كنت أنتوي الكتابة اليوم عن "طيبة الحزينة" بعد معايشتي علي الواقع طوال الأسبوع الماضي لمعاناة أبناء الأقصر ومدي تأثرهم بالأحداث التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة والتوقف شبه التام لحركة السياحة بهذه المدينة التي تحوي ثلث آثار العالم وتعد السياحة المصدر الأول وربما الأوحد لدخل أبنائها وبعد قيام الدولة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما تلا ذلك من أحداث وأعمال عنف مؤسفة من قبل جماعة الإخوان وأتباعها تداخلت الأفكار والموضوعات في ذهني لدرجة انني كدت أتراجع عن الكتابة حزناً علي مصر التي لا تستحق ما يفعله أبناؤها بها. ما يرتكبه الإخوان في حق مصر حالياً يعيدنا بالذاكرة إلي زمن التتار بقيادة هولاكو ومحاولة إحراق كل شيء من أجل إحكام السيطرة علي البلاد والوصول لكرسي الحكم أو بمعني أدق استعادة الكرسي بأي ثمن حتي ولو تحولت البلاد إلي أكوام من الرماد. دعونا نتخيل أو نتوهم أن الإخوان ورئيسهم المعزول كانوا هم الأفضل في العالم ولكن الشعب رفضهم وخرج عليهم بالملايين فكيف لهم أن يحكموا شعباً بات يلفظ كل ما هو إخواني وبدلاً من العودة للعقل لمحاولة تصحيح الأخطاء واصل الإخوان غرورهم وأعلنوها صراحة إما الكرسي أو الفوضي والدمار وهو ما يخالف كل الأعراف والأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام الذي هو منهم براء وثبت أنهم أبعد ما يكونوا عن تعاليمه السمحاء. ومع تصاعد الأحداث بدأت الأقنعة تتساقط عن مدعي الوطنية والمتشدقين بحقوق الإنسان ودعاة المصالحة الوهمية وللأسف كان في مقدمة هؤلاء الدكتور محمد البرادعي الذي عاد من جديد ليتخلي عن الوطن في أصعب الظروف وآثر الهروب من المعركة والقذف من المركب والغريب أن ذلك جاء متزامناً مع الموقف الأمريكي الداعم لإخوان التتار بقيادة "الملا أوباما" الذي فقد صوابه بعد أن أفسد المصريون عليه مخطط الشرق الأوسط الجديد ومعه السلطان أردوغان الذي ضاع منه حلم السلطنة علي أيدي المصريين. وفي وسط الظلام الحالك تظهر دائماً الأنوار وتولد الآمال وكان ذلك متمثلاً في الموقف التاريخي العظيم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتأكيده وقوف المملكة حكومة وشعباً مع المصريين وحربهم ضد الإرهاب وهو موقف ليس بغريب علي السعودية وقادتها. في النهاية أؤكد أن مصر محفوظة وستظل إن شاء الله مهما فعل الإخوان أو غيرهم من المغرضين في الداخل أو الخارج وسيبقي أبناؤها في رباط إلي يوم الدين وسيذهب الكائدون والمغرضون إلي مذبلة التاريخ.