الشعوب دائما تصنع تاريخها ومستقبل وطنها.. والشعوب دائما هي وقود الثورات.. ونجاح اي ثورة يظل مرهونا بوعي الشعب باهداف ثورته.. وقدرته علي استيعاب ما يدور من حوله.. وكشف المخططات التي تريد تحويل ثورات الشعوب الي فوضي ودمار وحروب أهلية تؤدي فقط لاسقاط البلاد لتظل في دوامة العنف واللا استقرار واللا امن الي مالا نهاية.. تماما مثلما حدث في العراق التي روج الامريكان قبل غزوها للاستيلاء علي النفط والتراث والثروة.. روجوا لعراق جديد وديمقراطية جديدة وعندما غزاها بوش نسف المنازل علي رءوس الصغير والكبير واغتصب جنوده الرجال والنساء بل ومثلوا بجثث الضحايا في انتهاك لادمية البشر غير مسبوق في التاريخ والي الان. لايوجد عراق والانفجارات والعنف يحصد الالاف كل يوم وفي كل انحاء العراق.. لان الامريكان قبل ان يرحلوا غرسوا خلايا العنف والارهاب حتي لاتعود العراق ولابعد مائة عام.. وهكذا سوريا وليبيا واليمن والسودان وغيرها من البلاد العربية.. ولم يبق امام الامريكان واسرائيل سوي مصر وجيشها العظيم الذي تبذل اطراف عديدة عميلة لاستدراجه للشارع والصدام معه لتصبح نموذجاً للسيناريو السوري.. من هنا لا اخفي حجم القلق الذي ينتابني لأن بعض الذين يتمسحون في الاسلام يريدون اخذ البلاد طالما ليست لهم فقط الي العنف.. والدعوة للجهاد.. ولست ادري جهاد ضد مَنْ.. ضد مصري.. ضد بني وطنك.. ثم هذا العنف.. يقتل من.. ابنك واخيك وجارك.. فمن الذي راح ضحية اتوبيس سيناء.. عمال بسطاء ذاهبين الي أعمالهم.. ومن الذي راح ضحية انفجار مديرية الامن بالدقهلية.. جنود مصريون يؤدون واجبهم لحمايتك وحمايتي.. والحقيقة منذ ان دعا بعض ذوي اللحي للجهاد في سوريا وانا اتوجس خيفة من نوايا هؤلاء وزيف تدينهم.. فلو نادوا بالجهاد لتحرير القدس مثلا لكنت أول الملبين.. ولو نادوا بالجهاد ضد الذين قتلوا جنودنا الأبرياء في رمضان لوجدوا ملايين المصريين يلبون النداء.. ولو دعوا للجهاد ضد مختطفي جنودنا بالعريش لايدناهم.. لكن قمة الخطورة ان يتحول الفكر الجهادي ضد بني الوطن.. ليقتل المصري أخاه المصري.. وينصب الفخاخ الانفجارية امام المنشآت الحيوية أو وسائل المواصلات ليحصد ارواح بني وطنه.. قمة الخطورة ان يكفي شخص مجتمعه ويستحل دمه زورا وبهتانا ويدعو للجهاد ضده.. عندئذ يشعر الانسان بالقلق والخطورة.. لان مثل الذي يكفر الاخر من الصعب التحاور معه.. ومن العسير اقناعه بالمواطنه وان العقيدة ودرجة الايمان والتدين بين العبد وربه ولايمكن لشخص مهما كان ان يحكم علي غيره.. او يجدد ايمانه من عدمه. *** والحقيقة ان الشعب المصري أمام اختيار صعب وتأتي صعوبة الاختبار في ظل فشل التجربة الديمقراطية او عدم استيعابها بالدرجة التي يمكن معها ان نجني ثمارها ونعيشها واقعا عمليا فما يجري في الشارع من إنفلات وبلطجة وتجاوزات ليس من الديمقراطية في شئ.. وتأتي صعوبة الاختبار اننا نريد الامن والاستقرار والحفاظ علي المواطن في ظل وجود فصيل يمزق كل خيوط التواصل مع الشعب.. وبقليل من الحكمة والعقل كان يمكن ان تمر الازمة بكل هدوء لو استجاب الرئيس محمد مرسي المعزول لانتخابات مبكرة وعدل الدستور.. ربما كان الشعب تعاطف معه واختاره مرة اخري للرئاسة لاننا شعب عاطفي وعندما اعطي الاغلبية في البرلمان المنحل للاخوان كان بالتعاطف معهم وليس لانهم الاجدر.. وكان يمكن للشعب ان يعيد هذا الاختيار مرات ومرات لكن التحول للعداء والعنف ضد الشعب اكبر خسران للاخوان.. وقمة الخطورة ان الارهاب الاعمي لايفرق بين عدو وحبيب او محتل وبني الوطن..قمة الخطورة أن تتآمر مع عدوك علي بني وطنك *** شعب مصر هو الجيش والشرطة والاعلام والمواطن البسيط.. الكل في اختبار صعب لعبور الازمة بلا خسائر والحفاظ علي الوطن والمضي قدما نحو مصر الجديدة.. مصر بلا عنف.