أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية "الحداد الوطني" أمس مع تنكيس الاعلام علي المؤسسات الوطنية اثر اغتيال محمد البرهمي المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي. وندد رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي بالجريمة معتبرا انها ترمي إلي الترويع وزعزعة الاستقرار وبث البلبلة في أوساط التونسيين. وقال سنرفع التحدي الأمني وسميثل كل القتلة أمام القضاء وستبقي الدولة شامخة وسنفشل مخططات المجرمين واعتبر ان عملية الاغتيال التي تزامنت مع الاحتفال بذكري عيد الجمهورية وليست من باب الصدفة وإنما هي عملية مقصودة لضرب استقرار البلاد ولزعزعة التوافق السياسي الذي بدأ يتحقق في الآونة الاخيرة لاسيما وان مرحلة الانتقال الديمقراطي أوشكت علي الاكتمال. وذكر في هذا الصدد ان هدف مغتالي محمد البرهمي الذين قال عنهم "انهم ليسوا منا وليسوا من الإسلام في شيء" هو بالاساس افشال تجارب ثورات الربيع العربي التي سجلت نجاحا في تونس مقارنة مع بقية البلدان مشيرا إلي أن هؤلاء المجرمين تحركوا في هذا الوقت لبث البلبلة والفوضي في البلاد. وادان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جريمة الاغتيال داعيا جميع التونسيين إلي الهدوء مؤكدا ان أعمال العنف السياسي من شأنها ان تضعف مؤسسات الدولة الشرعية التي تقوم عليها العملية الديمقراطية. وذكر بان كي مون انه لا يجب ألان نسمح لهذا العمل الشنيع بعرقلة التقدم الذي تواصل تونس احرازه في انتقالها الديمقراطي بما في ذلك الدستور وتلبية التطلعات الاجتماعية والاقتصادية للشعب التونسي. ونعي حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المناضل التونسي وقال رحم الله الشهيد البرهمي ستظل دماؤه لعنة تطارد دعاة العنف والتطرف من لا يعرفون إلا الدم لغة للخلاف. علقت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" علي الحادث قائلة انه يثير التساؤلات حول مدي قدرة حزب حركة النهضة الحاكم علي النجاة من الأزمة السياسية الحالية وسط اندلاع الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة في عدة مدن وقيام سلطات الملاحة الجوية بالغاء الرحلات الجوية من وإلي داخل البلاد. واضافت "بي بي سي" ان الاغتيال ادخل تونس إلي نفق الأزمة السياسية المعقدة تزامنا مع اشتعال موجات الغضب والسخط من جانب محبيه ومؤيديه في الوقت الذي يتهمون من اطلقوا عليهم "متطرفين اسلاميين" وحزب النهضة الحاكم بالتواطؤ والضلوع في اغتياله. نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا ذكر فيه ان اغتيال محمد البراهمي المعارض البارز يهدد بمزيد من المواجهات بين التيارات الدينية والمعارضة التي أضحت حشودها تملأ شوارع تونس من جديد. ذكرت ان ذلك قد يفضي إلي ما سمته تمرس تونس علي حكم حزب النهضة وتقويض الديمقراطية الناشئة في البلاد في اشارة إلي حركة تمرد المصرية التي بدأت حملة أفضت إلي اطاحة الرئيس مرسي. اضافت الاندبندنت انه في الوقت الذي اندلعت فيه مظاهرات الاحتجاج في بلدة سيدي بوزيد مسقط رأس البرهمي بعد اعلان نبأ اغتياله تزداد الهوة بين الاسلاميين والمعارضة اتساعا منذ اتحادهما لاطاحة نظام بن علي.