أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية الحداد الوطني أمس مع تنكيس الأعلام علي المؤسسات الوطنية.وقال بيان صادر من الرئاسة- نقلته وكالة الأنباء التونسية أمس- إن القرار جاء إثر اغتيال محمد البراهمي المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي أمس الاول. وفي خطاب الي الشعب التونسي, رأي الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن اغتيال البراهمي الذي جري في يوم الاحتفال بذكري إعلان الجمهورية في البلاد, يهدف الي تشويه صورة ثورات الربيع العربي. وقال إن المسئولين عن هذه المأساة يريدون أن يظهروا أن تونس ليست أرض سلام وأن الربيع العربي فشل في كل مكان. ومن جانبه, رفض علي العريض رئيس الحكومة التونسية والقيادي في حركة النهضة, دعوات الي العصيان المدني في تونس واسقاط الحكومة اثر اغتيال محمد البراهمي, ودعا التونسيين الي عدم الاستجابة لها. وتوجه العريض- في مؤتمر صحفي- بنداء الي الشعب التونسي لكي لا يترك الفرصة لكل دعوة للفتنة والتقاتل, داعيا الي التهدئة. وفي المجلس الوطني التأسيسي, أعلن النائب اياد الدهماني عن الحزب الجمهوري استقالته لينضم بذلك الي النائب مراد العمدوني عن التيار الشعبي والنائب أحمد الخصخوصي عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين. كما أعلنت الجبهة الشعبية بدورها عن استقالة نوابها الستة بالمجلس. وقد أغلقت المتاجر والبنوك في تونس أبوابها أمس, كما ألغت الخطوط الجوية التونسية جميع رحلاتها المبرمجة أمس من تونس واليها, وذلك التزاما بالاضراب العام الذي تمت الدعوة اليه اثر اغتيال المعارض محمد البراهمي. وتقدمت الشركة في بيان أصدرته مساء أمس الاول- باعتذار لركابها داعية اياهم الي اعادة جدولة رحلاتهم دون تكاليف اضافية.وقال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أمس إن المعارض محمد البراهمي قتل بنفس قطعة السلاح التي قتل بها السياسي شكري بلعيد قبل ستة اشهر. وأضاف- في مؤتمر صحفي- نفس قطعة السلاح- وهي سلاح اتوماتيكي من عيار9 ملليمتر- التي قتل بها بلعيد هي التي قتلت ايضا البراهمي.واضاف ان المتهم الرئيسي في قتل المعارضين بلعيد والبراهمي هو سلفي متشدد يدعي بوبكر الحكيم.وقال ان السلطات تلاحق الحكيم لتهريبه أسلحة من ليبيا ومن ناحيته, أعلن مكتب مدعي الجمهورية أمس في تونس أن تشريح جثة المعارض محمد البراهمي كشف أن النائب اليساري أصيب ب14 رصاصة من عيار9 مم. وقال أعضاء في عائلة البراهمي إن جثمانه نقل أمس من المستشفي الي منزله الواقع شمال العاصمة قبل تشييعه المقرر اليوم الي مقبرة الجلاز في تونس. وصرح مكتب المدعي في بيان بأن قاضي تحقيق حضر التشريح في مستشفي شارل نيكول في العاصمة التونسية, موضحا انه تم فتح تحقيق بالقتل العمد والارهاب. وفي بروكسل, أدانت كاثرين أشتون الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي اغتيال المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي في تونس النائب محمد براهمي. وقالت أشتون- في بيان نشر في بروكسل مساء أمس الاول- إن الاتحاد الأوروبي يناشد السلطات التونسية بذل جميع الجهود لكشف ملابسات هذه الجريمة بالكامل ومحاكمة المسئولين عنها دون مماطلة. وذكرت أشتون أنه لم يتم حتي الان القاء القبض علي قتلة السياسي التونسي المعارض شكري بلعيد, الذي اغتيل مطلع العام الحالي.