لم تكن كلمة ارحل موجهة للرئيس المعزول محمد مرسي فقط ولا للمرشد والشاطر والجماعة الذين يفكرون في الولاية ولا يعرفون قيمة الوطن..لكن الشعب المصري يصوب هذه الكلمة للشمطاء آن باترسون سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدي مصر والتي تجاوزت كل الحدود بتدخلها السافر في الشئون الداخلية لمصر وعقدها لاجتماعات مشبوهة مع الجماعة سواء في المقطم قبل حرق مقر الإخوان أو في الفنادق الكبري ويسير في دربها سفيرا ألمانيا وانجلترا..ولأن تلك السفيرة الفاشلة لم تنجح في قراءة المشهد المصري بشكل جيد ولم تعرف قيمة الشعب المصري الذي غير ويغير وجه التاريخ في كل معركة يدخلها أو تحد يواجهه فقد ساهمت في توتر العلاقة مع الولاياتالمتحدة بعد أن نقلت الصورة بشكل خاطئ بل وساهمت في إحراج رئيسها تارة أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس وأخري الشعب الأمريكي الذي قرأ المشهد المصري بصورة أفضل من التي قرأه بها الرئيس المضلل والذي يتوقع له السياسيون الأمريكيون ألا يكمل مدته الرئاسية نظرا للأخطاء الفادحة خاصة في السياسة الخارجية التي شوهت صورة العم سام. فالسلام عليكم التي بدأ بها أوباما كلامه للجماهير المحتشدة في قاعة جامعة القاهرة والتصفيق الحار الذي صاحب كلمته قد أوقعه في شر أعماله عندما تصور أنه يستطيع أن يتآمر علي الشعب المصري مع الفصيل المنبوذ من المجتمع وازداد غرور الإدارة الأمريكية عندما نجح الفصل الأول من مسلسل إنقضاض الإخوان علي الحكم بعد سرقة ثورة 25 يناير من الثوار ولم يدرك أوباما وسفيرته السطحية أن عبقرية الشعب المصري تفوق الحدود كونه قادرا علي تغيير وجه التاريخ بل لم يستوعبوا الدروس الماضية لهذا الشعب العظيم سواء من بناء السد العالي رغم أنف الأمريكان أو تأميم قناة السويس ثم تحرير سيناء وقهر العدو الإسرائيلي..فنزل يوم 30 يونيو كالصاعقة علي الأمريكان وأصيبوا بالإغماء 3 يوليو يوم عزل طفلهم المدلل قبل تنفيذ المخطط القذر..ولم ينجح تسلطهم في هز كيان الشعب المصري العظيم والذي ازداد إصرارا علي اقتلاع جذور الإرهاب وحرمان الإخوان وحلفائهم من تقسيم مصر والنيل من خير أجناد الأرض..وجاء الطوفان الثالث يوم 26 يوليو أي يوم الجمعة الماضي ليزلزل الأرض من تحت الأمريكان بعد أن اعترف جوجل إيرث بأن ميادين مصر شهدت نزول 40 مليون مصري لمحاربة الإرهاب ليعود أوباما مجبرا إلي صوابه في خطاب الانحناء الذي بعثه للمستشار عدلي منصور بمناسبة ذكري ثورة 23 يوليو بعد المناسبة بأربعة أيام!!وهنا أدرك أوباما فشل إدارته بسبب تقارير سفيرته التي تصورت أنها لاتزال تعيش في باكستان وأفغانستان ولكن لم يدرك الإخوان حتي الآن أن مشروع الخلافة قد انتهي في مصر والأمر قادم في تونس وليبيا وسوريا وتركيا.. فالشعب المصري أكثر تدينا ووسطيا من أي قيادي في الجماعة بمن فيهم المرشد!