تظل القوات المسلحة وقادتها وضباطها وجنودها رمزاً قائماً أبد الدهر رمزاً للكرامة المصرية وحامية لها.. هكذا يقول التاريخ والواقع الحالي وما نشهده حالياً من معارك تدور علي أرض الفيروز "سيناء" لمواجهة التهديدات الارهابية من قبل العناصر الإسلامية الجهادية المتواطئة مع مجرمي إشارة رابعة. وميدان نهضة مصر التي أعلنت ذلك صراحة علي لسان المدعو "البلتاجي" وفور إقالة "مرسي" من رئاسة الجمهورية بناء علي طلب الجمعية العمومية للشعب المصري في 30 يونيو والتفويض الذي منحه الشعب أيضا للقائد المعجون بالوطنية المصرية حتي النخاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورجاله وجنوده بالقضاء علي العنف والإرهاب الذي يهدد مصر. وشعبها.. فتحية وتعظيم سلام لهذه القوات المسلحة وجنودها رغم أنف الجميع.. داخلياً. وإقليمياً. ودولياً. رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها جميع المصريين فقراءه وأغنياءه كل علي قدره إلا أننا كشعب مازال لدينا الصبر وطول البال والقدرة علي التحمل في انتظار الإشارة لنعيد معاً بناء الوطن مصر علي أسس وقواعد ديمقراطية وعدالة اجتماعية. فالشعب الذي بني قناة السويس بدم أبنائه والشعب الذي قاد حركات التحرر في العالم في فترة الستينيات وتحمل آثار هزيمة 1967. وحقق نصر اكتوبر العظيم الذي مازال يدرس حتي الآن. قادر بعون الله وبعزم أبنائه علي فعل المستحيل فور إعلان الإشارة مثلما فعل في الستينيات وأثناء حرب الاستنزاف حين استجاب لنداء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وربط الحزام وإعادة بناء قواته المسلحة والدولة.. الشعب المصري دائماً يحتاج إلي القائد والحلم القومي لبناء بلاده مصر وليس وهم "النهضة الإخوانية".. أطياف الشعب المختلفة في انتظار إشارة الحلم الذي ظهرت ملامحه في 30 يونيو و26 يوليو. وهو ما يزعج الغرب وأمريكا التي لا تستوعب الشخصية المصرية. فكلنا نعلم ماذا حدث للوجود الأمريكي بالمنطقة في الستينيات من القرن الماضي. حينما وقفت أمام حلم المصريين ببناء السد العالي وتنمية بلاده. فخسرت وجودها بالمنطقة العربية. وهاهي تعيد مرة أخري الخطأ في الحساب. وتقف أمام الحلم المصري في بناء الدولة الحديثة بتحقيق مبادئ الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" والسيادة الوطنية علي أراضيها. وفي قرارها الوطني. وفي نفس الوقت ينتظر كل من روسيا بزعامة بوتين والصين وغيرهما من القوي الكبري الصاعدة اقتصادياً وسياسياً في العالم إشارة من القيادة المصرية وشعبها لتقديم مساهمتها في تحقيق حلم "مصر للمصريين" دون وصاية. ودون إهدار للكرامة المصرية التي لا يستطيع المصري أن يفرط فيها. فهي أعز وأغلي ما يملك.. هذا الكلام لا يستطيع أن يستوعبه ويؤمن به إلا من كان جزءاً من مصر والمصريين وشرب من نيلها كما نقول. وهي ما تجعله يتحمل ويصبر طويلاً وكثيراً قبل الانفجار. ولنا في ثورة يناير الدليل القريب ولنا في التاريخ الحديث أيضا الدليل الذي طرد الاستعمار الانجليزي وقام بتأميم قناة السويس وواجه العدوان الثلاثي في 1956. لكنهم لا يستوعبون تاريخ المصريين وأحلامهم. بعيداً عن السياسة.. أخيراً تم تطهير هيئة الاستعلامات من السفير الإخواني. وهو ما طالبنا به أكثر من مرة وجاء سفير جديد رئيساً لها. الذي نأمل أن يبدأ علي الفور في وضع خطة إعلامية للتعامل مع الإعلام الدولي والإقليمي ويعيد التاريخ العظيم للهيئة التي خاضت معارك إعلامية مسجلة تاريخياً. ويتم إعلانها لجميع وسائل الإعلام المصرية لمساندته في تنفيذها. وعلي رجال الأعمال الوطنيين تقديم كل أشكال الدعم الذي تحتاجه هذه الخطة. خاصة انني أعتقد أن نقص الموارد المالية لدي الهيئة وإدارتها جزء من تعطيل قيامها بدورها ولا ضير في ذلك.. فكلنا في معركة واحدة لاستعادة سيادة القرار المصري ضد الاستعمار الحديث وتوابعه وعلي رأسهم تركيا التي آجلاً أو عاجلاً سوف تطولها آثار ثورة 30 يونيو شاءت أم أبت.. لأن مصر دائماً تقود التغيير والتطوير وتؤثر في محيطها وتتأثر. ولكن يبقي تأثيرها أكبر هكذا تقول كتب التاريخ المصري والمصريين الذين هزموا الهكسوس والتتار والفرنسيين وطردوا الانجليز وتحملوا آثار هزيمة يونيو 1967 وحققوانصر اكتوبر 1973. وقاموا بثورة 30 يونيو قادرين علي المواجهة وتحمل تبعاتها لأنهم يملكون ما لا يملكه شعب آخر الحضارة والتاريخ والكرامة المصرية. في النهاية علي الجميع أن يدرك أن الصبر والجلد جزء من الشخصية المصرية. وأن الشعب مازال قادراً علي تحمل المزيد من الانتحار السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وتبعاته من تعطيل أرزاق المواطن البسيط والأزمة الاقتصادية. وأيضا حوادث العنف التي سوف تظهر بعد فض اعتصامي إشارة رابعة وميدان النهضة. ولكن عليهم أن يحذروا غضب الشعب المصري. وعلي الإخوان وأتباعهم المغيبين والمتآمرين معهم علي الوطن والشعب أن يتحملوا ثورة الغضب المصرية. ولينظروا لرأس الذئب الطائر ويقرأوا التاريخ.