رفض علماء الدين وعدد من رموز الأحزاب والحركات الاسلامية بمصر دعوة شخصيات مصرية بينهم الكاتب الصحفي حلمي النمنم في أحد المنتديات الفكرية المتداولة مؤخرا إلي علمنة مصر حتي ولو تطلب ذلك إراقة الدماء حيث طالب النمنم أن يكون الدستور القادم بلا مواد تتناول الشريعة وطالب بالقضاء علي تيار الاسلام السياسي وأن يخرج من المشهد نهائيا. أوضح د. صلاح زيدان الأستاذ بجامعة الأزهر أن المفهوم المقصود من وراء مصطلح العلماني ان كان المقصود به المعني العلمي والتقدم التكنولوجي فلا مانع من أن يعتنقه جميع المصريين بجميع طوائفهم حيث نحتاج خلال الفترة الحاضرة إلي نهضة شاملة متابعا اما اذا كانت العلمانية بمفهوم اقصاء الدين عن الحياة فهذا وهم كبير وخيال مريض ولن يفلحوا في تحقيق تلك الخيالات خاصة ان مصر استعصت علي محاولات اقصاء الهوية عبر جميع العصور واذا استطاعت بعض القوانين المدنية تبني بعض الأفكار العلمانية فإنها لا محالة إلي التغيير بعد النضوج الفكري للشباب المصري عقب نجاح الثورات المصرية فقد رأينا ملاهي الليل وما تحويه من معاصي وآثام غير شرعية تغلق أبوابها والبقية تأتي. أضاف: أن العلمانية تقوم علي فصل الحياة عن الدين أو فصل الدين عن الحياة وهذا يعني بداهة الحكم بغير ما أنزل الله وتحكيم غير شريعته سبحانه وقبول الحكم والتشريع من غير الله ولذلك فإن العلمانية هجر لأحكام الله بلا استثناء وإيثار أحكام غير حكمه في كتابه وسنة نبيه وتعطيل لكل ما في الشريعة. بل لقد لقد بلغ الأمر مبلغ الاحتجاج علي تعطيل حكم الله وتفضيل أحكام القانون الوضعي علي احكام الله المنزلة وادعاء المحتجين لذلك بأن أحكام الشريعة انما نزلت لزمان وعلل وأسباب انقطعت فسقطت الأحكام كلها بانقضائها وكان من نتيجة ذلك ان اصبحت القوانين والأحكام في عدد من الدول الإسلامية. من جانبه أوضح المفكر الاسلامي الكبير الدكتور محمد كمال إمام اذا كان المقصود بالعلمانية اقامة دولة مدنية دستورية ديمقراطية فهذا هو المقصد الحقيقي للاسلام الذي أعلن عنه الأزهر. أما إذا كان المقصود بالعلمانية تنحية الدين عن الحياة وحصره في العلاقة بين الانسان وربه فهو أمر مرفوض لأن الاسلام أشمل من ذلك حيث يتناول بتشريعه حياة الانسان الدنيوية منذ لحظة ميلاده حتي لحظة دخوله القبر. فإذا كان العلمانيون بمصر يحاولون جس نبض المصريين من المسلمين وغيرهم فإننا نؤكد لهم ان مصر بأبنائها جميعا يرفضون المساس بالشريعة الاسلامية ويعتبرونها خطا أحمر. أضاف: تقف العلمانية ضد الشريعة التي تنظم بأحكامها الحياة الاسلامية وتضع لها الضوابط العاصمة من التخبط والانحراف سواء في ذلك ما يتعلق بشئون الأسرة "الأحوال الشخصية" أو المجتمع أو الدولة في علاقاتها الداخلية أو الخارجية السلمية أو الحربية وهو ما عني به الفقه الاسلامي بشتي مدارسه ومختلف مذاهبه وخلف لنا فيه ثروة تشريعية طائلة تغنينا عن استيراد القوانين من غيرنا. كما ان الاسلام يناصب العلمانية العداء لأنها تنازعه سلطانه الشرعي في قيادة سفينة المجتمع وتوجيه دفته وفقا لأمر الله ونهيه والحكم بما أنزله علي رسوله صلي الله عليه وسلم وإذا لم يحكم المجتمع بما أنزل الله سقط في حكم الجاهلية وهو ما حذر الله منه رسوله والمؤمنين. بينما أوضح خالد الشريف المتحدث باسم حزب البناء والتنمية ان العلمانيين في مصر يقودون مؤامرة للقضاء علي التيار الاسلامي بوجه عام وان ما نطقت به ألسنة هولاء فضح ما تضمره أنفسهم من شر للإسلام من خلال مساعيهم لبث مبادئ العلمانية وتغيير الهوية الدينية شيئا فشيء. مشيرا إلي ان الله فضح مخططهم بتسريب ذلك الفيديو ليتأكد الجميع ان ما قاله الاسلاميون انها حرب ضد الاسلام لم يكن مبالغة. موضحا انهم لن يقبلوا بحال من الأحوال تغيير هوية مصر الإسلامية.