عانينا علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات أعقبت ثورة 25 يناير 2011 من لصوص الثورة ممن قفزوا علي تضحيات شباب مصر وامتطوا الموجة. واختطفوا الثورة والبلاد ووصلوا بنا إلي ما وصلنا إليه من انقسام وتراجع. لكن الله سلم وها نحن قد استعدنا مصر الثورة بعد 30 يونيه وما أخشاه الآن أن يتكرر السيناريو. وتظهر جماعة أي جماعة أو حزب الموجة. وتقود البلاد هذه المرة إلي طريق مجهول يستحيل معه الوصول إلي بر أمان. بعد أيام قليلة من عزل الرئيس الدكتور محمد مرسي والزلزال المدوي الذي أحدثه المصريون يوم 30 يونيه وما تلاه من أيام. عادت قوي سياسية وتيارات وأحزاب تشمر كل منها عن ساعد في محاولة جديدة للأنقضاض علي الثورة والقفز علي تضحيات الشعب. وجوه ما قبل 25 يناير 2011 بدأت تطل علينا من جديد لتتصدر المشهد بدء من القري والنجوع وحتي شاشات الفضائيات متخذين من فشل تجربة الرئيس المعزول وجماعة الإخوان المسلمين ذريعة ومبرراً لذلك الظهور الفج. غير مدركة أن شعب مصر أذكي بكثير من آلاعيبهم ولن ينسي لهم حصاد ثلاثين عاماً من القهر والتخلف والفساد وتراجع الدور المصري إقليمياً ودولياً. إن الشعب المصري لن ينسي دماء شهدائه التي سالت في ميادين المحروسة بطول البلاد وعرضها وتضحياته التي قدمها علي مدي ثلاث سنوات في مقدمتها الفقر وغياب الأمن واختفاء السلع الأساسية من الشارع.. وبالتالي لن يسمح أبداً بان تسرق ثورته للمرة الثانية كما لن يسمح بالعودة لما قبل 25 يناير .2011