والدوام لطلبة المدارس والجامعات والموظفين صباحا وكافة فئات الكتلة السكنية، وفق جدول معين لتقليل الزحام، وتحقيق السيولة المرورية اللازمة . أما محمد متولي مهندس بترول، فيرى ان السيولة المرورية لن تتحقق الا عندما يتم تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، ورفع الدعم عن الغاز المستخدم فى المنازل وتوجيهه لإنشاء محطات مترو الانفاق، مما يقلل من الازدحام والتلوث ويساعد فى ابراز الصورة الجمالية والوجه الحضارى للقاهرة والمحافظات . نفقات أضافية ومعاناة يومية فوضى الميكروباص وسوء سلوك بعض السائقين، دفعت العديد من المواطنين للتعبير عن معاناتهم اليومية، وسط اختفاء رجل المرور من مناطقهم، وعدم توافر وسائل نقل بديله، ما دفع محمد شعبان " محاسب" للمطالبة بوجود مكثف لرجل المرور خاصة فى منطقة شبرا الخيمة، موضحا ان السير فى الاتجاه العكسي من ابرز المخالفات فى المنطقة، مشيرا الى ضرورة تقنين سير الميكروباص فى شوارع مصر، وتدخل رجل الشرطة لمنع سلوك السائقين غير اللائق مع المواطنين، والذى ازداد سوءا وتبجحا مما دفعه لركوب التاكسي وتحمل نفقات اضافية . ومن جهته أوضح عبد العزيز محمد ملحق إداري بوزاة الخارجية ان الازمة المرورية تفاقمت مع دخول المدارس، منتقدا عدم تواجد أي شرطى مرور فى طريقه من مدينة السادس من اكتوبر الى القاهرة مرورا بالمحور، مطالبا بخضوع الميكروباص لجهه رقابية منعا للحوادث المتكررة التي يتسبب فيها بسبب سلوك السائقين غير المهذب والقيادة بأسلوب أرعن والسير بدون رخصة . أما معاناة المرأة العاملة اليومية فقد مثلتها شيرين ابو سمرة "اخصائي اعلامي"، موضحة انها تسافر يوميا من مدينة ديرب نجم الى عملها في الزقازيق ولا توجد وسيلة للسفر سوى الميكروباص مما يكلفها 15 جنيها يوميا، ورغم تلك التكلفة تصل متأخرة ذهابا وايابا مما يؤثر على بيتها وواجباتها المنزليه، منتقدة عدم تواجد الشرطة فى مواقف السيارات فى ظل المشقة التى يتحملها المواطنون مما يدفع السائقين أمام الزحام الشديد لمضاعفة عدد الركاب وزيادة الاجرة، مطالبة بإيجاد بدائل للميكروباص كان يتم تسيير قطار بين الزقازيق والمنصوره لحل الازمة . واتفق معها فى الرأى أحمد فتوح "محامي"، فى ان تفاقم الازمة نتج عنه مشاكل لا حصر لها من ازدحام الطرق، ونقص البنزين، وصولا الى المشاحنات بين المواطنين وسائقى الميكروباص نتيجة أرتفاع الاجره مما أثقل عاتق المواطن بالاعباء المالية، مطالبا بتوفير أتوبيسات نقل عام بمواعيد محدده، والتواجد المكثف لضباط وجنود المرور لتسهيل عملية المرور وتطبيق . سائق بمؤهل عالي وللسائقين رأى فى الأزمة المرورية، كان من المهم استطلاع عينة منه، خاصة وأن أغلبهم متهم بالتسبب فى زيادة حوادث الطرق بسبب تعاطى المخدرات، حيث وصلت نسبتها في بعض الطرق الي50% بحسب بعض التقارير، الا ان محمد عبد المتعال "سائق ويحمل مؤهل بكالوريوس تجارة"، اكد ان تعاطي بعض السائقين للمخدرات ليست سمة عامة، وانما هى بعض النماذج التى أساءت للمهنة وان هناك بعض السائقين الذين يحملون الشهادات العليا، ويعاملون المواطنون بإحترام بالغ، ويلتزمون بقواعد المرور ولكن دائما السيئة تعم والحسنة تخص فى مجتمعنا على حد قوله، وانه لولا لقمة العيش ما امتهن هذه المهنة. ووافقه فى الرأى منصور طه ويعمل سائق ميكروباص ايضا، واصفا فئة السائقين بالمظلومة، ومبينا ان سبب زيادة الاجرة يرجع لزيادة سعر السولار قائلا: " جركل السولار من البنزينة ب 22 جنيه ومش موجود وعشان اقف امون يبقى حاقف للصبح عشان كده بنشتريه من بولاق الدكرور ومن اماكن تانية ب 40 و 45 جنيه وحانجيب منين فرق الفلوس خلى الحكومة توفر السولار والاجرة حاتفضل زى ما هية ". ووسط تلك الأراء المتابينة يظل التكدس والازدحام، هما معاناة يومية ومشقة بالغة للمواطنين، مما يعرضهم الى نفقات اضافية و تحمل خصومات وجزاءات نتيجة لتأخرهم عن مواعيد العمل، فى وقت تزداد فيه أزمة البنزين والسولار إشتعالا وسط مجهودات حكومية لتفادى هذه الحزمة من الأزمات.